ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 09/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من "عين شمس.." أدبنا ينطلق إلى العالمية

بقلم : يسري عبد الغني عبد الله*

كان الأستاذ الإمام / محمد عبده يقيم في حي (عين شمس ) وهو ضاحية من ضواحي شرق القاهرة ، وسعى إليه الساعون لجواره ، وأشهرهم اثنان ، أحدهما : إنجليزي وزوجته ، والثاني : مصري .

أما الرجل الإنجليزي الذي أحب الحياة في جوار محمد عبده فهو المستر / دلفرد بلنت ، المستشرق الشهير ، والنصير الأول للثورة العرابية ، والمدافع الأكبر عن أحمد عرابي نفسه ، وهو الذي أرسل المحامي / برودلي من لندن خصيصاً إلى القاهرة للمرافعة أمام المحكمة العسكرية التي عقدت لمحاكمة الثوار ، ومنهم محمد عبده .

وقد قال المستر / برودلي كلمة لا تنسى في هذا المقام ، عندما سجل كلمته أمام المحكمة العسكرية : (إذا جاز لمصر أن تسير منفردة ، أو يكون لها خير في يوم من الأيام ، فإنها لا يسهل عليها الاستغناء عن الشيخ / محمد عبده ) .

وقد يقول قائل : إن (محمد عبده ) ليس في حاجة إلى هذه الشهادة أو غيرها ، فقد كان الرجل قوة بذاته وشخصيته وقدراته الباهرة ، بغير حاجة إلى شهادة الشهود .

نقول لهذا القائل : أنت محق ، ولكننا تذكرنا هذه الكلمات ، ونقلناها بنصها من مرافعة المحامي الإنجليزي / برودلي ، في هذه القضية الشائنة التي حكم فيها على الشرفاء ، بينما كان الخونة و الجبناء يتفرجون عليهم ، ويبيعون مصر للاستعمار البريطاني .

المهم الذي نقصده هو أن المستر / بلنت عاش مع الشيخ / محمد عبده في بيت مجاور لبيته في (عين شمس ) ، ثم أصبحت الليدي / بلنت (زوجة دلفرد بلنت) تلميذة للأستاذ الإمام / محمد عبده .

وكانت تقرأ المعلقات وهي خلاصة الشعر الجاهلي ، لأن هذه المعلقات كانت قصائد الشعراء الجاهليين الذين يجتمعون في سوق عكاظ الشهير في الجاهلية بالقرب من مكة ، عندما كان العرب يقيمون هذه السوق في مواسم الحج القديم إلى الكعبة قبل الإسلام .

وفي كل موسم من هذه المواسم كانوا يختارون القصائد التي يقولها العرب من كل القبائل ، ثم يختارون منها أفضل القصائد وأحسنها وفقاً لرأي لجنة محايدة تتكون من الشعراء الكبار والرواة وأهل اللغة ، يختارون أفضل قصيدة لتعلق على أستار الكعبة كي يتسنى للحجيج الاطلاع عليها .

والرأي الغالب أنها سميت بالمعلقات لأنها كانت تعلق على أستار الكعبة في موسم الحج ، وقيل : إنها كانت تكتب بماء الذهب على الديباج المقصب ، وقيل : إنها سميت بالمعلقات لأنها علقت بأذهان العرب لشهرتها وجودتها ، فحفظوها عن ظهر قلب ، وقيل : إنها سميت بالمعلقات ، أي مثل القلادة التي تعلقها المرأة في صدرها لتتزين بها وتتجمل ، ولذلك حفظها العرب في صدورهم لأهميتها .

وقد أوضح الإمام / محمد عبده كل ذلك لليدي / بلنت ، شارحاً لها أن الرأي الغالب أنها سبع قصائد طوال لكل من : امرئ القيس (عمدة شعراء الجاهلية ) ، وطرفة بن العبد البكري (الشاعر المتمرد) ، وزهير بن أبي سلمى المزني (شاعر الحكمة والسلام ) ، ولبيد بن ربيعة العامري (شاعر التوحيد) ، وعمرو بن كلثوم (صاحب أول نشيد قومي للعرب) ، وعنترة بن شداد العبسي (شاعر الحب والحرية) ، والحارث بن حلزة اليشكري (شاعر الطبيعة ) .

كما ألحقوا معلقات ثلاث بالسبع ، وهي : معلقة الأعشى ميمون بن قيس (الأعشى الأكبر ) ، ومعلقة النابغة الذبياني زياد بن معاوية (شاعر الاعتذار) ، و معلقة عبيد بن الأبرص الأسدي .

أي أنهم اختلفوا في عددها بين سبع قصائد طوال ، أو عشر قصائد طوال ... المهم في كلامنا أن الليدي / بلنت استطاعت بفضل شرح الشيخ / محمد عبده للمعلقات أن تترجمها إلى اللغة الإنجليزية ، وكانت ترجمتها نثرية ، وقد قامت بطبعها في العاصمة الإنجليزية لندن .

ولكن زوجها المستر / دلفرد بلنت أراد أن يقوم بعمل آخر أهم من عمل زوجته ، فماذا فعل بلنت ؟

بعد أن استمع جيداً وفهم شرح الأستاذ الإمام للمعلقات قام بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية في أسلوب شعري شكسبيري !!

وكان الأستاذ الإمام / محمد عبده هو الذي فتح هذا الباب ، وجعل معلقات الشعر الجاهلي تترجم إلى اللغة الإنجليزية نثراً وشعراً ، لتصل بذلك إلى العالمية .

أقول لكم : إن هذه مسألة مهمة جداً في تاريخ الأدب الحديث ، لأن التفكير في ترجمة الشعر الجاهلي لم تكن لها أي علاقة بالسياسة أو بأفكار الثورة العرابية ، وهي مسألة جانبية ترتبط بالأدب والفن ، غير أن الأستاذ الإمام الذي كان يتمتع بثقافة موسوعية واعية جعلها موضوعاً يعتم به أشد الاهتمام ، فبذل ـ دون شك ـ جهداً كبيراً ليوصل ما تحتويه المعلقات من أفكار ومعان إلى ذهن الليدي / بلنت لتتمكن من ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية نثراً ، وتنشرها في كتاب طبع في لندن ولاقى رواجاً كبيراً .

ثم يكمل المستر / بلنت هذه الحكاية بمعاونة الأستاذ الإمام فينظم المعلقات الجاهلية في قصائد شعر إنجليزية ، معلناً أنه لولا محمد عبده ما تمكن من القيام بهذا العمل الصعب .

وهو يذكرنا هنا بما فعله الشاعر / يوهان ولفجانج جوته عندما نقل الشعر العربي إلى اللغة الألمانية في كتابه الشهير (الديوان الشرقي) الذي جمع فيه بعض مقطوعات من المعلقات الجاهلية ، وغيرها من شعرنا العربي في عصوره المختلفة .

لقد أوصل محمد عبده أدبنا إلى العالمية قبل أن يصل الأدب العربي إليها عندما حصل أديبنا العالمي الأستاذ / نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب .

أقول : إن الشيء الجديد فيما صنعه المستر / دلفرد بلنت ، والليدي / بلنت ، هو رفض نظرية شاعر الإمبراطورية البريطانية على عهد الملكة / فكتوريا ، وهو الشاعر / كوليردج ، الذي كان يروج لفكرة مشهورة هي : (الشرق شرق ، والغرب غرب ، ولن يلتقيا !) ، ضارباً بفكرة لقاء الثقافات أو الحضارات وتنوعها والحوار بينها عرض الحائط .

ولذلك كانت فكرة محمد عبده لترجمة المعلقات ، وهي أشعار أجدادنا العرب ، أول دعوة أدبية أو فالنقل أول دعوة فكرية وفنية إلى لقاء الشرق بالغرب من أجل واقع أفضل للجميع ، تلك الدعوة التي قام بها بلنت وزوجته ، رغم أنه سبق ذلك (الديوان الشرقي ) للشاعر الألماني / جوته .

ولعل محمد عبده المثقف الواعي بذكائه الخارق ، وقدرته الواعية على فهم التيارات الثقافية المعاصرة له ، أدرك أن ترجمة المعلقات إلى اللغة الإنجليزية ، يمكن أن يحقق مفهوم عالمية الأدب ، وبهذه الوسيلة تستطيع الشعوب المغلوبة على أمرها أن تعرف الدنيا بحضارتها وآدابها ، ثم يحدث بعد ذلك احترام متبادل بين الغالب والمغلوب ، بين القوي والضعيف .

ولكن الحق يقال : إن الاحترام الفكري بين قوي وضعيف أمر محال ، فمهما كانت القيم الفكرية أو الحضارية أو الثقافية التي يملكها الضعيف ، فالغالب القوي بحكم سيطرته السياسية يحب دائماً إرغام المغلوب ، حتى ولو كان القوي الغالب أقل قيمة في الحضارة أو الفكر أو الثقافة ، وكان المغلوب الضعيف أعظم قدراً في كل ذلك ، وهذا الواقع هو ما نراه الآن بعيوننا .

كان الأستاذ الإمام يدرك هذه الحقيقة المهمة ، ولذلك قاوم الفكر بالفكر ، وحارب السيطرة الفكرية التي تمليها القوة بشيء مضاد لها وهو بعث الحياة في تراثنا الأدبي حتى يصبح أمرؤ القيس الكندي عمدة شعراء الجاهلية في قيمة شكسبير الإنجليزي ، أو يصبح طرفة بن العبد البكري الشاعر المتمرد ، في قيمة بودلير الفرنسي .

ولعل الأستاذ الإمام عندما كان يجلس مع المستر / بلنت وزوجته ، ويقرأ معهما شعر الجاهليين ، شارحاً موضحاً ، كان يحس بهذا الإحساس .

ورغم حصول الأستاذ / نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب ، ورغم كل ما قيل من البعض عن الدوافع السياسية وراء حصوله عليها ، إلا أننا مطالبون بذل الجهد الأكبر من أجل ترجمة أدبنا العربي إلى مختلف اللغات الحية ، وتعريف الناس في كل مكان به ، ولن يكون ذلك إلا بترجمة الأعمال الشامخة الجادة المعبرة بحق عنا ، وليس من المعقول أو المنطقي أن نترجم أعمالاً لا ترقى إلى مستوى الترجمة ، فهذا لا يتفق مع هدفنا في أن يعرف العالم أدبنا العربي .

وأعود لأسأل : لماذا مات أدبنا العربي القديم ، وكل الآداب القديمة عند كل شعوب الدنيا مازالت حية ؟ .. الإجابة تتطلب صفحات وصفحات ، ولكننا سنكتفي بأن نقول : نحن السبب !!

هذه السيدة الإنجليزية / الليدي بلنت ، كانت تعشق ركوب الخيل في صحراء ضاحية عين شمس (أيام كانت صحراء ) شرق القاهرة ، وتحب قراءة الشعر الجاهلي ، وتقوم بترجمته إلى اللغة الإنجليزية في سعادة غامرة .

هذا الشعر لازلنا نفسر ألفاظه من معاجم اللغة العربية ، دون أن ندرك جوهر معانيه ، ولازلنا حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها نبحث عن الشرح للألفاظ ، ولا نحاول معرفة معانيها أو دلالتها ، ونقف عند وصف أمرئ القيس لفرسه في معلقته الشهيرة ، حيث يقول :

[ مكر مفر مقبل مدبر معاً

كجلمود صخر حطه السيل من عل ]

فننقل قول الشارح : الكر العطف ، يقال : كر فرسه على عدوه أي عطفه عليه . والكر والكرور جميعاً الرجوع . يقال : كر على قرنه يكر كروراً أو كراً ، والمكر : على وزن مفعل من كر يكر ... ومفر : مفعل من فر يفر فراراً ، والكلام فيه نحو الكلام فيه مفر ... والجلمود والجلمد : الحجر العظيم الصلب ، والجمع جلامد وجلاميد ... والصخر : الحجر ، الواحدة صخرة ، وجمع الصخر صخور ... والحط : إلقاء الشيء من علو إلى أسفل ، يقال : حطه يحط فانحط ...

وهذا الشرح اللفظي قاله الإمام الأديب القاضي المحقق / أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن الحسين الزوزني ، المتوفى سنة 486 هـ ، في شرحه للمعلقات السبع .

ويقول شارح آخر : مكر: يصلح للكر ، مفر : يصلح للفر ، ومقبل : حسن الإقبال ، ومدبر : حسن الإدبار .. !!

وهذا الكلام نقلته لك من كتاب ألفه : الإمام الخطيب / أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي ، رأس أهل الأدب في عصره ، والمتوفى سنة 502 هـ ، وشارح المعلقات .

وهناك شروح أخرى عديدة ثقيلة لا تفيد ولا تجدي ، ولا تصلح لأن نعلم من خلالها أولادنا أدبنا العربي أو لغتنا العربية ... وبالطبع الأستاذ الإمام كان يعرف جيداً هذه الشروح ، وعندما كان يجلس مع المستر / بلنت وزوجته حيث يقومان بترجمة مثل هذا البيت من الشعر الجاهلي إلى اللغة الإنجليزية ، لم يكنا بعقليتهما المستنيرة يتمكنان من تقبل أو تفهم شرح الشيخ / الزوزني ، أو الشيخ / التبريزي بأي حال من الأحوال .

فمثل هذه الشروح تفسر الماء بعد الجهد بالماء ، وكأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء ... وبالطبع بذل الأستاذ الإمام جهداً كبيراً من أجل أن يبسط معاني المعلقات للمستر / بلنت ، والليدي / بلنت .. لقد كان محمد عبده يحب دائماً أن يكون معلماً ، ولذا لجأت إليه تلميذته الليدي / بلنت عندما أرادت أن تترجم المعلقات الجاهلية نثراً ، وكذلك لجأ إليه زوجها عندما أراد أن يترجمها شعراً شكسبيرياً ...

أما جاره الثاني في ضاحية عين شمس ، فقد كان أحمد باشا تيمور ، شقيق الشاعرة الأديبة / عائشة التيمورية ، ووالد كل من : الأديب المسرحي الفنان / محمد تيمور ، ورائد القصة العربية (موباسان الشرق) / محمود تيمور .

لقد اشترى أحمد تيمور باشا بيتاً مجاوراً لبيت محمد عبده ، وكان يترك قصره المنيف في درب سعادة عند حي باب الخلق في وسط القاهرة ، ويذهب إلى ضاحية عين شمس حيث يسعد بلقاء الأستاذ الإمام / محمد عبده .

كان أحمد تيمور من كبار العلماء الأدباء ، كان باحثاً ، مدققاً ، محققاً ، له مؤلفات عديدة ، ومن أشهرها كتابه (الأمثال العامية) الذي أصبح من أهم المراجع في دراسة الأمثال ، بل عمدة كل من يبحث في الأمثال والأدب الشعبي .

كما كان له مكتبة قيمة خاصة تضم نوادر الكتب والمخطوطات ، وقد أهداها إلى دار الكتب المصرية (المكتبة التيمورية) ..

وأصل الحكاية هو : أن أحمد تيمور باشا كان يحضر دروس محمد عبده في الأزهر ، ثم توثقت العلاقات بينهما حتى أصبح للإمام اجتماعاً أسبوعياً في قصر تيمور باشا بدرب سعادة ، ثم أصبح هذا الاجتماع درساً أطلق عليه بعض النبهاء (الدرس العالي الخاص) ، وسبب ذلك أن الذين كانوا يحضرون هذا الدرس من علية القوم مثل : الشاعر الرقيق ووكيل وزارة الحقانية (العدل) / إسماعيل باشا صبري ، والأديب المفكر المترجم / فتحي زغلول ، والمستشار / قاسم أمين ، وشاعر النيل / حافظ إبراهيم ، والمؤرخ السوري / رفيق العظم .. وغيرهم ، وغيرهم من كبار العلماء والأدباء .

في هذه الدروس كان محمد عبده يتكلم في الموضوعات الدينية والاجتماعية الكبرى ، ويلقي الأضواء عليها بطريقة مناسبة لهذه الصفوة من السامعين ، وكان كل واحد منهم من قادة الفكر والرأي في مصر والبلاد العربية .

وعلى مقربة من قصر تيمور باشا كان هناك قصر رب السيف والقلم (الفارس المهزوم ) / محمود سامي البارودي في شارع غيط العدة بحي عابدين بالقاهرة ، على الجانب الآخر من ميدان باب الخلق .

بعد عودة البارودي من منفاه في سرنديب (سيرلانكا) كانت له هو الآخر ندوات يجتمع فيها لفيف من أهل الفكر والعلم والأدب حول الشاعر الكبير ...

وصلة محمد عبده بالبارودي قديمة منذ اشتعال الثورة العرابية ، وكان كلاهما من المشاركين فيها ، ولكن اشتراك الأستاذ الإمام في ندوة البارودي كان للسماع فقط ، لأنها كانت تجمع الشعراء والأدباء وأهل الفن والموسيقى والغناء ، من أمثال : إسماعيل صبري ، وحافظ إبراهيم ، وشاعر القطرين / خليل مطران .. وجميعهم في قمة أدباء العصر .. كما كان من روادها المطرب الشهير / عبده الحامولي ، الذي غنى كلمات إسماعيل باشا صبري :

[ عشنا وشفنا سنين

ومن عاش يشوف العجب

شربنا الضنا والأنين

جعلناه لروحنا طرب

وغيرنا تملك وصال

واحنا نصبنا خيال

كده العدل يا منصفين ؟]

ويروى أن المطرب الملحن / عبده الحامولي ، والشاعر / إسماعيل صبري ذهبا إلى البارودي بعد عودته من منفاه سنة 1900 م ، فقال البارودي : لماذا لم تعملوا دوراً بمناسبة الاحتلال ، وأحداث وادي النيل ؟! .. فقال إسماعيل صبري : نعمل يا باشا .. فرد البارودي : وأنت قاعد ؟! .. فنظم إسماعيل صبري صاحب القريحة السيالة في التو واللحظة هذا الدور ، وسلمه لعبده الحامولي ، الذي سلم هذه الأغنية إلى المطرب / محمد عثمان لتلحينها ، وغناها بعد ذلك عبده الحامولي وكبار المطربين ، ومنهم صالح عبد الحي .

كان محمد عبده يرى أن البارودي أعظم شاعر في العصر الحديث ، أو أعظم شعراء العصر ، ونفس الرأي كان رأي الأمير / شكيب أرسلان أمير البيان ، الذي كان يعتبر البارودي أميراً لشعراء العربية ، ولكن بعد لقائه بشوقي في باريس غير رأيه ، واعتبر أحمد شوقي أميراً للشعراء .

كان البارودي أعظم شعراء عصره كما قال عنه محمد عبده ، وعندما كان الأستاذ الإمام في بلاد الشام ، وبالتحديد في بيروت ، عرف الناس هناك بالبارودي ، فانتشر وذاع صيته عندهم .

واستمرت صلة محمد عبده بالشعراء حتى آخر يوم في حياته ، وعندما توفي البارودي (سنة 1322 هـ) ، كان محمد عبده هو الذي تقدم فشيع جنازته إلى مثواها الأخير ، متحدياً سلطة الخديوي ، ثم صلى على جثمانه في جامع قيسون بشارع محمد علي ، وسار الألوف مع محمد عبده في جنازة البارودي ، بينما امتنع الجبناء وأتباع السلطان ..

واستمرت صلة محمد عبده بالشعر والشعراء عندما أصبح حافظ ‘إبراهيم الشاعر الفقير مادياً ، الثري الغني بأدبه العذب وفنه الجميل ، يحمل لقب (فتى الإمام) وكان يلازمه مثل ظله حتى في أسفاره خارج القاهرة .

والمتأمل في ديوان حافظ إبراهيم يجد أن حافظاً قد كتب قصيدة هنأ بها الأستاذ الإمام / محمد عبده بمنصب الإفتاء ، سنة 1317 هـ = 1899 م ، وذيلها بقصيدة أخرى مادحاً إياه ، وواصفاً حضرته .

كما أن حافظاً مدح البارودي (صديق الإمام) بقصيدة نشرت في 15 من أكتوبر سنة 1900 م ، كما كتب قصيدة إلى الأستاذ الإمام بمناسبة سفره إلى بعض بلاد الوجه البحري المصري ، وكان حافظاً مصاحباً له في هذا السفر .

وكتب حافظ قصيدة يهنئ فيها الإمام بعودته سالماً من سياحته في بلاد الجزائر ونشرت في 6 من أكتوبر سنة 1903 م ، كما كتب فيه عند عودته من بعض أسفاره .

وكتب مدافعاً عنه أيضاً ضد من حمل عليه من أعدائه في الصحف ، ورسموا له صوراً تزري بقدره .

كما كتب حافظ تحية إلى خليل مطران أنشدها في حفل أقيم بدار الجامعة المصرية لتكريمه بمناسبة الإنعام عليه بالنيشان المجيدي يوم 24 من أبريل سنة 1913م ، والمعروف أن مطران كان من أصدقاء الإمام محمد عبده ، ومن رواد مجالسه .

وكتب حافظ عن إسماعيل صبري باشا عند استقالته من وكالة الحقانية ، ونشرت أبياته في 9 من فبراير 1907 م ، وكان إسماعيل صبري معروفاً بالرقة ولطافة الصياغة ، وجودة النسيب ، كما اشتهر بالإجادة في المقطوعات الصغيرة ، وكان من أصدقاء محمد عبده المقربين إليه ، ومن رواد مجالسه العلمية .

وعندما أطلقوا على حافظ إبراهيم لقب (فتى الإمام ) كتب إليه بعنوان (استعطاف) مقطوعة بعث بها إلى الإمام ، وجاء فيها :

[ لقد بت محسوداً عليك لأنني

فتاك ، وهل غير المنعم يحسد ؟

فلا تبلغ الحساد مني شماتة

ففعلك محمود وأنت محمــد ]

وكتب حافظ رسالة أدبية شعرية رقيقة بعث بها إلى الأستاذ الإمام وهو في السودان .

ورثى حافظ محمود سامي البارودي عند وفاته بقصيدة تعبر صدق عن مدى حبه له واعتزازه به ، ونشرت في 22 من يناير 1905 م .

كما رثى حافظ الأستاذ الإمام محمد عبده في قصيدة تائية تعد من عيون الرثاء في العصر الحديث ، ونشرت في شهر أغسطس سنة 1905 م .

ورثى حافظ المستشار / قاسم أمين ، صديق الإمام محمد عبده ، وصاحب المناداة بتحرير المرأة المصرية ، والدعوة إلى إنشاء الجامعة المصرية مع صديقه سعد زغلول ، وكانت وفاة قاسم أمين في 22 من أبريل سنة 1908 م عن ثلاث وأربعين سنة ، ونشرت قصيدة حافظ في السادس من يونيو من نفس العام .

وكتب حافظ قصيدة في ذكرى الإمام أنشدها في الحفل الذي أقيم بالجامعة المصرية في يوم الثلاثاء الموافق 11 من يوليو سنة 1922 م ، وقد ضمنها رثاء المرحوم / حفني ناصف بك ، الذي كان من أصدقاء محمد عبده أيضاً .

وكتب حافظ قصيدة في رثاء إسماعيل صبري باشا ، أنشدها في حفل التأبين الذي أقيم في فناء مدرسة المعلمين بالمنيرة ، في مايو سنة 1923 م ، وحين وقف لإنشاد هذه القصيدة أكثر المجتمعون التصفيق ترحيباً به ، فقال مرتجلاً :

[ أكثرتم التصفيق في موطن

كان البكا فيه بنا أليفا

 فالزموا (صبري ) بإنصاتكم

وليعذروا الدمع إذا صفقا ]

ثم ابتدأ حافظ إبراهيم في إنشاد قصيدته الرائية التي عدد بها صفات صديقه وصديق الإمام إسماعيل صبري .

أعود لأقول لكم : كان محمد عبده شديد الاهتمام بحافظ إبراهيم ، حتى من الناحية المادية ، وهو الذي فتح له باب البارودي ، وأدخله بيت زعيم الأمة / سعد زغلول ، وجعل له شهرة ذائعة في مصر وفي العالم العربي كله .

ومن النوادر الأدبية التي تحكى : أن حافظ إبراهيم مدح البارودي بعد عودته من المنفى بقصيدة قال فيها :

[ أمير القوافي إن لي مستهامة

بمدح و من لي فيك أن أبلغ المدى ]

وتبلغ أبيات هذه القصيدة (37) بيتاً ، وتم نشرها في 15 من أكتوبر سنة 1900 م ، وكان من بين الحضور في مجلس البارودي الشاعران : إسماعيل صبري ، و خليل مطران شاعر القطرين ، وأول من تضمن شعره مبادئ الرومانسية العربية ، وقد خصص للبارودي في تلك الفترة (أي بعد عودته من المنفى) معاش من قصر عابدين بعد مصادرة جميع أمواله الطائلة ، وأملاكه الواسعة عقب فشل الثورة العرابية .

وهذا المعاش يبلغ أربعين جنيهاً مصرياً في الشهر ، وقد وصل المظروف والذي يحويها إلى يد البارودي عندما وصل حافظ لينشد قصيدته الدالية في مدح البارودي ، فلما سمع البيت الذي ذكرته لك أعطى المظروف كله لحافظ ، واعتذر له عن ضألة المبلغ ، فتعجب إسماعيل صبري وخليل مطران ، وتهامسا معاً : من أين ينفق الباشا طوال شهر كامل ؟!

و يقال إن الشيخ / محمد عبده نفسه نظم الشعر ، وإن له قصيدة طويلة مشهورة قالها في السجن ، ومطلعها :

[ مالي يعنف قلبي من تغاضيه

دهر يبالغ في عجب وفي تيه ]

ولكن الأستاذ الإمام لم يهتم بتسجيل هذه القصيدة أو غيرها ، حتى أنها نشرت بعد وفاته وفيها تحريف وأخطاء ، وأبيات ناقصة .

وأنت ترى معي أن محمد عبده كانت صلته بالشعر والشعراء ، وبالأدب والأدباء صلة قوية وثيقة ودائمة ، بل إنه كان شديد العناية بتدريس البلاغة بالأزهر الشريف ، وكذلك الأدب ، فقد قرأ على طلابه (أسرار البلاغة) و (دلائل الإعجاز) شارحاً محللا للكتابين ، كما أنه شرح وحقق كتاب (نهج البلاغة ) المنسوب إلى الإمام / علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) ، وشرح وحقق مقامات أبي القاسم الحريري ، ومقامات بديع الزمان الهمذاني .

وعلي يديه تخرج عدد كبير من كتاب العصر الحديث ، ومن أشهرهم : الشيخ / مصطفى لطفي المنفلوطي ، والشيخ / عبد العزيز البشري ، والشيخ / مصطفى عبد الرازق ، وكان يجيد الشعر ويقرضه في اقتدار ، ولكنه هجره متفرغاً للفلسفة وللفكر الإسلامي .

بل أن أحمد باشا تيمور العالم العلامة ، والحبر الفهامة ، كان من تلاميذ الأستاذ الإمام ، وقد تعلم منه فنون الأدب والبلاغة ، حتى أصبح من فحول الكتاب والباحثين في عصره ، وامتد أثره إلى ولديه محمد تيمور ، ومحمود تيمور .

ولكن الأثر الأكبر لمحمد عبده ظهر في مريده الأول حافظ إبراهيم ، الذي تعلم منه كثيراً دون شك ، ولكن الدارسين لتاريخ الأدب العربي الحديث لم يلتفتوا إلى هذه الناحية المهمة في فكر الأستاذ الإمام مع إنه كان من أسباب نهضتنا الأدبية الحديثة .

لقد كان الأستاذ من أوائل الذين حرروا الأسلوب العربي من المحسنات البديعية مثل السجع والجناس وكان له أثره الواضح جداً في خلق الأسلوب الصحفي العصري منذ اشتغل محرراً لجريدة الوقائع المصرية , ثم العروة الوثقى التي أسسها مع أستاذه جمال الدين الأفغاني .

وأصبح تلميذه المنفلوطي أبلغ كتاب عصره خلال مرحلة الانتقال من أسلوب الصنعة إلى أسلوب السهولة ، كما أصبح تلميذه سعد زغلول زعيم الأمة أخطب الخطباء في عصره أيضاً .

نعم ، لم يكن محمد عبده أديباً وشاعراً بالمفهوم الأكاديمي ، ولكنه كان أستاذاً عظيماً بمعنى الكلمة من أساتذة الأدب والبلاغة والنقد والتذوق الفني والأدبي ، وليس من شروط الأستاذ أن يكون شاعراً أو ناثراً ، ولكن هذا لا يمنع من القول بأن الأستاذ الإمام كان صاحب أسلوب أدبي مميز في الكتابة ، وكانت وظيفته هي تعليم الفن الأدبي ، وليس ممارسة الفن ذاته .

ورغم ذلك فإن شهرته كمجدد للفكر الإسلامي طغت على هذه الناحية المهمة ، وغيرها من النواحي التي يعتبر الأستاذ الإمام من روادها الأوائل في تاريخ النهضة العربية الحديثة .

لقد عاصر محمد عبده اثنين من مجددي الدب العربي الحديث في بلادنا ، وهما : محمود سامي البارودي باعث الشعر العربي من مرقده الطويل الذي كبل فيه بالصنعة والركاكة ، وعبد الله باشا فكري في النثر هذا الرجل الذي بعث النثر العربي من مرقده أيضاً .

لقد كان محمد عبده شديد الإعجاب بهما ، وهما من شركائه في الثورة العرابية ، فقد تولى البارودي رئاسة الوزراء ، وتولى عبد الله فكري نظارة المعارف .

وفي تلك الفترة كان الشيخ / المرصفي أستاذ البارودي قد فتح باب النقد الأدبي على مصراعيه ، عندما ألف كتابه الشهير (الوسيلة الأدبية ) الذي تعلم منه أكثر من جيل .

ولكن محمد عبده فتح الباب الآخر وهو تجديد البلاغة العربية ، وعندما ألقى الدرس الأول في الرواق العباسي بالأزهر الشريف عن معنى علم البيان والبلاغة ، قال الشيخ / محمد المهدي : إننا قد اكتشفنا في هذه الليلة معنى علم البيان !

وقد أصبح الشيخ / محمد المهدي بعد ذلك أستاذاً للأدب العربي في الجامعة المصرية القديمة ، وكان من تلاميذه عميد الأدب العربي الدكتور / طه حسين ، الذي اهتز فكره عندما سمع الشيخ / المهدي ، والمستشرق الإيطالي / نلينو في وقت واحد ، ثم عقد مقارنة بين فكر الرجلين ، ولعل ذلك كان البدء الذي أدى إلى الوجود الأدبي لطه حسين في عصرنا الحديث .

والحق يقال : إن محمد عبده بهذا المفهوم كان سابقاً كل السبق للشيخ الجليل / أمين الخولي في موضوع تجديد البلاغة العربية ، ولكننا ـ بكل أسف ـ لا نملك بين أيدينا نصاً مكتوباً للأستاذ الإمام في مفهوم التجديد ، لأنه كان يلقي دروسه ولا يكتبها أو يسجلها أحد ، كما كانت شهرته في تجديد الفكر الإسلامي أهم من تجديد البلاغة .

وهنا أدعوك لأن تقرأ عن كل من : المنفلوطي ، والبشري ، ومصطفى عبد الرازق ، لتعرف إنهم جميعاً من تلاميذ محمد عبده ، وكان لهم أكبر الأثر في تجديد الأسلوب العربي متأثرين بشيخهم وأستاذهم .

وإذا كانت الموهبة عند هؤلاء الكتاب وغيرهم من تلاميذ الأستاذ الإمام ، كان لها دور مهم في نبوغهم ، فإن الدراسة والقراءة والإطلاع والسماع كل ذلك كان له دوره أيضاً في صناعتهم الفنية .

بل إن معرفة التاريخ الأدبي الحديث في بلادنا تدلنا على أن ما قام به محمد عبده من تدريس علوم البلاغة والأدب في الأزهر بأسلوبه الجديد ، كان أساساً لظهور هؤلاء الكتاب الأفذاذ بعد طول غياب للكاتب العربي القادر على استخدام الكلمة الحية النابضة المعبرة عن هذه الصناعة .

لقد كان محمد عبده من أبلغ البلغاء في فهمه للبلاغة ، أو بمعنى آخر في فهمه للنص الأدبي ، ومن هنا كان تجديده في الدراسات الأدبية والبلاغية ، بعيداً عن (الكليشيهات ) المحفوظة والمصطلحات الجوفاء التي تخرج من أكفانها لترص رصاً على الورق .

كانت نظرية محمد عبده في فهم البلاغة هي قوله : (أحسن الكلام ما كان صادقاً مطابقاً للواقع ) ، وهذا ينقض تماماً نظرية القدماء في قولهم (البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال ) ، والصدق في هذا المفهوم ليس هو الصدق الأخلاقي الذي يكون الكذب ضده ، ولكنه الصدق الفني في معنى التعبير عن النفس تعبيراً صادقاً في كل الحالات النفسية .

ولذلك كان الأستاذ الإمام يطرب كل الطرب عندما يسمع حافظ إبراهيم ينشده حين يصفه ويقول :

[ قالوا صدقت فكان الصدق ما قالوا

ما كل منتسب للقول قوال ]

وهذه القصيدة أنشدها حافظ مهنئاً الإمام بمنصب الإفتاء (1317 هـ = 1899 م ) وبعد أن هنئه في (10 ) أبيات ، مدحه ووصف حضرته في (13) بيتاً ، والقصيدة لامية .

وكان من أعذب الشعر وهو أيضاً من أكذبه ما قاله حافظ في مدح الإمام في نفس القصيدة المشار إليها :

[ بلغتك لم أنسب ولم أتغزل

ولما أقف بين الهوى والتذلل

ولما أصف كأساً ولم أبك منزلاً

ولم انتحل فخراً ولم أتبتل

رأيتك والأبصار حولك خشعاً

فقلت (أبو حفص) ببرديك أم (علي )؟ ]

هذا الشعر الذي كان حافظ إبراهيم يقول في الأستاذ الإمام من أكذب الشعر ، وهو في نفس الوقت من أصدق الفن ، لأن الشاعر قاله بصدق حقيقي معبراً عن كل مشاعره نحو أستاذه .

إن كثيراً منا لا يفرقون بين الصدق الفني ، والصدق الأخلاقي ، فالفن موضوع لا علاقة له بالفلسفة أو علم الأخلاق ، ولكنه تعبير صادق عن النفس الإنسانية في حالاتها الشعورية في مختلف الظروف والأحوال .

وهذا بالطبع لا يعني بأي حال من الأحوال أن يدعو الفن إلى الرذيلة أو الانحلال أو الانزلاق إلى مهاوي الفسق والفجور .

الفن له وظيفة تنويرية تربوية ، يجب أن يرتقي ويعلو بمشاعر الناس وأحاسيسهم وقيمهم وسلوكياتهم ، نحو الأفضل والأرقى والأحسن ، من أجل واقع أفضل لهم .

أما فكرة مطابقة الكلام للواقع فإنها ليست مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، لأن الواقع يشمل كل الظروف والأحوال التي يقال فيها الكلام أو يكتب .

والفن ليس رهناً باللحظة التي عبر فيها القدماء عن مقتضى الحال الذي يتغير ويتبدل دائماً وليس له ثبات .

ولا يمكن أن يصبح الفن شيئاً هيناً إلى هذا الحد الذي يجعله تعبيراً عن شيء طارئ أو خاطف ، ولكن الواقع هو الشيء الثابت .

وهذه اللمحة في فكر محمد عبده تعبر عن معنى الواقعية في الفن والأدب ، حتى في أعلى درجات الرومانسية ، أو في أبعد صور الخيال ، لأن الواقع يظل موجوداً دائماً وأبداً ، ويستحيل التجرد منه أو تجاهله ، إلا إذا كنا في حالة جنون أو هلوسة أو فقدان وعي .

أقول : إن الأستاذ الإمام ضمت جبته الإنسان الفنان ، فهو الذي فتح بفكره المستنير الباب المغلق في وجه تجديد البلاغة العربية ، وبالتالي تجديد أدبنا العربي ، واستطاع خلال محاضراته أو دروسه القليلة التي ألقاها في رحاب الأزهر الشريف ، ومن خلال دعوته للتجديد الأدبي والفني ، تلك الدعوة المبهرة للتجديد والمجددين في الشعر والنثر ، استطاع بها أن يخلق حركة أدبية جديدة في بلادنا العربية والإسلامية .

أضف إلى ذلك تأسيسه لمدرسة جديدة من الكتاب والأدباء والشعراء ، قامت بدور مهم وكبير في تحريك أمتنا نحو الفكر الجديد الحر .

 والله ولي التوفيق ،،،

ـــــــــ

*باحث ومحاضر في الدراسات العربية والإسلامية

Ayusri_a@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ