ـ

ـ

ـ

السبت 12/01/2013

ألمانيا/ انتفاضة سوريا وتركيا والغرب

هيثم عياش

برلين /‏10‏/01‏/13

لا يختلف اثنان من السياسيين في اوروبا وخاصة في دول الاتحاد الاوروبي التي ترفض بعضها انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي بينما تؤيد أخرى انضمام تلك الدولة الى الاتحاد بأن تركيا بوابة الغرب المسيحي على الشرق الاسلامي وجسر استراتيجي هام لعلاقات اوروبا بالعالم الاسلامي وخاصة منطقة الشرق الاوسط . ومنذ استلام حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب الطيب ارودجان مسئولية حكم تركيا ازدادت حدة مطالبة  الاوروبيين التقارب بشكل اكثرمع تركيا التي اثبتت حكومتها مقدرتها على اعادة بلادهم الى المحافل الدولية بشكل اكثر من ذي قبل وفرض هيبة تركيا في اوروبا من جديد . فعلى حسب رأي خبير شئون منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي اودو شتاينباخ من خلال ندوة حول انتفاضة الشعب السوري وموقف الغرب من تركيا أزاء معاناة الشعب السوري دعا اليها مبرة . هاينريش بول / للدراسات والمساعدات الدولية ببرلين مساء يوم أمس الاربعاء 9 كانون ثان/يناير الحالي ان الرجل المريض / تركيا / قد تعافى من مرضه والغرب يرتكب اخطاء سياسية وتاريخية لا تحمد عقباها اذا ما لم يقم بدعم انقرة بشكل كاف لرفع مأساة الشعب السوري الذي  مضى على انتفاضته ضد نظام جبروتي غاشم قرابة العامين مضيفا ان تطورات الوضع في سوريا أثبتت مصداقية المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج اضافة الى تركيا بمساعدة الشعب السوري فلولا تلك الدول لما هب الغرب لوضع حد لمأساة الشعب السوري ، الا أن ما قام به الغرب لا يعتبر كافيا بل مخيبا للآمال ، آمال الاتراك وآمال الشعب السوري وآمال دول الخليج فموقف الغرب من انتفاضة الشعب السوري مخز للغاية .

وعزت وزيرة السابقة السابقة بوزارة الخارجية الالمانية مسئولة شئون السياسة الخارجية بكتلة الخضر النيابية بالبرلمان الالماني حاليا كرستين مولر  خيبة الاتراك من الغرب لعدم تجاوبهم على مقترحات انقرة باقامة حظر جوي ببعض مناطق سوريا او تدخل عسكري محدود يساهم بمساعدة الشعب السوري فرئيس نظام سوريا بشار اسد يمارس القتل وتقوم طائراته بقصف المدن وقصف مصانع الخبز اثناء ازدحام الناس على شراء الخبز اضافة الى تشريد مئات الالاف من الناس ومقتل الالاف من الابرياء  وفقدان الالوف واذا ما استمر صمت الغرب وعجزه عن دعم انقره تجاه عنف النظام السوري ضد شعبه فان تركيا باستطاعتها حشد قوى اسلامية في مقدمتها السعودية ودول اخرى للتدخل عسكريا ضد نظام أسد مؤكدة انه اذا ما تم ذلك فان اخطارها ستتوسع لاحتمال قيام محور عسكري ايراني عراقي روسي لمواجهة التدخل العسكري الاسلامي في سوريا والتحرش بحلف شمال الاطلسي / الناتو / من اجل حثه المشاركة بالتدخل العسكري وذلك من اجل مواجهة روسيا ويران للحلف المذكور .

وبالرغم من تأكيد القيادة التركية ان أسدا ونظامه بطريقهما الى النهاية بدون موعد لهذه النهاية وتأكيد غربي على ذلك الا أن ذلك لا يعني ضرورة اتخاذ سياسة حاسمة  لوقف المذابح التي يتعرض الشعب السوري لها وبالتالي اتخاذ سياسة حاسمة لدعم تركيا باقتراحاتها التي تكمن اقامة مناطق عازلة وحطر جوي في سوريا فخطاب رئيس نظام تلك الدولة الاخير بشار اسد اعلان صريح باستمرار محاربته شعبه ويجب على اوروبا والمجتمع الدولي الاخذ بعين الاعتبار ان تطورات السياسة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط جراء استلام الاسلاميين حكم بعض دول تلك المنطقة ترغمهم على التقارب مع تركيا والحوار مع الاسلاميين لايجاد مخرج من مأزق الغرب  من تطورات الوضع في تلك المنطقة وخشية الغرب على الكيان الصهيوني لا يعني عدم اتخاذ اي اجراءات حاسمة لوقف مذبحة الشعب السوري الذي يشعر بخيبة الامل من المجتمع الدولي على حد رأي زعيمة الخضر كلاوديا روت .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ