ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
السكوت
من ذهب الدكتور
عثمان قدري مكانسي قال أحد
الشعراء : ما إن ندمت على سكوتي مرة ولقد
ندمت على الكلام مراراً بيت من
الشعر وعيته مذ كنت صغيراً ، فقد
كان والدي رحمه الله تعالى
يردده كثيراً . وقد كان يردد
هذين البيتين كذلك : قارف الدنيا بثوب
ومن العيش بقوت
واتخذ بيتـاً خفيفاً
مثل بيت العنكبوت فحفظت
ما كان يقوله ... ما علينا من
البيتين الأخيرين فليس هنا
مجالهما ، إنما ذكرتهما لكثرة
ما كان الوالد رحمه الله
يرددهما ... ولنعد إلى البيت
الأول ، أو إلى قصة ذكّرتنيه : يحكى
أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم
بالإعدام ، فأخذوهم إلى المقصلة
، وهم (عالم دين- محامٍ- فيزيائي) وعند
لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين
) فوضعوا رأسه تحت المقصلة ،
وسألوه : (أهناك كلمة أخيرة توّد
قولها؟ ) فقال (
عالم الدين ) : إن الله تعالى
ينقذ الأبرياء ، ويدفع الشر
عنهم . لم تصل
المقصلة إلى رأسه
إنما توقفت . فتعجّب النّاس
، وقالوا : أطلقوا سراح عالم
الدين ، فقد قال الله كلمته
وأنجاه . وجاء
دور المحامي إلى المقصلة ..
فسألوه : أهناك
كلمة أخيرة تحب قولها ؟ فقال :
أنا لا أعرف الله كما يعرفه هذا
العالم ،
ولكن أعرف أكثر عن العدالة ،
إنها من ينقذني وتوقفت
المقصلة قبل الوصول إلى رأسه ..
فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا
سراح المحامي ، فقد قالت
العدالة كلمتها ، فأنجته . وأخيرا
جاء دور الفيزيائي ..
فسألوه : أهناك كلمة أخيرة
ترغب في قولها ؟ قال :
أنا لا أعرف الله كما يعرفه عالم
الدين ، ولا أعرف العدالة كما
يردد المحامي ، ولكنّي أعرف أنّ
هناك عقدة في حبل المقصلة
تمنعها من النزول ... تأكدوا
من ذلك ، فأصلحوها ونزلت
المقصلة على رأس الفيزيائي
فقطعته . إنّ من
الأفضل – أحياناً – أن يبقى
الفم مقفلاً
، ولو كنا تعرف الحقيقة . ومن
الذكاء أن نتغابى في كثير من
المواقف . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |