سبيل
إلى البصيرة
القاعدة
الرابعة
(المشقة
تجلب التيسير)
زهير
سالم*
ومدارها على قوله تعالى (يريد
الله بكم اليسر ولا يريد بكم
العسر) وقوله (وما جعل عليكم في
الدين من حرج) وقوله صلى الله
عليه وسلم (أحب
الدين إلى الله تعالى الحنيفية
السمحة).
قال العلماء يتخرج على هذه
القاعدة جميع رخص الشرع
وتخفيفاته واعلم أن أسباب
التخفيف في العبادات وغيرها
سبعة:
1ـ السفر
2ـ المرض
3ـ الإكراه
4ـ النسيان
5ـ الجهل
6ـ
العسر وعموم البلوى
7ـ النقص (كعدم تكليف الصبي
والمجنون لنقصهما).
وتخفيفات الشرع أنواع الأول:
تخفيف إسقاط كإسقاط العبادات
عند وجود أعذارها. الثاني: تخفيف
تنقيص في السفر على القول بأن
الإتمام أصل. الثالث: تخفيف
إبدال كإبدال الوضوء والغسل
بالتيمم. الرابع: تخفيف تقديم
كالجمع بعرفات، وتقديم الزكاة
على الحول. الخامس: تخفيف تأخير
كالجمع بمزدلفة، وتأخير الصوم
للمريض والمسافر. السادس: تخفيف
ترخيص كشرب الخمر وأكل الخنزير
لدفع الهلاك. السابع: تخفيف
تغيير كتغيير ترتيب الصلاة في
صلاة الخوف.
وينضاف إلى هذه القاعدة أن
المشقة والحرج إنما يعتبران
فيما لا نص فيه. وأما مع النص
بخلافه فلا. كما يستخرج منها
فائدة أخرى هي أن الأمر إذا ضاق
اتسع وإذا اتسع ضاق. ونظير هاتين
قولهم يغتفر في الدوام ما لا
يغتفر في الابتداء. وقولهم
يغتفر في الابتداء ما لا يغتفر
في البقاء.
والمراد بالمشقة التي تجلب
التيسير المشقة التي تنفك عنها
التكليفات الشرعية أما المشقة
التي لا تنفك عنها التكليفات
الشرعية كمشقة الجهاد أو
الاستيقاظ لصلاة الفجر أو
الوضوء في السبرات فلا أثر لها
في جلب التيسير ولا التخفيف.
وهذه القاعدة من أمهات القواعد
التي يدور عليها معظم أحكام
الفقه وقد اعتبرها بعضهم مع
أربع قواعد أخرى من أمهات
القواعد في الفقه عند الشافعية
ونظمها بقوله
خمس مقررة قواعـد مذهب
للشافعـي فكـن بهـن خبيرا
ضرر يزال، وعادة قد حكمت
وكذا المشقـة تجلـب
التيسيرا
والشك لا ترفـع
بـه متيقناً
والنية أخلص إن أردت أجورا
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
27/09/2007
|