20
% من وفيات الأطفال
بفعل
الحواجز والجدار الفاصل
مركز
الاعلام والمعلومات
في
شهر إبريل من العام 2002 أقرت الحكومة
الإسرائيلية إقامة جدار الفصل العنصري
في الضفة الغربية، وتم البدء بتنفيذه
في شهر حزيران من نفس العام، بعد أن
تسلم شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية
وكانت الخطة تقضى بان يبلغ طول الجدار
في مرحلته الأولى 115 كم في شمال الضفة
الغربية، على أن يصل في مرحلته
النهائية إلى 350 كم جنوب القدس المحتلة.
وعندما
بدأت الحكومة الإسرائيلية بالعمل في
بناء الجدار لم يقف الأمر عند سلب
الأراضي ومنع الفلسطينيين من الوصول
إلى أراضيهم ولكن الجدار اثر على
الحياة بكل نواحيها حتى النواحي
الصحية فقد اثر بناء الجدار عليها بشكل
لافت وكشفت دراسة أصدرها معهد الإعلام
والسياسات الصحية الفلسطينية أن 20 % من
وفيات الأطفال الفلسطينيين توفوا بسبب
الجدار الفاصل والحواجز المتنشرة في
أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والتي
يزيد عددها عن 500 حاجز.
تدمير
الجهاز الصحي
وأشارت
الدراسة التي أعلنت نتائجها الشهر
الماضي في مدينة رام الله أن الجدار
الفاصل سيتسبب في تدمير الجهاز الصحي
الفلسطيني بشكل كامل في حال الانتهاء
من بنائه. نظرا لتركز الخدمات الطبية
في المدن والتجمعات السكنية الكبيرة.
وقال
د. مصطفى البرغوثي مدير معهد الإعلام
والسياسات الصحية الفلسطينية أن أكثر
من 208 ألف فلسطيني سيعزلون عند انتهاء
المرحلة الثانية من الجدار الفاصل في
المنطقة الغربية بين الجدار الفاصل
والخط الأخضر.
وأضاف
البرغوثي أن 92% من المرضى القاطنين غرب
الجدار يواجهون صعوبات في الوصول إلى
أماكن الخدمات الصحية، حتى أن بعضهم
توفوا على هذه البوابات بعد منعهم من
الوصول إلى المستشفيات كما حدث عند
بوابة دير بلوط حيث توفيت طفلتان بعد
أن وضعتهما والدتهما على الحاجز.
ولفت
البرغوثي إلى المعاناة التي يواجهها
المواطنون الذين يعانون من الأمراض
المزمنة كمرضى السكري والسرطان وضغط
الدم والكلى التي تحتاج إلى علاج دوري
في المستشفيات ويحول الجدار دون
تمكنهم من الوصول.
من
جانب أخر تبين الأرقام والإحصائيات
مدى الآثار المدمرة والتي سوف تترتب
على استكمال بناء الجدار العازل حيث
يعيش في هذه المنطقة حوالي 583660 نسمة ( 97
ألف أسرة) وتشكل 16% من السكان (على طول
الجدار العازل المبني والمنوي بناؤه
بطول (650 كم)، منهم
19260 مسناً وأكثر من ربع مليون أعمارهم
أقل من 15 سنة، 105642 طفلاً أعمارهم أقل من
5 سنوات (18،1%)، ويحتاجون إلى التطعيمات
الدورية ( 4 أنواع ، 6 مرات)، ويبلغ معدل
المواليد في هذه المنطقة 23404 مولودا
سنوياً (40،1 لكل ألف)، والوفيات حوالي 600
وفاة (25،5 لكل ألف).
كارثة
صحية
وقال
د. أحمد مسلماني مدير لجان العمل الصحي
أن الوضع الصحي والتغذوي مأساوي وينذر
بالخطر قبل إقامة الجدار العازل، حيث
أن 4.63% من الأسر يجدون صعوبة في الحصول
على المواد الغذائية اللازمة لأسباب
منها: 40% بسبب منع التجوال، 57% بسبب
فقدان مصدر الدخل الرئيسي (الجهاز
المركزي للإحصاء الفلسطيني)، وانتشار
فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب
بلغت 33% وولادة أطفال أوزانهم أقل من 2،5
كجم حوالي 10%، وتشير الدراسات الصادرة
عن وزارة الصحة الفلسطينية ومركز
الإحصاء ومؤسسة لجان العمل الصحي بأنه
يوجد في هذه المنطقة حوالي 97 عيادة
ومركز طبي، وأعداد المرضى المترددين،
والذين بحاجة إلى رعاية حوالي 50%
سنوياً من عدد السكان، والمراجعين
لأمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب
والكلى والأمراض السرطانية وغيرها
يشكلون حوالي 23346 مريضاً، والمعاقين
حوالي 11 ألف، وأغلبهم يحتاجون إلى
خدمات طبية تشخيصية ومتخصصة في مدن
الضفة الغربية وغزة، وحرمانهم من
المتابعة والرعاية ينذر بمضاعفات خطرة
تصل حد الوفاة، وخاصة للأطفال وكبار
السن، كمرض التشوهات الخلقية
والتلاسيميا، والذين يحتاجون إلى
رعاية طبية دقيقة، وتشير الأرقام إلى
أن حوالي 170 ألف طالب وطالبة في 320 مدرسة
سيكونون خارج الجدار العازل، عدا عن
أكثر من نصفهم يرتاد مدارس داخل
الجدار، وخاصة في المراحل الأساسية
العليا، بالإضافة إلى الكليات
والجامعات، وحرمان الطلبة من تلقي
خدمات الرعاية الصحية المدرسية حيث
يشكل ذلك ضربة حقيقية للبرامج النوعية
في وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات
الأهلية الصحية، بالإضافة إلى برامج
الصحة الإنجابية للمرأه الفلسطينية،
وخاصة رعاية الحوامل وبعد الحمل حيث
تشير التقارير إلى حاجة ما يزيد على2500
امرأة حامل لديها مضاعفات أو مصنفة ضمن
الحمل الخطر وإلى مضاعفات تصل حد
الوفاة للجنين والأم، وتحتاج إلى
عناية ورعاية في المراكز الطبية
المتخصصة في المدن.
وأكد
مسلماني أن الإغلاق “الإسرائيلي ومنع
التجول الحالي شكل نسبة 44% للأمهات
اللواتي واجهن صعوبة في الحصول على
الخدمات الطبية لأطفالهن، ويليها بعد
مكان الخدمة 41%، وعدم وجود مكان خدمة 32%،
أما نسبة الأمهات اللواتي واجهن صعوبة
في الحصول على التطعيم لأطفالهن بسبب
الحواجز العسكرية 12% وعدم توفر الطعوم
12%، و9% بسبب عدم وجود كادر طبي، وهذا
يعبر بجلاء عن النزعة العنصرية
السادية التي تتلذذ بمعاناة الشعب
الفلسطيني، فكيف الحال سيكون عليه عند
استكمال بناء الجدار العازل، بلا شك
سيكون أخطر وأقصى وأشد من نظام
الأبارتهيد العنصري في جنوب أفريقيا
سابقاً.
تعطيل
الخطة الصحية الوطنية
وأشار
إلي أن استمرار العدوان الإسرائيلي
مزق الخطة الصحية الوطنية، وعطل أغلب
البرامج المهمة، وتحولت إلى جهود
مرتبطة بالطوارئ، ومع الجدار العازل
بدأت تفرض عبر مستجدات هائلة لا يستطيع
تحملها أحد في العالم، حيث أشارت دراسة
مسح أثر الجدار الفاصل على الأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية للأسر في
التجمعات التي يمر الجدار من أراضيها (الجهاز
المركزي للإحصاء الفلسطيني أكتوبر/
تشرين أول 2003)، أثر في العلاقات
الاجتماعية لحوالي 91% من الأسر
الفلسطينية غرب الجدار، وعلى النشاطات
الثقافية والاجتماعية ل 83،3% من الأسر
الفلسطينية، وإعاقة تنقل الأفراد
والأسر 93،1%، عدا عن شروط العبور من
تصاريح وغيرها، وحوالي 50% من الأسر
انفصل أحد أفرادها عن الأقارب، وتحتاج
للوصول إلى أقرب مستشفى 4 كم ولمدة 21ساعة،
في حين تشير النتائج إلى أن 73،7% من
الأسر الفلسطينية الواقعة غرب الجدار
الفاصل شكل لها الانفصال عن الخدمات
الطبية في مراكز المدن عائقا في الحصول
على الخدمات الصحية، في حين كانت
النسبة 38،6% للأسر الواقعة شرق الجدار
الفاصل.
وأكد
مدير لجان العمل الصحي أن من أشد مخاطر
الجدار الفاصل ما سيحدثه من عمليات طرد
وهجرة قسرية داخلية في نطاق الضفة
الغربية وقطاع غزة، وهذا ما أتضح في
الآونة الأخيرة في خلق حالة لجوء جديدة
من خلال حشر الشعب الفلسطيني في حوالي
12% من أرضه التاريخية.
اللجنة
الدولية
وانتقدت
"اللجنة الدولية" للصليب الأحمر
في تاريخ 19/2/2004 بقوة الجدار العازل
الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية،
معتبرة انه "مخالف للقوانين
الإنسانية الدولية" لأنه يقضم جزءاً
من الأراضي الفلسطينية.
ويفيد
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون
الإنسانية أن نحو 680 ألف فلسطيني
سيتأثرون مباشرة بالجدار الذي سيقضم
نحو 850 كيلومتراً مربعاً من الضفة
الغربية المحتلة، وسيقيم 274 فلسطينياً
في مناطق مغلقة تقع بين الجدار و"الخط
الأخضر". كما سيضطر 400 ألف فلسطيني
منهم إلى عبور حواجز إسرائيلية للوصول
إلى مراكز عملهم.
|