آخر تحديث يوم الأربعاء 05 - 11 - 2003م

.....

تحية رمضانية

10 رمضان 1424

في العطاء

(الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

قال القرطبي: إذا كان العطاء على هذا الوجه خالياً من طلب جزاء وشكر، وعُرْياً عن امتنان ونشر، كان ذلك أشرف للباذل وأهنأ للقابل فإن المعطي إذا التمس بعطائه الجزاء وطلب به الشكر والثناء، كان صاحب سمعة ورياء، وفي هذا من الذم ما ينافي السخاء، وإن طلب الجزاء كان تاجراً مربحاً لا يستحق حمداً ولا مدحاً.

****************

تقول العرب لما يعطى من غير مسألة: يد بيضاء، ولما يُعطى عن مسألة يد خضراء، ولما يمن به يد سوداء.

قال بعض البلغاء: من منّ بمعروفه سقط شكره، ومن أعجب بعمله حبط أجره.

وقال شاعر:

وصاحب سلفت منه إلي يد     أبطأ عليه مكافاتي فعاداني

لما تيقن أن الدهر حاربني    أبدى الندامة فيما كان أولاني

وقال آخر:

أفسدت بالمن ما أسديت من حسن     ليس الكريـم إذا أسـدى بمنان

وقال أبو بكر الوراق:

أحسن من كل حسن      في كل وقت وزمن

صنيعـة  مربوبـة     خاليـة مـن المنـن

وأتى أعرابي عمر بن الخطاب فقال:

يا عمر الخيرات جزيت الجنة     أكـس بناتـي وأمهـنه

وكن لنـا من الزمـان جنـة     أقسـم بـالله لتفعلنــه

قال عمر: إن لم أفعل يكون ماذا ؟

قال: إذن أبا حفص لأذهبنه.

قال عمر: إذا ذهبت يكون ماذا ؟

قال الأعرابي:

يكون عن حالي لتسألنه     يوم تكون الأعطيات هنة

وموقف المسؤول بينهنه     إما إلى نـار وإما جنـة

فبكى عمر حتى اخضلت لحيته، ثم قال: يا غلام أعطه قميصي لذلك اليوم لا لشعره. والله لا أملك غيره.

للصائم دعوة مستجابة عند فطره ، فلا تنس أخي نفسك ، وأهلك ، وأمتك من دعوة صالحة عند إفطارك