ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
متى تتحول الكمية إلى نوعية في مأساة اللاجئين السوريين ؟؟؟ الإحصاء
مخ التخطيط !!! د. احمد جمعة 28/04/2012 الحكومة السورية
الانتقالية شؤون التخطيط والدراسات منذ مارس/آذار 2011، أخذت الاضطرابات في
سوريا بالتصاعد، مما أدى إلى
نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وحتى منتصف أبريل/نيسان 2012،
يقدر أن يكون أكثر من 55,000شخص قد
فروا إلى البلدان المجاورة وهي
الأردن ولبنان وتركيا والعراق،
الأمر الذي يضع عبئاً متزايداً
على الحكومات والمجتمعات
المضيفة. واستجابة لذلك، أصدرت الأمم المتحدة
وشركاؤها الإنسانيون نداءاً في
شهر مارس/آذار 2012 بقيمة 84 مليون
دولار أمريكي لدعم اللاجئين
السوريين. وتحدد خطة الاستجابة
الإقليمية لسوريا الاحتياجات
الحالية والمستقبلية لما يقرب
من 100,000 لاجئ سوري على مدى ستة
أشهر. وتعتبر الخطة، التي
تقودها المفوضية، نتيجة لجهد
منسق بين سبع وكالات للأمم
المتحدة، و27 منظمة وطنية ودولية
غير حكومية، إضافة إلى الشركاء
والحكومات المضيفة. في الأردن، قام حوالي 12,500 سوري بالتسجيل
لدى المفوضية وذلك اعتباراً من
منتصف أبريل/نيسان 2012. ومن
المتوقع أن تزيد هذه النسبة في
الوقت الذي تقوم فيه المفوضية
وشركاؤها بتوسيع جهودهم في مجال
الوصول لمن هم بحاجة ورفع مستوى
المساعدة المقدمة للسوريين.
وتعتقد الحكومة الأردنية
والمفوضية بأن هناك عشرات
الآلاف من السوريين من الفئات
الأكثر ضعفاً في البلاد. وقد وصل
العديد من اللاجئين بموارد
مالية محدودة لتغطية
الاحتياجات الأساسية، أما
أولئك الذين تمكنوا في البداية
من الاعتماد على مدخراتهم أو
الدعم الذي تلقوه من العائلات
المضيفة فهم الآن بحاجة
للمساعدة على نحو متزايد. في لبنان، يجد العديد من اللاجئين أنفسهم
في وضع غير مستقر، مع موارد
مالية إما ضئيلة أو معدومة.
وتعمل المفوضية وشركاؤها مع
الحكومة والسلطات المحلية
والشركاء الدوليين والوطنيين
لمساعدة أكثر من 20,000 من
السوريين، تم تسجيل ما يقرب من
نصفهم في الشمال. ويتركز جموع
اللاجئين السوريين في شمال
لبنان (حوالي 12,000 شخص اعتباراً
من منتصف أبريل/نيسان) ووادي
البقاع (7000) إضافة إلى ما يقرب من
1000 شخص يعيشون في الضواحي
الجنوبية من العاصمة بيروت. في تركيا، تم تسجيل حوالي 24,600 من السوريين
من قبل الحكومة، والتي تستضيفهم
في محافظات هاتاي وغازي عنتاب
وكيليس وأورفة. وتولت الحكومة
التركية مسؤولية مساعدة وإيواء
وحماية اللاجئين في المخيمات،
بينما تقوم المفوضية بتقديم
الدعم التقني، فضلا عن توزيع
آلاف الخيام وعشرات الآلاف من
البطانيات. بالإضافة إلى ذلك،
تقوم المفوضية بتسجيل ومساعدة
اللاجئين الذين تم استضافتهم
سابقاً في سوريا، كالعراقيين
الذين يعيشون الآن في البيئات
الحضرية. وشهد العراق مؤخرا عدداً متزايداً من
السوريين القادمين. واعتباراً
من منتصف أبريل/نيسان 2012، تم
تسجيل حوالي 1,240 شخص بينما ينتظر
1000 آخرون تسجيلهم. وقد بدأت
المفوضية وشركاؤها بمساعدة
اللاجئين، وذلك بالتعاون
الوثيق مع السلطات. في هذه
الأثناء في سوريا، لاتزال
الحكومة تعمل مع المفوضية
وشركائها لتقديم المساعدة لما
يقرب من 110,000 لاجئ. الاسلام هذب
مفهوم اللجوء قبل الدخول في تفاصيل حالة اللاجئين في
العالم يجدر الإشارة إلى أن
المنطقة العربية قد عرفت تقاليد
اللجوء بجميع أشكاله منذ القدم
ومن نافلة القول التذكير بأنّ
قبائل العرب قبل الإسلام اتفقت
على تقاليد وأعراف لإغاثة
اللاجئ أو طالب اللجوء وحمايته
ومساعدته. فقد كان العرب (ولا
يزالون) يعتمدون مفهوم الدخلة
أو الدخيل الذي يطلب الحماية من
قبيلة غير قبيلته لأسباب عديدة
من أهمها الطرد أو الخلع من
القبيلة التي ينتمي إليها. وعند
بزوغ فجر الاسلام تهذبت فكرة
اللجوء بفعل تعاليم الإسلام
السمحاء. فقد طلب الرسول الكريم
من أصحابه الهجرة إلى الحبشة
هرباً من أذى قريش وبعد ذلك هاجر
الرسول وأصحابه الكرام إلى
المدينة المنورة، تلك الهجرة
المباركة التي غيرت وجه تاريخ
البشرية وفتحت أمامه أفاق رحبة
بانتشار الفتح الإسلامي في
أصقاع العالم. لمحة تاريخية عن اللجوء واللاجئين إنّ مشاكل
اللاجئين في العالم كانت محط
اهتمام على مر العصور بيد أن
المحاولات الجدية لمعالجة وضع
اللاجئين برزت إلى السطح اثر
الحرب العالمية الأولى وذلك
نظراً لما خلفته من ويلات
وكوارث إنسانية كان لا بد من
التحرك السريع لمعالجتها
واحتوائها. وفي هذا السياق كلفت
عصبة الأمم السيد "نانسن"
القيام بأعمال إغاثة لأكثر من
مليون لاجئ ومشرّد كان معظمهم
من دول أوروبا الشرقية وقد قام
السيد نانسن الذي نال جائزة
نوبل للسلام مقابل خدماته
الجليلة باصدار وثائق سفر تحمل
اسمه لغرض تسهيل عودة اللاجئين
والمشردّين إلى بلادهم،
وتخليداً لذكراه يقوم المفوض
السامي لشؤون اللاجئين بتقديم
جائزة سنوية للذين يقومون
بأعمال متميزة لمساعدة
اللاجئين في العالم. وعقب نهاية
الحرب الثانية أدرك المجتمع
الدولي ضرورة التحرك من أجل وضع
أطر سياسية وقانونية لمعالجة
مشكلة اللاجئين في العالم حيث
خلفت الحرب العالمية الثانية
ملايين اللاجئين كان معظمهم في
أوروبا، وفي ظل غياب حلول ناجعة
قامت الأمم المتحدة بإنشاء
المنظمة الدولية للاجئين IRO
وذلك في العام 1945 وفي الوقت ذاته
بدأ المعنيون بالأمر سلسلة من
الخطوات من أجل الإعداد
للاتفاقية الدولية للاجئين حيث
قامت الجمعية العامة للأمم
المتحدة بالتصديق على النظام
الداخلي للمفوضية السامية
لشؤون اللاجئين في سبتمبر من
عام 1950 وذلك لتحل محل المنظمة
الدولية للاجئين التي انتهت
واجباتها عملياً. هذا ويتم
انتخاب المفوض السامي لشؤون
اللاجئين عن طريق الجمعية
العامة للأمم المتحدة وبناء على
توصية من الأمين العام وذلك كل
خمس سنوات ويشغل المنصب حالياً
السيد رود لوبرز رئيس وزراء
هولندا الأسبق حيث تولى المنصب
منذ يناير 2001 ويقوم المفوض
السامي بتقديم برامجه سنوياً
إلى المجلس الإقتصادي
والإجتماعي في المنظمة الدولية
والمسماة "ECOSOC
" . هذا ويساعد المفوض السامي
في مهمته مجلس تنفيذي "EXCOM " مكوّن من 58 دولة تقوم
بالإشراف على رسم سياسة
المفوضية وتحديد ميزانيتها
والإشراف عل نشاطاتها في مختلف
بقاع العالم، ويعقد المجلس
التنفيذي إجتماعات دورية وبشكل
سنوي في مقر المفوضية السامية
في مدينة جنيف. وتجدر الإشارة
إلى أنه يعمل حالياً في
المفوضية أكثر من خمسة الاف
موظف ينتشرون في أكثر من 120 دولة
ويعمل حوالي 80% منهم في الميدان
حيث يتواجد اللاجئون فعلاً
وغالباً في ظروف معيشية وأمنية
قاسية أدت في بعض الأحيان إلى
تعريض أرواح العاملين في المجال
الإنساني للخطر. وحسب آخر
الإحصاءات يبلغ عدد اللاجئين في
العالم حوالي 12 مليون شخص يتوزع
أكثرهم في آسيا وافريقيا حيث
تحتضن آسيا لوحدها أكثر من خمسة
ملايين لاجئ يشكل الأفغان
الغالبية العظمى منهم في حين
يتوزع حوالي 4 ملايين لاجئ في
القارة الإفريقية التي شهدت بعض
بلدانها عمليات نزوح كبرى كما
هو الحال في منطقة البحيرات
العظمى والكونغو الديمقراطية.
تقوم المفوضية السامية لشؤون
اللاجئين بتوفير المساعدات
الإنسانية من سكن وغذاء ودواء
للاجئين وقد بلغت ميزانية
المفوضية السنوية للعام 2004 أكثر
من مليار دولار أتى معظمها من
تبرعات قدمتها الدول إلى
المفوضية وأكثر الدول تبرعاً هي
دول الإتحاد الأوروبي واليابان
إضافة إلى الولايات المتحدة
الأمريكية وكندا. قامت المفوضية
السامية لشؤون اللاجئين بناءً
على اتفاقية العام 1951 التي وضعت
الأسس القانونية والإدارية
والإنسانية لعمل المفوضية في
العالم وبالإضافة إلأى ذلك وضعت
الإتفاقية تعريفاً مجدداً
للاجئ كما وحددت حقوقه وواجباته
كما أنّ اتفاقية العام 1951 شملت
كذلك موضوع إصدار جوازات سفر
للاجئين وأشارت صراحةً إلى حق
اللاجئين في العمل والتعليم في
بلدان اللجوء. ورغم أنّ اتفاقية
اللاجئين للعام 1951 تعتبر
الإتفاقية الأم التي بموجبها
قام المجتمع الدولي بوضع الإطار
العام لتنظيم وضع اللاجئين إلا
أنّ الاتفاقيات الإقليمية
الخاصة باللاجئين تكتسب أهميةً
خاصة بحكم كونها تتعامل مع واقع
اللاجئين إنطلاقاً من معطياتٍ
إقليمية ولعلّ أهم هذه
الإتفاقيات الإقليمية هي
اتفاقية منظمة الوحدة
الإفريقية لعام 1960 والتي تمّ
التوقيع عليها في اديس ابابا
وتتضمن تعريفاً للاجئ أوسع من
ذلك الوارد في اتفاقية عام 1951
حيث شملت الفارين من الكوارث
الطبيعية والنزاعات المسلحة
وهي للأسف كثيرة في القارة
الإفريقية وبهذا أخذت الدول
الإفريقية منحىً أكثر كرماً في
التعامل مع اللاجئين. إنّ
المنطقة العربية كانت دائماً
مصدراً للعديد من موجات اللجوء
واللاجئين كما أنها استقبلت
أعداداً كبيرة من اللاجئين على
أراضيها منذ بدايات القرن
الماضي ولغاية الآن. وإذ أردنا
التطرق إلى وضع اللاجئين في
منطقتنا العربية فلا بد من
الإشارة إلى الاتفاقية العربية
لتنظيم اوضاع اللاجئين التي
وضعت أسسها العامة جامعة الدول
العربية في العام 1993 لتحديد
مفهوم اللجوء في العالم العربي
ولمحاولة ترتيب أطر قانونية
وسياسية تنظم حركة اللاجئين
وبالتالي تساعد على إيجاد حلول
ناجحة لمشاكلهم ورغم مرور أكثر
من عشر سنوات على وضع الإتفاقية
المذكورة إلا أنها بقيت حبراً
على ورق وذلك بسبب عزوف معظم
الدول العربية عن المصادقة
عليها حيث أنّ مصر كانت الدولة
العربية الوحيدة التي صادقت
رسمياً على الإتفاقية في العام
1994. وقامت المفوضية السامية
بجهودٍ حقيقية للتنسيق مع جامعة
الدول العربية أسفرت عن توقيع
مذكرة التفاهم بين الطرفين وذلك
في حزيران من العام 2000 وتشتمل
المذكرة على ثمانية بنود لتعزيز
أواصر التعاون والتنسيق بين
الطرفين في مجال اللاجئين
وكيفية إيجاد حلول دائمة لهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن معظم
الدول العربية وخاصة في المشرق
العربي لم تنضم بعد إلى إتفاقية
عام 1951 وهي الإطار السياسي، كما
ذكرنا، الذي تعمل الدول بموجبه
لمعالجة وضع اللاجئين. أما
بالنسبة لبلدان شمال افريقيا
فقد انضمت معظمها (باستثناء
الجماهيرية الليبية) إلى
إتفاقية عام 1951 منذ وقت طويل بيد
أنها لم تضع القوانين الوطنية
الخاصة بها المتعلقة باللجوء
ولا توجد مؤسسات محلية تقوم
بتحديد من هو اللاجئ في هذه
البلدان كما هو عليه الحال في
معظم الدول المتقدمة وتعتمد هذه
الدول على مكاتب المفوضية
السامية من أجل تحديد صفة
اللجوء نيابة عنها. وبالنسبة
لتواجد المفوضية السامية في
بيروت فقد تم تأسيس أول مكتب
للمفوضية في لبنان عام 1963 حيث
كان يغطي نشاطات المفوضية
السامية في معظم بلدان الشرق
الأوسط ويقوم المكتب حالياً
بتقديم الدعم والمساندة لمئات
اللاجئين المتواجدين على
الأراضي اللبنانية حيث تشمل
مساهماته قطاعات الصحة
والتعليم والسكن... كما أنّ
المكتب الإقليمي يبذل جهوداً
حثيثة من أجل إيجاد حلول دائمة
لمشاكل اللاجئين في لبنان وذلك
إما عن طريق تسهيل عودتهم
الطوعية إلى بلدهم الأصل أو عن
طريق برامج إعادة التوطين التي
تقوم بها المفوضية. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في
الأمم المتحدة (UNHCR) ما هي المفوضية: لقد أنشىء مكتب
المفوضية السامية لشؤون
اللاجئين في الأمم المتحدة في
عام 1950 بموجب القرار رقم 428
الصادر عن الجمعية العمومية
وذلك لحماية اللاجئين وتأمين
حلول دائمة لمعاناتهم. إن
المفوضية منظمة إنسانية،
مستقلة وغير سياسية، ترتبط
وتقدم تقاريرها إلى الجمعية
العمومية عبر المجلس الإقتصادي
والإجتماعي في الأمم المتحدة
وتعتمد المفوضية على الهبات
الحكومية بالإضافة إلى المصادر
الأخرى المتعددة وذلك بهدف
تمويل مشاريعها لمساعدة
اللاجئين في العالم. ولاية المفوضية: لقد كلفت الأسرة
الدولية بمهمة تأمين الحماية
الدولية والمساعدة الإنسانية
للاجئين وطالبي اللجوء وكذلك
تأمين الحلول الدائمة لهم.
الجدير بالذكر أن عبء تأمين
الحماية للاجئين يبقى بصورة
أولى من مسؤوليات الحكومات
والدول التي تستقبل هؤلاء
اللاجئين. إن المفوضية مهتمة
أيضاً بتحسين أوضاع اللاجئين
وذلك عبر عقد اتفاقات مع
الحكومات تهدف إلى اتخاذ تدابير
بهذا الخصوص. تعريف اللاجئ: تضمنت اتفاقية
جنيف للعام 1951 والنظام السياسي
الداخلي للمفوضية تعريف قانوني
للاجئ وهو كالتالي:" اللاجئ
هو كل شخص تواجد بسبب خوف له ما
يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب
عرقه أو دينه أو جنسيته أو
انتمائه إلى فئة إجتماعية معينة
أو آرائه السياسية خارج بلد
جنسيته ولا يستطيع أو لا يرغب
بسبب ذلك الخوف أن يستظل بحماية
ذلك البلد". المكتب الإقليمي
في بيروت أنشىء المكتب
الإقليمي في بيروت في عام 1963.
وبالإضافة إلى الأنشطة
والبرامج المتعددة في لبنان،
يقوم المكتب الاقليمي ومنذ
العام 2002 بتنسيق نشاطات
المفوضية السامية في كل من
الأردن وسوريا. ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |