ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 07/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السكوت من ذهب

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قال أحد الشعراء :

ما إن ندمت على سكوتي مرة    ولقد ندمت على الكلام مراراً

بيت من الشعر وعيته مذ كنت صغيراً ، فقد كان والدي رحمه الله تعالى يردده كثيراً . وقد كان يردد هذين البيتين كذلك :

قارف الدنيا بثوب     ومن العيش  بقوت

واتخذ بيتـاً خفيفاً     مثل بيت العنكبوت

فحفظت ما كان يقوله ... ما علينا من البيتين الأخيرين فليس هنا مجالهما ، إنما ذكرتهما لكثرة ما كان الوالد رحمه الله يرددهما ... ولنعد إلى البيت الأول ، أو إلى قصة ذكّرتنيه :

يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام ، فأخذوهم إلى المقصلة ، وهم (عالم دين- محامٍ- فيزيائي)

وعند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين ) فوضعوا رأسه تحت المقصلة ، وسألوه : (أهناك كلمة أخيرة توّد قولها؟ )

فقال ( عالم الدين ) : إن الله تعالى  ينقذ الأبرياء ، ويدفع الشر عنهم .

لم تصل المقصلة إلى رأسه  إنما توقفت . فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين ، فقد قال الله كلمته وأنجاه .

وجاء دور المحامي إلى المقصلة .. فسألوه :  أهناك كلمة أخيرة تحب قولها ؟

فقال : أنا لا أعرف الله كما يعرفه هذا العالم  ، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، إنها من ينقذني

وتوقفت المقصلة قبل الوصول إلى رأسه .. فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، فأنجته .

وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..  فسألوه : أهناك كلمة أخيرة ترغب في قولها ؟

قال : أنا لا أعرف الله كما يعرفه عالم الدين ، ولا أعرف العدالة كما يردد المحامي ، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنعها من النزول ...

تأكدوا من ذلك ، فأصلحوها ونزلت المقصلة على رأس الفيزيائي فقطعته .

إنّ من الأفضل – أحياناً – أن يبقى الفم مقفلاً  ، ولو كنا تعرف الحقيقة .

ومن الذكاء أن نتغابى في كثير من المواقف .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ