ـ

ـ

ـ

الأربعاء 29/07/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

أفغانستان ستهزم الناتو

هيثم عياش - ألمانيا

برلين ‏28‏/07‏/09/ تعتبر الحملات العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي / الناتو / في افغانستان ضد الطالبان والمقاومة الافغانية التي بدأت قبل حوالي ثلاثة اسابيع موضع تساؤلات ، فالقوات الامريكية قامت بحملة عسكرية في مناطق هلمند التي تعتبر معقلا للطالبان لم تسفر عن أي نتيجة فقد تعرضت هذه القوات الى خسائر مادية وبشرية اسفر عنها مقتل 22 جنديا امريكيا ثم قامت الفرق العسكرية الالمانية بحملة تنشيط عسكرية بالتعاون مع فرقة عسكرية افغانية في مناطق قندوس التي تعتبر تحت السيطرة الالمانية استمرت لحوالي 10 ايام توقفت بشكل مفاجئ قبل يوم أمس الاحد وبدأت يوم أمس الاثنين بريطانيا بحملة عسكرية جديدة .

هذه الحملات العسكرية ساهمت بازدياد نبرة المطالبة بوضع خطط استراتيجية لانسحاب المانيا من افغانستان وازدياد نسبة المطالبة من قبل الشعب الالماني بالانسحاب اذ وصلت نسبة المطالبة حتى يوم أمس الاثنين الى 84 في المائة  ، كما يؤيد الانجليز الالمان بطلبهم من حكومة بلادهم الانسحاب من افغانستان .

ويعتبر الاستاذ الجامعي في معهد بحوث السلام والحرب  في جامعة بوتسدام القريبة من العاصمة برلين يوهان / يوحنا / جالتونغ أحد خبراء شئون السياسة العسكرية لحلف شمال الاطلسي / الناتو / وبالتالي شئون افغانستان نظرا لعمله كدبلوماسي لحكومة ما كان يطلق عليه المانيا الديموقراطية / الشرقية / في كابول زمن الاحتلال السوفياتي  لافغانستان  كما كان احد الذين قاموا بتقديم نصيحة للمستشار السابق جيرهارد شرودر بدراسة الوضع الاجتماعي  في تلك الدولة وخفايا حوادث 11 ايلول/ سبتمبر عام 2001  قبل الانضمام الى التحالف الدولي ضد الارهاب والتدخل العسكري في افغانستان .

ومن خلال لقاء مع / المحرر / صباح هذا اليوم ببرلين ، أكد جالتونغ ان الجيش الالماني ومعه جيوش / الناتو / يعيشون بحرب حقيقية في افغانستان مع جميع فئات الشعب الافغاني وليس مع الطالبان فقط وان اعلان الناتو والمجتمع الدولي وضع خطط لتعمير افغانستان تعتبر في الوقاع سخرية وحجة للدول المشاركة في تلك الدولة لشعوبهم  من اجل الموافقة على المشاركة العسكرية واعادة افغانستان من القرون الوسطى الى القرون الحديثة وان مشاركة المانيا بتعمير افغانستان ومشاركتها عسكريا لا يأتي ان لالمانيا علاقات مع تلك الدولة وحرصها الشديد لتعمير مرافقها ومساعدة شعبها بالعودة الى المجتمع الدولي اقتصاديا وسياسيا وامنيا  بل لعلاقاتها مع واشنطن ودور برلين  في افغانستان يأتي خلال رغبة واشنطن قيام برلين بدور ما في تلك الدولة وان الحظ لن يكون حليفا لالمانيا والناتو والامريكان تحقيق اي نجاح بإخضاع الشعب الافغاني فقد وضع السوفييت جميع جهودهم العسكرية والسياسية والثقافية لاخضاع ذلك الشعب  الا انهم فشلوا وخرجوا صاغرين من افغانستان والناتو يختلف عن السوفييت اذ ان جيوش الناتو من دول مختلفة ومتنازعة حول ماهية التواجد العسكري في تلك الدولة بينما السوفييت كانوا من دولة واحدة .

وحول وساطة مبعوث واشنطن في افغانستان والباكتسان ريشارد هولبروك ، وصف جالتونغ المبعوث الامريكي بانه غير دبلوماسي بل رجل حرب يمثل واشنطن لإنشاب الحروب فهو كان وراء حرب البلقان التي انتهت بتقسيم البوسنة  وتعيين الرئيس الامريكي باراك اوباما له في تلك المنطقة يأتي من اجل كسب اوباما شعبية لدى الشعوب الاسلامية والاوروبيين وغيرهم  ومحاولة لتغيير سياسة واشنطن الحربية في العالم الاسلامي  الا انه لم يفي بوعوده بمحاورة الطالبان وحماس وسيبقى ممثلا للسياسة الامريكية المؤيدة للدولة العبرية  واستمرار العنف في الباكستان لصالح واشنطن  .

وحول كيفية بحوث السلام التي يبذلها خبراء السلام في العالم لانهاء النزاعات الموجودة في افغانستان والعالم الاسلامي  في ظل  آراء  غير متكافئة حولها ومستقبل جيوش / الناتو / في افغانستان والقرن الافريقي ومناطق اخرى في العالم الاسلامي ، رأى  جالتونغ ان جيوش / الناتو / ستواجه ثلاثة حروب في افغانستان والعالم الاسلامي ، فالحرب الاولى ضد الطالبان التي ترفض النظام العلماني في بلادها الامر الذي يعني مواجهة / الناتو / لحرب اهلية ضدهم ، والحرب الثانية ضد الدول العربية لمحاولة فرض الديموقراطية فيها والتدخل بشئونها الداخلية ، والثالثة وهي الخطيرة الحرب ضد الاسلام اذ يوجد على الارض اكثر من 3 مليار مسلم يرون ان الحرب التي يشنها / الناتو / في افغانستان ليست ضد الارهاب بل ضد الاسلام وتأكيدات المفكر الامريكي الراحل صموئيل هونينغتون حول اندلاع حرب الثقافات ستقع لا محالة  اذا لم يبادر /الناتو / وفي مقدمتهم الاوروبيين بتغيير سياستهم العسكرية الاستراتيجية في افغانستان وتحسين علاقاتهم مع العالم الاسلامي والغاء سياسة القوة والتهديد على حد قوله .

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ