ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوباما
يُعرب عن «صدقه» مع دولة
الاحتلال نسيمة
أيّوب / بيروت أفصح
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
عن أنّه أكثر استعداداً من أي
إدارة سابقة لانتقاد «إسرائيل»..
وكرّر دعوته إلى تجميد
المستوطنات، «فمن حُسن الصداقة
أن يكون المرء صادقاً.. وأظن
أنّه مرّت أوقات لم نكن فيها
صادقين كما يجب بشأن حقيقة
الاتجاه الحالي والمسار الحالي
في المنطقة، حيث إنها سلبيةٌ
جداً، لكن ليس بالنسبة إلى
المصالح الإسرائيلية فقط؛ بل
بالنسبة إلى المصالح الأميركية
أيضاً.. علينا أن نتذكّر الإيمان
الدائم باحتمالات المفاوضات
التي ستؤدّي إلى سلام.. لقد قلت
إن تجميد المستوطنات هو جزء من
تلك». هذا ما نقلته هيلين كوبر
في مقالها الذي نشرته جريدة
نيويورك تايمز(The
New York Times)، الصادرة في الأوّل من حزيران
(يونيو) الماضي، عن مقابلةٍ
أجراها الراديو الوطني
الأميركي الرسمي (NPR) مع الرئيس أوباما. وقد رفض
أوباما الإجابة عندما سئل عمّا
قد يفعله إذا استمرّت «إسرائيل»
في البناء، لكنه تحدّث عن حاجة «إسرائيل»
إلى سماع
الحقيقة،
كما يراها هو. وقال
أيضاً إنّه في السابق لم يُرِد
موظفو الإدارة الرسميين تسمية
الأشياء كما يرونها، لكن هذا
سيصبح جزءاً من الحوار الجديد
الذي يجب تشجيعه في المنطقة.
وعندما سئل عمّا سيفعله إذا
تجاهلت «إسرائيل» طلبه، أجاب
رغم أنه يجب على الولايات
المتحدة متابعة ما تقوله، إلاّ
أن العملية ما زالت في أوائلها..
فالحكومة تشكّلت منذ شهر
تقريباً. خطة
توسيع المستوطنات في
العدد نفسه من الصحيفة كتبت
إيزابيل كريشنر في الموضوع
نفسه، فسلّطت الضوء على الخطة
الإسرائيلية الأساسية
للمستوطنات. فبحسب معلومات
رسمية غير منشورة حصلت عليها
النيويورك تايمز، تطمح الخطة
إلى مضاعفة عدد بيوت المستوطنين
في الضفة الغربية. إن قراري
البناء وكميّته يقعان في لبّ
التوترات بين إدارتي نتنياهو
وأوباما. فبينما تقف واشنطن
مصرّة ضد أي زيادة في بناء
المستوطنات، تبرّر «إسرائيل»
ذلك بالتأقلم مع «النمو الطبيعي»
وأنّها «لا تستطيع تجميد الحياة
في المستوطنات» معتبرةً المطلب
الأميركي غير منطقي. لقد حصل
تجميد جزئي، ولعدة سنوات.. لكن
بالمقابل وجد المستوطنون طرقاً
لتجاوز التضييقات. فخلال السنة
الماضية جُمِع عشرون بيتاً
مقطوراً في كِريات أربع، قرب
الخليل، وذلك للعائلات الصغيرة.
كذلك جلب مجلس «سماريا»، الذي
يمثّل المستوطنين في شمال غرب
الضفة، 150 بيتاً مقطوراً، فضلاً
عن البناء غير القانوني لآلاف
البيوت الدائمة ضمن المستوطنات
الحالية وفتْح المستوطنين
طرقاً جديدة عبر الحقول لوصل
البؤر ببعضها. يتخطى
المعدل السنوي للنمو السكاني في
المستوطنات، وهو 5.6%، المعدل
الإسرائيلي بأشواط (1.8%). لكن
تُظهر المعلومات الرسمية
الصادرة عن مكتب الإحصاء
المركزي الإسرائيلي، أنّ ثلثي
هذا الرقم هو زيادة «طبيعية»،
أي نسبة ولادات المستوطنين إلى
الوفيات، وينجم ثلث عن الهجرة.
هناك أيضاً معدلٌ عالٍ غير
متناسب للبناء المدعوم من
الدولة في المستوطنات مقارنةً
بمعظم المناطق في «إسرائيل». وفي رد
على القائلين إنّه يحق لأولاد
المستوطنين أن يستمرّوا بالعيش
في مستوطنة أهلهم.. يقول درو
أتكيز من مجموعة «يِشْدِن»
الإسرائيلية (Yesh Din)
التي تعمل في الدفاع عن حقوق
الفلسطينيين في المناطق
المحتلة: «لا يحتاج الطفل
الحديث الولادة إلى أي بيت..
إنّها لعبة تمارسها الحكومة
الإسرائيلية لتبرير البناء». لقد
زادت الكثافة السكّانية
الإسرائيلية في الضفة الغربية،
باستثناء القدس الشرقية، ثلاثة
أضعاف منذ جهود السلام
الإسرائيلية - الفلسطينية في
أوائل التسعينيات، وهي تقارب
حالياً 300 ألف. كذلك فأنّه وسط 2.5
مليون فلسطيني، نجد المستوطنين
يعيشون في حوالى 120 مستوطنة
بالإضافة إلى عشرات البؤر التي
بنيت بدون إذن من السلطة، والتي
يعدّها معظم العالم خرقاً
للقانون الدولي (اتفاقية جنيف
الرابعة). وفي معلومات كُشِفَ
عنها أخيراً، شيدت بموافقة
الحكومة 58800 وحدة سكنية في
مستوطنات الضفة الغربية خلال
الأربعين سنة الماضية. وكذلك
حصلت 46500 وحدة على موافقة وزارة
الدفاع لأنّها ضمن الخطة
الأساسية الموجودة ولا تنتظر
سوى قرار الحكومة للبناء. تتابع
كريشنر قائلة: «لقد خفت وتيرة
بناء المستوطنات، نظراً للضغط
الدولي، لكنه لم يتوقّف وهو
مستمرٌ بمعدلٍ سنوي يتراوح بين
1500 و2000 وحدة في خلال الثلاث
سنوات الماضية.. إذا استمرّ
البناء بالمعدل نفسه سنة 2008،
فسيكتمل بناء 46500 وحدة الموافَق
عليها خلال 20 سنة». الامتناع
عن الفيتو!! أمّا
بالنسبة إلى الداخل
الإسرائيلي، فقد نشرت صحيفة
الفاينانشال تايمز (The
Financial Times) مقالين لطوبايس باك في 2
حزيران (يونيو)، يتحدث فيهما عن
ردة فعل اليمينيين في حكومة
نتنياهو الائتلافية الذين رأوا
أن قبول نتنياهو بالمطالب
الأميركية سيهدد نجاة إدارته
ذات الثلاثة أشهر.. وقد تحدّث
باك عن تعليقات ظهرت كأنّها
مصممة لتصعيد الحرارة السياسية
أكثر.. فمجلس «ييشا»، وهو مجموعة
لوبي الاستيطان الرئيسية، هاجم
بعنف المطالب الأميركية،
بكلماتٍ قاسية. فنُقِلَ عن داني
دايان، رئيس مجلس ييشا، قوله «يوظّف
الأميركيون الإرهاب السياسي ضد
دولة إسرائيل». ثمّ حذّر دايان
نتنياهو فقال: «إنّ الذين لن
يوقفوا محاولة الأميركيين
إملاء سياسات إسرائيل
الإسكانية في (الضفة الغربية)
والقدس سيرونهم يعرّفون حدود
البلاد.. سيقولون من سيكون رئيس
الوزراء.. كيف سيكون الائتلاف،
والأهم من ذلك كلّه، سيحددون
ماذا سيكون مصير القدس وجبل
الهيكل..». ويتابع
باك قوله إن تحدي نتنياهو
الواضح قد أدّى إلى توقّع
المعلّقين الإسرائيليين تراجع
الولايات المتحدة عن التزامها
التقليدي بدعم الدولة
اليهودية، وذلك على الصعيدين
الدبلوماسي والمادّي. وزاد قلق
هؤلاء المعلّقين ما نقلته صحيفة
النيويورك تايمز (The
New York Times) عن مصدر رسمي أميركي، لم
يُفصِح عن اسمه، قولَه إنّ
الإدارة الأميركية ستضع في
الاعتبار اتخاذ خطوات انتقامية
مثل عدم استعمال حق النقض (Veto) لقرار
في مجلس الأمن ينتقد السياسة
الإسرائيلية. وينقل
باك عن بن كاسبيت، المعلّق في
صحيفة معاريف الإسرائيلية،
قوله: «لدى أمريكا القدرة على
إغلاق إسرائيل لإجراء ترميمات
عبر قرار إداري أو قرارين،
وتستطيع مجموعة من القرارات في
مجلس الأمن التابع للأمم
المتحدة أن تحوِّلَنا إلى جنوب
أفريقيا جديدة. ويستطيع التأخير
في إرسال قطع غيار لمروحيّات
الأباتشي أن تضع قوّات الجو
أرضاً. ويتوقّف تأمين مخزون
الذخائر إذا اشتعلت حرب جديدة
في غزّة أو لبنان على حسن نيّة
الجانب الأميركي. ونقل
باك عن روني بارت، المحلل في «معهد
إسرائيل لدراسات الأمن القومي»
(INSS) والخبير في العلاقات الإسرائيلية -
الأميركية، قوله إنّ واشنطن
ليست على وشك الانفصال الحاسم
عن «إسرائيل».. لكنه يُصرُّ على
أن الإدارة الأميركية - بعكس
سابقاتها- تنظر إلى دولة اليهود
«كأيِّ دولةٍ أُخرى» ولا تستحق
أي معاملة خاصة. يختتم
باك قائلاً: «يبدو أنّ مؤشِّرات
تصاعد التوتر الدولي والمحلي،
في الوقت الراهن، بدأت تفعل
فعلها في رئيس الوزراء الذي مضى
على تولّيه السلطة ثلاثة أشهر.
فقد ذكرت تقارير إعلامية
اسرائيلية أنّ نتنياهو صوّت عن
غير قصد ضد مسودة «قانون نَقل»
اقترحتها حكومته. لقد كان
الوحيد في الائتلاف الذي صوّت
ضد مشروع القانون». بايبس
يحذّر وأغناتيوس يشجّع لا شك
في أن كل ما ذكرناه آنفاً هو
انعكاس لوضع الديموقراطيين
الجديد داخل الولايات المتحدة.
فقد نقل دانيال بايبس في مقالةٍ
نشرها في جريدة الجيروزالم بوست
(The
Jerusalem Post) في 18 أيّار (مايو) الماضي
إحصاءً تُظهر نتيجته أنّ تأييد
الجمهوريين لـ«إسرائيل» حالياً
يتجاوز الديموقراطيين بمعدل
هامش 26 نقطة مئوية. ويصف بايبس
أوباما بأنه ينتمي للجناح
اليساري المعادي للصهيونية في
الحزب الديموقراطي، وأنّه عيّن
ديموقراطيين للمناصب التي
ستتعامل مع الشرق الأوسط. لذا،
بالرغم من أنّ توقّعات بايبس
أنّ الأمور ستبقى كما هي في
المدى المنظور.. لكن يبقى الوضع
الراهن هشاً والعلاقات
الأميركية الإسرائيلية قد
تتفكك بسرعة.. وهكذا
يحذّر بايبس من أنّ عدم التقدّم
باتجاه إنشاء دولة فلسطينية
سيُحدِث أزمةً، وبالمقابل فإنّ
ضربةً إسرائيلية للبنية
التحتية النووية الإيرانية،
وهي ضربة معاكسة لرغبة أوباما،
ستدفع هذا الأخير إلى إنهاء
الرابط الذي بدأه ترومان وعزّزه
كينيدي ورسّخه كلينتون. أمّا
دايفيد أغناتيوس من الواشنطن
بوست (The Washington Post)،
فيصف أوباما بصاحب موهبة الوصول
إلى الحلول الوسط.. لكن من الصعب
البقاء في الوسط في هذه المسألة.
لذا عليه أن يختار بدقّة
السياسة الأميركية وبشكلٍ أكثر
وضوحاً واصراراً عمّن سبقه..
وعليه كذلك أن يُثبت أنّه يعني
ما يقول.. فلكي نحصل على السلام،
علينا أن نوجد بعض الأعداء
أوّلاً. ـــــــــــ المصدر
: العودة 7/2009 ------------------------ التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |