ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


موعد مع الموت

بقلم د.رائده بدران

نسيان .تجاهل ..أو ربما تناسي ,, أنها نِعَمٌ ضمن الكثير مما انعم الله  علينا من خلاله ,, فقد منح أدمغتنا نعمة  نسيان الموت أو تناسيه وطول الأمل والسعي للكسب من دنيانا ... ربما بسبب ميلنا الفطري للحياة وتعلقنا فيها أو ربما لانشغالنا  بأمورها من بنين وأموال  وعمل.

 

فما الخطب إذاً وما سرّ ظاهرة المشي للموت طوعاً ؟!.. لماذا الانصياع للحظة انفعال وإعلان الرحيل والاعتزال؟ ... وقفة لا بد منها لكي نراجع حساباتنا بشان أحكام إعدام  ضد  فلذات أكبادنا لعبوا هم في محاكمة أنفسهم دور الحاكم والجلاد  ونفذوا الأحكام بلا رويّة  وذهبوا ومعهم ذهبت التفسيرات والملابسات ... لماذا ولماذا  تيأس الزّهرة اليانعة من الحياة؟!

 

وقفة لا بد منها ليسأل كل منا نفسه كجزء من هذا المجتمع وكفرد من أفراد هذه الأمة ... هل حقا أقوم بدوري كاملا أماً وأباً ,,وأخاً لكل هؤلاء !! هل امسح دمعة الباكي إذا رايتها ام أتجاهلها وربما  منها اسخر!! هل يؤلمني الم غيري ؟ هل اشعر معهم ؟ هل حين أخطئ وأقسو وجل من لا يسهو تأخذني العزّة بالإثم وينتابني الكبر؟ أم بكل بساطة ومحبة وأخوة أواجه المواقف واعتذر!!

 

وقفة لا بد منها ليمسح كل منا الغشاوة من أمام عينيه وان لا يشتري من أهل الضحايا أقربائهم أو أبناء بلدهم أن الضحية كما يحاولون على الدوام تصويره لنا ..حسن السير والسلوك !!محبوب مرغوب!! يا للعجب !!! شخص مثالي  ناجح  يأتيه الدعم من كل حدب وصوب,,يضع حداً لحياته بكل بساطة ينفصل عن سريره, مدرسته, مصلاه, صحيفته وفتاة أحلامه... أهله بلدته وجميع ذكرياته!!! فإلى متى سنبقى نضحك على أنفسنا   ؟ والى متى ستنطفئ شمعة تليها الشمعة  وتُخطف خطفا من بيننا؟  ونحن لا نجهر سوى ب"كان حسن السير والخلق والسلوك" على اعتبار أن الموتى لا تجوز عليهم سوى الرحمة ونعدد ونعدد من محاسن الموتى لتبقى علامات استفهام كبيرة وحيرة  في عقول الأحياء  ليختلط مفهوم السقم والصحة... الشواذ والقاعدة ...والحياة والموت... ليهرع إلى حل الموت في المرات القادمة أي شاب  لو واجه ولو ابسط المشكلات وأتفه العثرات!!

 

وقفة لا بد منها كي نسأل أنفسنا كمتعلمين ..مثقفين.. ومؤمنين.. متى ينقشع ظلام الجهل بالأمراض النفسية والعصبية ومتى نتقبّل وجودها وبكثرة في مجتمعنا!!. ومتى اشعر بالمسؤولية تجاه الصاحب الأخ القريب لو انسحب من المجتمع مرّة واحدة ...عزل نفسه أو اختفى من بيننا..؟ إلى متى سنبقى نواجه كل هذه الحالات بشعور اللا ّ مبالاة؟!  ألَسنا إخوانا في كل ظرف؟ ألسنا  كلمة واحدة  حتى لو آثر البعض إلاّ أن يتّبع منها غير حرف؟!

 

وأخيرا وقفة لا بد منها لكي نواجه الواقع بشجاعة وأن  نحلل كل حالة وحاله ... أن نستفيد ممّ مضى ونتطلّع لوضع برامج طارئة لحماية ما قد يأتي فلا ندري ما يخبئه لنا المستقبل  وما هو عنا مخفيه وكذلك ما من شأنه أن يصيب أي منا في جاره ابنه  أو صديقه أو حتى في أخته أو أخيه .. الموت حق أجل  ولكن ...موعدنا معه هو من اختصاص الخالق فلا داعي لتدوينه في يومياتنا  أو حتى مجرد السماح لأنفسنا التّدخّل فيه.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ