ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الزوجة
والطفل....هم ثقيل يجزع الزوج
الأسير أسرانا 29/6/2012 تقرير: أسماء محسن لكل أسير خلف تلك الأسلاك التي تحولهم عن
عائلاتهم عالم خاص به, لن يراه
أو يتذوق حلوه ومره سوى هو,
فيكون أمامه بحر يهدر بآلام تلك
المعاناة التي تتفرع منها هموم
مختلفة, وهناك هموم صنعتها
مرارة فراق الزوجة والآباء,
سيما أن الأسير المتزوج والأب
تتضاعف أوجاعه آلاف المرات عن
زملائه رغم أن الحياة واحدة. "مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق
الإنسان" ينقل في سطوره
التالية مشاعر أسرى آباء وأزواج
تمكن من الوصول إليهم: تقتل الواحد ألف مرة في السجن حكايات كثيرة لهذا المثيل, فأغلب
الأسرى أزواج وآباء, ولعل
الدكتور أمجد قبها بن بلدة
برطعه واحداً من آلاف تلك
النماذج, حيث أمضى في السجن عشرة
أعوام تخللتها آلام من هذا
النوع والتي وصفها بأنها تقتل
الواحد ألف مرة, حيث كان قد تزوج
عدة شهور وما أن تم اعتقاله في
تموز 2007 رزق بطفلته الوحيدة "تسنيم"
بعد شهر, ليبدأ في معاناة جديدة
مرارتها هي حرمان الطفلة من
والدها. يقول لمركز أحرار لدراسات الأسرى :" أن
تصبح أب من خلف القضبان, وأن
تأتي زوجتك العروس وعلى يديها
طفلتك لزيارتك, ولا تجد أمامك
سوى 45 دقيقة لتعطي زوجتك اهتمام
الزوج وطفلتك حب الأب فالامر
صعباً للغاية, فلم أجد شيئاً سوى
أن أطلب من زوجتي أن تعطي تسنيم
كل ما تريد ولا تجعل في خاطرها
شيء إلا وتحققه لها". ولم تقل المعاناة عن الزوجة المسكينة
التي تبكي زوجها المغيب ولا
تعلم كيف حاله, أم عبء الحمل
الولادة بعيداً عنه, أم تربية
الطفلة لوحدها, وكما تصف أم
تسنيم قبها (لأحرار ) فإن معاناة
المرأه الفلسطينية المتزوجة
كبيرة جداً والحمل الملقى على
عاتقها أكبر من غيرها, ولكن هو
حال الأسرة الفلسطينية, فالمرأه
في بلادنا إما ان تكون زوجة أسير,
او أخت شهيد أو أم مطارد ...". فراق الأبناء والاحفاد الأسير الصفحي نواف العامر, هو الآخر تكبت
قلبه نيران الفراق الذي وضعته
القضبان, وحالت بينه وبين
أبنائه ليس فحسب بل أيضاً
احفاده, يقول لمركز أحرار:"
اعتقلت أكثر من مرة وأبعدت إلى
مرج الزهور, وفي كل سجن كان عدد
أولادي كما كانت تزيد آلامي
لبعدي عنهم", مضيفاً:"
واليوم أصبحت جداً, فابنتي
البكر رزقت بطفلة, لقد باتت
مشاعري اليوم أكثر شوقاً
لاحتضان أبنائي وأحفادي". لم يجد الأبناء وسيلة للتواصل مع آبائهم
والتعبير لهم عما تختلج صدورهم
من حب واشتياق سوى برامج الأسرى
التي تبثها الإذاعات المحلية,
والتي هي أيضاً تشبع شيئاً من
شغف الآباء هناك خلف القضبان,
يقول عامر:" لكل طفل من أطفالي
معزة ومكانة ومحبة, وحينما أسمع
أصواتهم وهم يتحدثون إلي عبر
الإذاعات المحليه ويطيرون
التحيات لي, يزداد شوقي لهم,
حقاً الأسير المتزوج والأب
يتألم آلام مضاعفة عن غيره مع
أننا في ظروف واحدة". كلا الحالتين أما الأسير علاء أبو خضر من قرية الجديدة
في جنين, فقد ذاق مرارة الأسر في
كلا الحالتين, أمضى 16 عاماً في
سجون الاحتلال قبل الزواج,
واليوم يقضي اعتقالاً إدارياً
وهو زوج وأب لطفلين, حدثنا عن
الفرق:" الفرق ما بين أسر
الانسان وهو متزوج, وأسره وهو
أعزب لا يمكن المقارنه بينهما,
فهو كبير بكل ما تعني الكلمة
", مضيفاً:" بصدق إن ال16
عاماً التي مرت وأنا بالسجن
وأعزب, أسهل من هذه الشهور الست
التي تركت بها زوجة وطفلين,
فصورتهم لا تفارقني, بينما
القلق عليهم والتفكير بحالهم له
حكاية أخرى تؤلمني". ويضيف:" حتى الأحلام في المنام باتت
تختلف وأنا متزوج عني وأنا أعزب
وأسير ، كنت في السابق لا أحلم
أبداً, أما اليوم فأرى مسلسل من
الذكريات التي كنت بها ألاعب
أبنائي وأحضر لهم الحاجيات" . تلك هي صورة من ذلك الهم الثقيل, فمرارة
الأسر شيئاً وعذاب القلب لفراق
الأحباب شيئاً آخر ينغص قلب
الأسير. ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |