ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مواقف
وطرائف أ.د.
عبد الرحمن البر* الداعية اللص جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي في
ترجمة مالك بن دينار: وَقِيْلَ: دَخَلَ عَلَيْهِ لِصٌّ، فَمَا
وَجَدَ مَا يَأْخُذُ،
فَنَادَاهُ مَالِكٌ: لَمْ
تَجِدْ شَيْئاً مِنَ
الدُّنْيَا، فَتَرغَبُ فِي
شَيْءٍ مِنَ الآخِرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: تَوَضَّأْ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ. فَفَعَلَ، ثُمَّ جَلَسَ، وَخَرَجَ إِلَى
المَسْجِدِ، فَسُئِلَ: مَنْ
ذَا؟ قَالَ: جَاءَ لِيَسرِقَ، فَسَرَقْنَاهُ. ترى أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة : كم
حولك ممن يريد أن يسرقك من
رمضان، ويشغلك عن أفضل مافيه من
الذكر وقراءة القرآن والقيام
وضبط النفس وتحرير الإرادة
والتسامي فوق الغريزة؟ فهل
يمكنك أن تسرقه أنت على طريقة
مالك بن دينار لينافسك في
الطاعات ويسابقك إلى الخيرات في
الشهر الكريم ؟ هل فكر أي منا في
أن يسرق لله عددا من عباد الله
من مشاهدة المسلسلات إلى مراجعة
القرآن ، ومن مجالس الأنس إلى
رياض الجنة في المساجد؟ حبذا لو أضاف كل منا تجربة له أو لغيره
سواء كان فيها سارقا أو مسروقا . =================== إياك والإعجاب بالنفس أخرج أبو نعيم الأصبهاني في حلية
الأولياء وطبقات الأصفياء : كَانَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ المزني
إِذَا رَأَى شَيْخًا قَالَ: «هَذَا
خَيْرٌ مِنِّي، عَبَدَ اللهَ
قَبْلِي» ، وَإِذَا رَأَى
شَابًّا قَالَ: «هَذَا خَيْرٌ
مِنِّي، ارْتَكَبْتُ مِنَ
الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِمَّا
ارْتَكَبَ» ، وَكَانَ يَقُولُ:
«عَلَيْكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ
أَصَبْتُمْ أُجِرْتُمْ وَإِنْ
أَخْطَأْتُمْ لَمْ تَأَثَمُوا،
وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ أَمَرٍ
إِنْ أَصَبْتُمْ لَمْ
تُؤْجَرُوا وَإِنْ
أَخْطَأْتُمْ أَثِمْتُمْ»
قِيلَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «سُوءُ
الظَّنِّ بِالنَّاسِ،
فَإِنَّكُمْ لَوْ أَصَبْتُمْ
لَمْ تُؤْجَرُوا وَإِنْ
أَخْطَأْتُمْ أَثِمْتُمْ». وقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْمُزَنِيُّ: «إِنْ عَرَضَ
لَكَ إِبْلِيسُ بِأَنَّ لَكَ
فَضْلًا عَلَى أَحَدٍ مِنْ
أَهْلِ الْإِسْلَامِ،
فَانْظُرْ: فَإِنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ فَقُلْ:
قَدْ سَبَقَنِي هَذَا
بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ
الصَّالِحِ فَهُوَ خَيْرٌ
مِنِّي. وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَقُلْ:
قَدْ سَبَقْتُ هَذَا
بِالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ
وَاسْتَوْجَبْتُ الْعُقُوبَةَ
فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي. فَإِنَّكَ لَا تَرَى أَحَدًا مِنْ أَهْلِ
الْإِسْلَامِ إِلَّا أَكْبَرَ
مِنْكَ أَوْ أَصْغَرَ مِنْكَ. قَالَ: وَإِنْ رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ يُكْرِمُونَكَ
وَيُعَظِّمُونَكَ
وَيَصِلُونَكَ فَقُلْ أَنْتَ:
هَذَا فَضْلٌ أَخَذُوا بِهِ. وَإِنْ رَأَيْتَ مِنْهُمْ جَفَاءً
وَانْقِبَاضًا فَقُلْ: هَذَا
ذَنْبٌ أَحْدَثْتُهُ». هذا رجل يظن بالناس خيرا؛ لأنه يعرف نفسه
أكثر من غيره، فيتصور عيوبه
دائما في الوقت الذي يتذكر فيه
ميزات الآخرين. ترى يا إخواني كيف ظن كل منا بنفسه؟ وكيف
يرى كل منا نفسه مقارنة
بالآخرين؟ وهل ندرك عاقبة
الإعجاب بالنفس، وعاقبة سوء
الظن بالناس؟ هل بإمكان كل منا أن يجرب عدة مرات أن يفعل
مثل هذا الرجل الصالح، ثم يدون
ملاحظاته على حالته النفسية
والروحية؟ ================== أرجع وأنا صاغر كان الحسن بن عبد الله العنبري من كبار
علماء الحديث الثقات، وروى ابن
الجوزي في المنتظم والخطيب في
تاريخ بغداد عن تلميذه عبد
الرحمن بن مهدي قال: كنا في جنازة فسألته عن مسألة فغلط فيها،
فقلت له: أصلحك الله! القول فيها
كذا وكذا. فأطرق ساعة ثم رفع
رأسه فقال: إذاً أرجع وأنا صاغر،
لأن أكون ذَنَبًا في الحق أحب
إليَّ من أن أكون رأساً في
الباطل. أي نفس هذه التي تستسلم للحق متى ظهر لها
من غير عناد ولا تكبر؟ حتى لو
ظهر هذا الحق على لسان أحد
التلامذة. ترى كم منا لديه
الاستعداد النفسي والشجاعة
الأدبية ليترك حظ نفسه وينقاد
الحق إذا تبين له خطأ رأيه؟ هل فعلت هذا مرة في حياتك؟ وهل صادفت فيمن
تعرف من الناس من فعل هذا؟ حبذا
لو أضفت موقفا شخصيا لك أو موقفا
لشخص آخر في هذا المعنى ==================== نعم للنصيحة لا للتأنيب نقل ابن الجوزي في صفة الصفوة عن سفيان
الثوري قال: قال رجل لِمِسْعَرِ
بن كُدَام: أتحب أن يخبرك الرجل
بعيوبك؟ قال: إن كان ناصحاً
فنعم، وإن كان يريد أن يؤنبني
فلا. النصيحة ناشئة عن صدق الرغبة في نفع
المنصوح وتصحيح سلوكه، وهذا
أدعى لقبوله، وفي التأنيب فضح
للمنصوح وتشهير به مع استعلاء
في الناصح، وهذا أدعى للرفض. ترى كم منا من فرق بين النصيحة والتأنيب،
فمارس النصيحة وفارق التأنيب ؟ حبذا لو ذكر كل منا بعض المواقف العملية
الإيجابية أو السلبية التي حصلت
معه أو مع شخص يعرفه، ناصحا أو
منصوحا، وكيف كان أثر النصيحة
أو التأنيب. ــــــــ *أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو
مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان
المسلمين ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |