ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
راح
ضحيتها أكثر من 100,000 فرد: الصحافة،
في قفص الإتهام لدورها في حروب
البلقان بقلم
فيزنا بيريتش زيمونيتش وكالة
انتر بريس سيرفس بلغراد,
يوليو (آي بي إس) أكد
متحدث بإسم المدعي العام في
قضايا جرائم الحرب المرتكبة
خلال حروب البلقان في الفترة 1991-
1995 "إننا نتحري الآن في مدي
تأثير بعض وسائل الإعلام
الصربية في إرتكاب جرائم حرب في
تلك الفترة". وأكد
المتحدث برونو فيكاريتس لوكالة
انتر بريس سيرفس أن التحريات
تركز علي "المناخ الذي ساد
علي وسائل الإعلام" الصربية
خلال تلك الحروب. هذا
ولقد بدأ النظر في المسئوليات
الإجرامية المحتملة لوسائل
الإعلام في حروب البلقان، إثر
صدور أحكام السنة الماضية في
قضية إعدام نحو 200 أسير حرب من
كرواتيا في مدينة فوكوفار في
عام 1991. وأفاد
الناطق بلسان المدعي العام أن
"أحد المتهمين المحكوم عليهم
في هذه القضية قال بكل وضوح أنه
كان قد شاهد التليفزيون، وقرر
علي الفور الذهاب لإعطائهم
(الكرواتيين) ما يستحقونه". ويذكر
أن التليفزيون ووسائل الإعلام
الصربية قد نشرت روايات مضللة
مفاداها أن الكرواتيين قد ذبحوا
40 طفلا صربيا في يوم واحد. فوقعت
جرائم إعدام أسري الحرب
الكرواتيين بعد مجرد أيام من
سقوط مدينة فوكوفار في أيدي
الصربيين. وتحدث
فيكاريتش عن أعدد كبيرة من
الأفراد الذين تجري محاكمتهم
حاليا في قضايا جرائم الحرب
المرتكبة، مفيدا بأن عشرات
الشهود أشاروا إلي تقارير وسائل
الإعلام كمبرر لغضبهم ورغبتهم
في الثأر. وشرح
"ليس هدفنا محاكمة الصحفيين
الآن، وإنما التحقق مما إذا
كانت هناك عناصرا تتضمن
مسئولياتهم الإجرامية". أما
رابطة الصحافيين الصربيين
المستقلة فقد قدمت في منتصف هذا
الشهر لمكتب المدعي العام، أدلة
ضد أربع مجموعات إعلامية صربية
بارزة ورؤساء تحريرها،
"لتحريضم علي الكراهية
العرقية، وترويجهم للكره
وتحمية الأحاسيس التي قادت إلي
إرتكاب أعمالا شنيعة وجرائم حرب
في كرواتيا والبوسنة". هذه
المجموعات الإعلامية هي إذاعة
وتليفزيون صربيا في بلغراد،
إذاعة وتليفزيون فوفودينا في
ثاني كبري المدن الصربية نوفي
ساد، وأقدم صحيفة صربية
"بوليتيكا"، وأكبر الصحف
اليومية الصربية فيتشميي
نوفوستي. وشفعت
رابطة الصحفيين
إتهاماتها،كأدلة، صورا وتقارير
وتعليقات تليفزيونية ونسخ من
الصحف المذكورة. ويذكر أن
الرابطة قد أسسها في عام 1994
مجموعة من الصحفيين الصربيين
المستقلين المعروفين بمناهضة
الحروب وبمعارضتهم لنظام
سلوبودان ميلوسوفيتش. وصرحت
رئيسة الرابطة المستقلة
ناديزدا غاتشي لوكالة انتر بريس
سيرفس "إننا نتحدث عن هؤلاء
الصحفيين الذي ألهبوا مشاعر
الغضب، لا لأننا نريد إرسالهم
إلي السجون أو إلحاق الأذي
بالزملاء، وإنما لإسترداد
كرامة المهنة الصحفية وتنظيف
صورتها الماضية لدي أهالي
صربيا". ويذكر
أن العديد من هؤلاء الصحفيين
والناشرين الناشطين في
التسعينات، ما زالوا يعملون حتي
يومنا هذا في وسائل إعلامية
صربية، وحول الكثير منهم
توجهاتهم إثر سقوط نظام
ميلوسوفيتش. كما جري فصل البعض
منهم عن وظائفهم، لكنه عادوا
ليشغلوا مناصبا عالية في
السنوات الأخيرة. ويشار
إلي أن نظام ميلوسوفيتش قد قاد
صربيا إلي الحروب بزعم "حماية
مصالح الصربيين الوطنية خارج
صربيا"، أي في كرواتيا
والبوسنة حيث يعيش العديد من
الصربيين. لكن
هناك من يعارض رابطة الصحفيين
المستقلة في وسائل الإعلام
الوطنية، وذلك كجمعية الصحفيين
الصربيين التي شددت رئيستها
ليليانا سمايلوفيتش علي أنه
"ليس من إختصاص مكتب المدعي
العام لقضايا جرائم الحرب، أن
يبت في المعايير الصحفية". ويعرف
أن هذه الجمعية كانت جمعية
الصحفيين الرسمية بعد الحرب
العالمية الثانية، وتكونت من
صحافيين موالين في أغلبهم
للنظام الحاكم، كالمجموعات
الإربع المذكورة. وقالت
ليليانا سمايلوفيتش أن وسائل
الإعلام الصربية مارست الرقابة
الذاتية وأنه تم "طرد ثمانية
صحافيين من الجمعية بعد التبين
من أنهم شاركوا في تحويل
الإعلام إلي آلة دعاية في
التسعينات". لكن هذا
الخلاف الواضح في مواقف
الرابطتين الصحفيتين لا يقتصر
عليها دون غيرهما، وإنما يعكس
مدي الإنقسام العميق القائم في
المجتمع الصربي بشأن حروب
التسعينات. هذا
ويذكر أن محكمة جرائم الحرب
الدولية في أروشا، تنزانيا، قد
حكمت علي ثلاثة صحفيين لدورهم
في مذابح رواندا.كما حكمت
محاكمات نورنبرغ علي مؤسس صحيفة
نازية ألمانية الإعدام. ويعتبر
خبراء القانون الدولي، ومنهم
فيزنا راكيتش فودينيليتش، أن
الأحكام التي أصدرتها محكمة
أروشا الدولية، إنما توفر
"الآليات والأرضية"
اللازمة لمحاكمة الصحفيين
الصربيين الذين مارسوا الدعاية
التي قادت إلي إرتكاب جرائم
حرب، وأصبحوا بالتالي جزأ من
هذه الجرائم. (آي
بي إس / 2009) ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |