ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا
بين الدعم العسكري الروسي وضعف
قدرات الثوار!! كتب
وترجم: أحمد حسين الشيمي* 30/06/2012
المصدر
: موقع "قاوم" نشرت
مجلة فورين بوليسي الأمريكية
تقريرًا مطولا للكاتب ديفيد
كينر بعنوان "ماذا أعطت روسيا
لسوريا"، ذكرت فيه أن الفترة
القليلة الماضية شهدت دعمًا
عسكريًا روسيًا لسوريا، إذ وصلت
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية
ثلاث سفن حربية روسية لميناء
طرطوس السوري، في الوقت الذي
زودت فيه موسكو دمشق بأنظمة
دفاعية متقدمة. تأتي
هذه التطورات في الوقت الذي
أشارت فيه مصادر إلى اتفاق كل من
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ،
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
، على ضرورة التوصل إلى حل سلمي
للصراع في سوريا، لكن المعطيات
على الأرض تؤكد على مواصلة
الشعب السوري ثورته، وتنفي أي
احتمال للحل السلمي، لاسيما مع
الجرائم البشعة التي ارتكبها
النظام السوري بحق الشعب،
فطبقًا لتقارير الأمم المتحدة
فإن ما يزيد على عشرة آلاف سوري
لقوا حتفهم منذ بداية الثورة. الموقف
الأمريكي متناقض بصورة كبيرة مع
نظيره الروسي، ففي الوقت الذي
طالب فيه أوباما بضرورة تنحي
الرئيس السوري بشار الأسد، تدعم
موسكو سوريا بكل الوسائل،
عسكريًا ودبلوماسيًا، حيث
اعترضت روسيا على قرارين لمجلس
الأمن يستنكران أعمال العنف في
سوريا. دعم
عسكري هائل: ومع
إعلان بعض التقارير الصحفية
قيام عناصر من وكالات
الاستخبارات الأمريكية بتزويد
المعارضة السورية بالأسلحة،
يبقى النظام هو الأقوى، لاسيما
أنه لا يمكن مقارنة هذه
الإمدادات الضعيفة بالعطايا
الهائلة التي تمنح لنظام بشار. وتضرب
العلاقات العسكرية بين روسيا
وسوريا بجذورها لأكثر من نصف
قرن، حيث بلغت قيمة صفقات
الأسلحة بين الجانبين في الفترة
بين1950-1990، 34 مليار دولار، وبعد
تفكك الاتحاد السوفيتي ارتفعت
قيمة صادرات الأسلحة الروسية
إلى سوريا، حيث تضاعفت خمس مرات
في الفترة بين 2007-2012 ، حسب معهد
ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ولا شك
أن معظم الطائرات والدبابات
والطلقات النارية والصواريخ
التي تستخدمها قوات الأسد ضد
الشعب السوري هي روسية الصنع،
وهذا ما أكدته تقارير منظمات
حقوق الإنسان وبعض المسؤولين
العسكريين الذين انشقوا عن نظام
الأسد، ومن أبرز هذه الأسلحة: -
طائرات مروحية هجومية: فقد
اتهمت وزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون
موسكو بتزويد الأسد بهذا النوع
من المروحيات الذي ينتج عن
استخدامه خسائر بشرية هائلة،
وقد استخدمت في إدلب وبعض
المحافظات. -
المدفعية وقذائف الهاون:
وتستخدم في المناطق الحضرية،
وقد تسببت في وقوع عدد هائل من
القتلى والمصابين، استخدمت في
حمص على وجه الخصوص، وتستخدم
القوات السورية قذائف من طراز
"هاون 240" تحتوي على 280 مادة
شديدة الانفجار تصيب أهدافًا
على بعد ستة أميال. -
الدبابات: وفقًا لتقديرات
المعهد الدولي للدراسات
الاستراتيجية؛ فإن الجيش
السوري يمتلك نحو 4950 دبابة
مقاتلة، علاوة على 4000 دبابة من
الطراز الخفيف والمتوسط
وحاملات الجنود "مدرعات"،
روسية الصنع من طراز " T72". -
الألغام الأرضية: زودت روسيا
النظام السوري بعدد هائل من
الألغام الأرضية، لتأمين حدوده
من الاختراق، فقامت سوريا خلال
الفترة الماضية بزرع الألغام
على حدودها مع تركيا، وبعض
حدودها الأخرى خشية دخول
مقاتلين أو أسلحة من دول الجوار. -
الصواريخ: سوريا لديها عدد كبير
من الصواريخ بعيدة ومتوسطة
المدى، من طراز "غراد" يصل
مداها إلى مسافات كبيرة، وقد
أعربت دول الجوار عن خشيتها من
قدوم الأسد على استخدام تلك
الصواريخ، وبعضها من طراز "سكود"
القادرة على حمل رؤوس حربية تزن
1500 رطل لمسافة 900 ميل. ففي
العام الماضي صرح رامي مخلوف
رجل الأعمال السوري، وابن عم
بشار الأسد لصحيفة نيويورك
تايمز بالقول: "إذا لم يحدث
استقرارٌ في سوريا، فلن يكون
هناك استقرارٌ في إسرائيل" في
إشارته إلى إمكانية استخدام
النظام السوري لهذه الصواريخ
بعيدة المدى ضد "إسرائيل". -
الأسلحة الكيماوية: لعل الأخطر
في الثورة السورية أن النظام
يمتلك ـحسب تقارير استخباراتية
غربية وأمريكيةـ مخزونات هائلة
من الأسلحة البيولوجية
والكيماوية، تشمل غاز الخردل
والأعصاب وغاز "VX".
-
القوات: اتهمت الولايات المتحدة
وقوى غربية أخرى موسكو؛
بإرسالها قوات عسكرية لدعم
النظام السوري بزعم حماية
قاعدتها البحرية في طرطوس. ماذا
تملك المعارضة السورية؟: ويتطرق
التقرير إلى الواقع العسكري
للمعارضة السورية، ويذكر أنه
خلافًا للثوار في ليبيا الذين
استطاعوا الوصول إلى مخزونات
هائلة من الأسلحة، بفضل انشقاق
عدد كبير من ضباط الجيش الليبي
في بداية الثورة الليبية، لا
تمتلك المعارضة السورية سوى بعض
الآليات العسكرية الخفيفة التي
لا تستطيع الصمود في وجه قوات
الأسد. ونظرًا
لهذا الواقع غير المتوازن بين
ما يملكه النظام السوري -المتوقعة
نهايته قريبًا- والثوار في
سوريا، لجأ الثوار إلى "حرب
العصابات" ضد القوات
السورية، والتي أدت إلى انخفاض
وتيرة العنف ضد الشعب السوري
خلال شهر مايو الماضي بصورة
ملفتة، ففي صبيحة 20 يونيو
الماضي، قتل 20 جنديًا، بعد
اقتحام الثوار لثكنة عسكرية في
الشمال الغربي للبلاد. لكن مع
ذلك لابد من العمل من قبل
الأطراف الدولية والإقليمية
على تسليح المعارضة؛ باعتباره
أفضل الحلول لنجاح الثورة
السورية، فالنظام السوري
يستخدم كل ما أوتي من قوة للحافظ
على بقائه، مع كل الضغوط
الدولية المستمرة المطالبة
بضرورة تخليه عن السلطة، وتوقفه
عن قتل المدنيين، ومع فشل كل
الجهود الدولية الداعية إلى
التدخل العسكري. ويؤكد
التقرير أنه مع الدعم الذي تحصل
عليه المعارضة السورية من عناصر
المخابرات الأمريكية الموجودة
في جنوب تركيا، وبعض الدول
العربية مثل المملكة السعودية،
يبقى الدعم الروسي العسكري
لنظام الأسد هو الأهم والأكبر
في هذه المرحلة، فلولا وجود هذا
الدعم ما استطاع بشار الأسد
الاستمرار طوال هذه الفترة، مما
أدى إلى تأخر دمشق في اللحاق
بشقيقاتها في ليبيا وتونس ومصر. ويشدد
التقرير على أن خيار دعم
المعارضة لابد أن يقترن بمزيد
من الضغوط الدولية على نظام
الأسد، حتى لا تدخل البلاد في
أتون حرب أهلية مدمرة تأتي على
الأخضر واليابس، وهو السيناريو
الذي تحاول القوى الغربية
والعربية تفاديه. ويختتم
التقرير بالقول: "إن إدارة
أوباما لا تتفق في نقاط كثيرة مع
موسكو بخصوص الأزمة السورية،
لكن النقطة محل الاتفاق بين
الطرفين تتعلق بضرورة العمل على
الحل السلمي، لكن اللغز هو كيف
سيعمل الطرفان على تحقيق ذلك،
في ظل الدعم العسكري المحموم
الذي تقدمه روسيا للنظام
السوري؟!!". _________ رابط
التقرير http://www.foreignpolicy.com/articles/201 2/06/21/what_russia_gave_syria?page=0,0 *صحفي
وكاتب مصري. ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |