آخر
من يعلم
أيمن
الدقر
إلى
متى يبقى المواطن السوري آخر من يعلم...
يتلقّط أخبار بلاده ومواطنيه من خارج
بلاده وعلى لسان أو بواسطة أقلام غير
مواطنيه؟ سبق أن تحدثنا بهذا الموضوع
مراراً، وكانت ومازالت أمنية المواطن
معرفة الخبر من الداخل وليس من الخارج
يأتيه مشوهاً أو غير مطابق للواقع، في
حين يستطيع وبكل بساطة الاطلاع على ما
يدور حوله بكل شفافية وثقة فيما لو
قامت الأجهزة الإعلامية بنشر
الموضوعات التي تستحوذ على اهتمام
المواطن، ولا نقصد هنا أخبار مجلس
الوزراء أو مجلس الشعب أو المدراء
العامين فأخبارهم حدّث ولا حرج..
عندما
صدرت الأحكام على المتهمين الأربعة
عشر في حلب الذين حُوْكِموا وحُكِموا
بوجود ممثلين عن المفوضية الأوروبية،
وأدينوا بتهم أدت إلى الحكم عليهم من
ثلاثة أشهر إلى سنة، لم يسمع أو يقرأ
المواطن السوري خبراً أو يسمع تصريحاً
واحداً عن أسباب إدانتهم، بينما تناقل
الشارع أخباراً مفادها أن هؤلاء قد
حُكموا ظلماً، وقد سبق أن طرحنا
الموضوع في افتتاحية مجلتنا أثناء
المحاكمة وقبل صدور الأحكام، والآن
نطرحه مجدداً أفلا يحق للمواطن أن يعرف
جرم هؤلاء كي يتخذ موقفاً تجاههم وتجاه
من حولهم إن كانوا مدانين؟ ولماذا يغيب
إعلامنا عمّا يدور ويتم تناقله بين
الناس حول هؤلاء؟ ألا يحقّ لنا أن نعرف
ماذا يدور وكيف؟ أم نبقى بانتظار نشرات
الأخبار الأجنبية وبعض العربيات
لنتلقى منها خبراً!؟ فهل يعقل مثلاً أن
تصدر الأحكام في سوريا، والأخبار
تأتينا عنها من خارج سوريا!؟
إن
الضجيج الإعلامي الخارجي الذي أحدثته
تلك الأحكام الصادرة على هؤلاء كان
ولايزال عدم التصدي له (حسب رأينا) غير
مبرر، أما إن كان له ما يبرره، فيحق
لمواطننا أن يطلع على تلك المبررات.
تم
مؤخراً توقيف أكثم نعيسة ، ورغم تناقل
جميع وكالات الأنباء الخبر وتصويره
على أنه ظلم نظراً لأن المحامي نعيسة
رئيس لجان الدفاع عن الحريات
الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومرة أخرى
بقيت وسائل الإعلام غائبة كعادتها،
فما المشكلة لو عرف المواطن من حكومته
أسباب التوقيف؟ وبالرغم من اعتقاد
البعض بوجود أسباب لتوقيف نعيسة ورغم
إيماننا بأن الدولة تعرف أن اعتقاله
سوف يثير ضجة، فإن كان نعيسة متهماً
بما قد يدينه لن يقف المواطن تجاهه أو
تجاه غيره إلا مشاركاً بإدانته في حال
تمت تلك الإدانة، ومرة أخرى نعتقد أنه
من المفيد الكشف عن سبب اعتقاله ولو
بعد الانتهاء من التحقيق.
المواطن
السوري على كافة انتماءاته السياسية،
لا يقبل ولا بشكل من الأشكال أن يقف إلا
بجانب الشرفاء من أبناء وطنه، ولكن كيف
له أن يعلم من الصالح ومن الطالح إذا لم
تنشر الحقائق؟؟؟
افتتاحية
مجلة أبيض وأسود السورية السياسية
المستقلة
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|