صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 04 - 01 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

الذئب الأمريكي الجريح

مواجهة الهزيمة بوحشية الهجمات

نبيل شبيب

بدا الرئيس الأمريكي بوش في حديثه عن أزمته في العراق أثناء التظاهرات البريطانية ضدّه وهو يزور بلد حليفه بلير أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2003م.. بدا من جديد عاجزا عن تقديم موقف سياسي متوازن يشير إلى بعد نظر في التفكير والتدبير، أو قدرة على تحرّك "استراتيجي" كما يقال، وعاجزا عن إعطاء تفسير عسكري لمجرى الأحداث في أرض العراق، فكان التصريح الذي أدلى به في أوّل أيام الزيارة إذا صحّ وصفه بالتصريح- هو أنّه لم يصنع كذا وكذا (أي شنّ حرب احتلال العراق بكلّ ما تطلّبته من جند وعتاد ومال) كي ينسحب الآن أمام من أسماهم "بعض عصابات القتلة". وأوّل ما يظهر مدى الشرود السياسي في مثل هذه التصريحات، هو أنّ مجرّد "نفي نيّة الانسحاب" من جانبه يشير إلى أنّ العقلاء من سياسيين ومحلّلين، ينتظرون مثل هذا الانسحاب، وبالتالي فهو يجد من الضروري الإعلان عن النفي رسميا!.. أمّا البديل وفق نهجه- فقد شهدته أرض العراق قبل أقلّ من 48 ساعة، إذ صاعدت القوّات الأمريكية ما سبق وبدأت به مؤخرا، فاستأنفت من الناحية الواقعية العمليات الحرية الكبيرة بعد بضعة شهور مضت على الإعلان الرسمي عن نهايتها، وعادت إلى استخدام الطائرات المقاتلة بالإضافة إلى المروحيات، في بلد لا يوجد فيه "جيشوإلى إلقاء القنابل من العيار الثقيل (مئات الأطنان) إلى جانب سواها من أسلحة الفتك الشامل.. وتعطي الولايات المتحدة الأمريكية بذلك الدليل أنّها أصبحت فعلا كالذئب الجريح، ما بين عزلتها الدولية رغم الهيمنة، وعجزها العسكري رغم القوّة، وغبائها السياسي رغم ما فيها من مراكز الدراسات الفكرية وألوان التقدّم العلمي والتقني.

الخطأ الحقيقي في الحسابات الأمريكية

قيل إنّ ساسة الحرب في واشنطون أخطؤوا في حساباتهم، فلم يستقبلهم الشعب العراقي بالورود كما أشاعوا هم ومعهم بعض المتأمركين حتى النخاع، ولكنّ مثل هذا "الخطأ" كان منتظرا من الأصل، هذا إذا صحّ اعتباره من الأخطاء، فحكاية "الورود" هذه كانت حكاية تضليل مكشوفة من البداية، يردّدها ساسة الحرب ومن رضي أن يكون في خدمتهم ويحمل اسما عراقيا أو عربيا فقد مصداقيّتـه، وجميعهم يعلم في الأصل أنّ الحرب حرب احتلال، بأبشع ما تعنيه الكلمة في عالمنا المعاصر وعبر عصور التاريخ الماضية.. ولا نحسب من كانوا يردّدون هذه الحكاية كانوا يصدّقون أنفسهم فعلا عبر تكرارها- إذ نربأ بهم أن يكونوا على هذا القدر من العجز عن تقدير الأمور على حقيقتها.

الخطأ الأكبر من ذلك، أو الخطأ الحقيقي المهمّ في حسابات ساسة الحرب الأمريكيين، يتمثّل في إخفاقهم إخفاقا ذريعا عن وضع تقديرات عسكرية محضة قريبة من الواقع عندما تقع المعركة، إذ قامت تلك التقديرات ابتداء على الاعتقاد بأنّ تفوّق العتاد العسكري الأمريكي يكفي وحده لتحقيق الاستقرار، بمعنى استقرار الاحتلال، لوضع حكومة تابعة تنفّذ الإرادة الأمريكية إلى ما بعد رحيل الجند، وقامت تلك الحسابات الخاطئة أيضا على أساس الاعتقاد بأنّ الجزء الأهمّ في المعركة هو القضاء على قوّة "العدوّ" في جولة المواجهة العسكرية المباشرة، فكلّ ما يأتي بعد "سقوط بغداد عسكريا" لن يتجاوز حدود استكمال "سقوط العراق" كليّا واستكمال سقوط المنطقة معه إقليميا، هذا مع مضاعفة العواقب الوخيمة المترتّبة على هذا الخطأ بأنّ الحسابات الأمريكية اعتبرت "العدوّ" الذي تحمل مهمّة القضاء العسكري عليه، هو النظام وجيشه وقوّاته الخاصّة، وليس "البلد" الذي جاءت القوّات الأجنبية لاحتلاله بالقوّة، فكان التخطيط العسكري الأمريكي قائما من البداية على انتهاء المعركة مع نهاية وجود هذا النظام في السلطة!..

من وراء هذه الأخطاء وسواها- المتراكمة بعضها فوق بعض، وفي إطار التفكير "الامبراطوري" المهيمن على توجّهات "المحافظين الجدد" و"المسيحيين الصهيونيين" وقد أصبحوا في رأس السلطة.. من وراء الأخطاء يكمن المغزى الأهمّ في تقدير "الجانب النوعي" في الحدث الجاري، فالظاهرة العراقية تؤكّد أنّ القوّة العسكرية الباطشة في القرن الميلادي الحادي والعشرين، عاجزة أكثر بكثير من جيوش الامبراطوريات العتيقة، عن "إخضاع شعب" وتطويع إرادته، بل على النقيض من ذلك، فإنّ ما نعلمه (وينطلق منه الذئب الأمريكي المسلّح) بصدد تحقيق قفزات نوعية كبرى في تقدّم صناعة السلاح واستخدامه، ما بين العصور الغابرة وعصرنا هذا، يقابله تطوّر أكبر حجما وأهمّ مفعولا، على صعيد الوعي التاريخي للشعوب، وبالتالي على صعيد قدرتها أن تصنع عن طريق المقاومة، في عالمنا المعاصر، ما يحقّق أهدافها المشروعة، بسرعة أكبر ممّا كان يتحقّق في الماضي.

هزيمة حضارية

إنّ الهزيمة الأمريكية المحتّمة في العراق وإقليميا، والأهم من الهزيمة العسكرية المحضة، هي الهزيمة الحضارية. أمّا الهزيمة العسكرية بمعناها التقليدي، فهي من نصيب دول أصغر حجما وأضعف قوّة، قد تقضي على جيشها، وقد تقيّد إرادتها السياسية ردحا من الزمن، أمّا هزيمة  "الدولة الكبرى" عسكريا، فلا تعني "انكسار قوّاتها" ولا "احتلال أرضها" ولا فرض معاهدة ما تقيّد إرادتها السياسية في تسيير أمورها بطريقة مشروعة.. إنّما تقع مع ظهور العجز (ويتطلّب  ذلك فترة زمنية كافية) الذي لا يمكن إخفاؤه بالتمويه والتضليل، عن تحقيق "هدف سياسي بالقوّة العسكرية".. وهو ما سبق أن حدث في فييتنام، ويحدث الآن في العراق.

ممّا ينبغي النظر فيه بغير العيون الرسمية الأمريكية، هو أنّ عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية لم يتطوّر فقط من حيث البنية الهيكلية لتركيبة موازين القوى الدولية، إنّما تطوّر في الجانب النوعيّ للعلاقات الدولية، فلم يعد الهمّ الأكبر لمن يريد تحقيق أهدافه المشروعة (أو مطامعه غير المشروعة) خارج حدود بلاده، أن يرسل دبابة وطائرة وصاروخا، بل صار همّه الأكبر أن يرسل قرضا ماليا.. يقيّد، واستثمارا ماليا.. يستغلّ، ومفاوضا بارعا.. يخدع، أو أن يفتح فرعا لشركته، وآخر لمركز ثقافي ينشر فكره.. وغير ذلك من الوسائل المرفوضة أو المقبولة، فالمهمّ هو أنّ كثيرا من الساسة المعاصرين أدركوا أنّهم في ظلّ نتائج التطورّات التقنية الحديثة ولا سيما في عالم المواصلات والاتصال، باتوا أقدر على تحقيق ما يريدون دون استخدام الوسيلة العسكرية.. ولم تنقطع الدروس التي أثبتت ذلك وإن كان أبرزها أفغانستان في مواجهة الغزو السوفييتي وفييتنام في مواجهة الغزو الأمريكي. ولا ينفي هذا التطوّر بقاء "الحرب" هي الوسيلة الأخيرة في جعبة أولئك الساسة المعاصرين ايضا، ولكن هنا أثبتت القيادة الأمريكية في عهد بوش وأعوانه عجزها عن الاستيعاب.. وليس مجرّد الوقوع في بعض الأخطار "التكتيكية".. فكانت أطروحاتها النظرية من قبل الوصول إلى السلطة، ثمّ تطبيقاتها العملية من بعد، تتحرّك بعقلية الذئب في غابة. صحيح أنّ بعض ذلك عرفته حكومات أمريكية سابقة والتيارات الحاكمة من خلالها، ولكنّه بلغ وبسرعة ملحوظة خلال ثلاث سنوات من عهد بوش، مستوياتٍ غير مسبوقة من حضيض ما يُسمّى شرعة الغاب. هذا ما أصبح ينعكس في ميادين عديدة، ولا يقتصر–كما كان من قبل- على بعضها، مثل مضاعفة سرعة صناعة أسلحة الفتك الشامل وأسلحة الدمار الشامل وتطويرها على حساب الأوضاع الاجتماعية لقطاعات كبرى من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وأخطر ميادين انعكاس هذه العقلية إلى جانب الانسحاب الفعلي من منظومة القانون الدولي، هو التهوّر في ارتكاب المغامرات العسكرية، والتي قد تكون نتائج حرب احتلال العراق من بيتها هي القاصمة.

لقد هزمت الولايات المتحدة الأمريكية حضاريا بعجزها وهي الدولة الأقوى في ميادين عديدة مالية واقتصادية وتقنية وإعلامية وغيرها- عن التخلّي عن وسيلة القوّة العسكرية أي شرعة الغاب، والاكتفاء بوسائل أخرى لتحقيق مآربها ومطامعها، هذا بغضّ النظر عن عدم مشروعيتها في معظم الحالات، ومن المؤكّد أنّ هذه الهزيمة الحضارية تحتّم وقوع الهزيمة العسكرية، مهما بلغت قوّة الآلة الحربية نفسها.

التعامل مع عقلية الذئب

لا يُنتظر من الذئب الأمريكي الجريح إقرار بهزيمته في العراق، ولا أن يسحب قوّاته تحت وطأة ضربات المقاومة، رغم استحالة تحقيق الأمن (للجنود الأمريكيين) أو الاستقرار (لسياسة الاحتلالولا أن يتراجع عن النهج الذي ابتدعه منظّروه في كتاباتهم منذ عشرات السنين، وخطّة الهيمنة العالمية الموضوعة والموثّقة منذ التسعينات الميلادية (وليس كردّ فعل على هجمات نيويورك وواشنطون عام 2001مبل لا يتوقّع من ساسة هذا النهج أن يتراجعوا أمام تصاعد المعارضة الداخلية الأمريكية للمغامرة العسكرية الراهنة، ولا يُستبعد أن يخاطروا بخسارة الانتخابات المقبلة أثناء استمرار تساقط القتلى الأمريكيين والضحايا العراقيين وبقايا العلاقات الدولية، على أن يخاطروا بخسارة الانتخابات عبر رفع "الراية البيضاء"!..

هذا وأسباب أخرى هي التي تدفع حاليا دولا غربية عديدة للعمل على "إنقاذ" واشنطون من ورطتها، دون أن تفقد ماء وجهها كما يقال، ولكن في الوقت نفسه شريطة ألاّ تتحوّل عملية الإنقاذ إلى التورّط معها، فقد أدركت تلك الدول أنّ الهزيمة الأمريكية في العراق تحمل معنى الهزيمة الحضارية وآثارها، وأنّ الأضرار المترتّبة على إخفاق المغامرة العسكرية لن تقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية بل ستصيب معها شركاءها على الصعيد الحضاري وإن لم يكونوا شركاءها في "هذه" المغامرة العسكرية.

على أنّ أشدّ ما نفتقده في المرحلة الراهنة، هو أن يستوعب ساسة المنطقة العربية والإسلامية ما يعنيه مجرى الأحداث في العراق ويبدو أنّ النظرة الغالبة حتى الآن، هي أنّ السقوط الأمريكي يعني خسارة ما لكلّ من ربط سياسته بالسياسة الأمريكية حتى الآن، وهذا ما ينشر الانطباع بوجود "مأزق" أو "مصيدة سياسيةما بين المخاوف من تلك الخسارة، وما بين خسارة أخرى تصنعها الاستجابة إلى مطالب الهيمنة الأمريكية، وقد بلغت من حيث نوعيّتها ما لا يخفيه أسلوب العجرفة المتّبع عمدا- في الإعلان عنها.

أمّا البحث عن "سياسة بديلة" في الوقت المناسب، خارج نطاق السؤال عن السقوط الأمريكي أو الهيمنة الأمريكية، فهذا ما يبدو الحديث عنه بعيدا كلّ البعد عمّن أدمن "الاعتياد" على سواه!

في حقبة الحرب الباردة كانت مسألة "السياسة البديلة" تُطرح، ولكن محصورة في التأرجح ما بين شرق وغرب، وهو ما وقع مرّتين على نطاق واسع في المنطقة العربية، أولاهما في الخمسينات الميلادية عبر راية "الاشتراكية والصداقة السوفييتية" وأوصلت واقعيا إلى كارثة 1967م، والثانية في السبعينات الميلادية عبر شعار "99 في المائة من الأوراق في الأيدي الأمريكية" وأوصلت واقعيا إلى كارثة احتلال العراق.

المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مدى هو السياسة البديلة القائمة على إنهاء التبعيات بمختلف أشكالها وميادينها، مع وضع دعائم جديدة لوجود عربي وإسلامي جديد، في مقدّمتها إصلاح العلاقة بين الحكومات والشعوب وهو ما يكاد يتحوّل إلى انفجار خطير نتيجة تأخيره، ومن تلك الدعائم ما لا يستغنى عنه على صعيد التقارب والتكتّل الإقليمي في مختلف الميادين، أما "نوعية" العلاقات مع دول العالم الأخرى، وفحوى تلك العلاقات، فلا بدّ من إعطائه المرتبة الثالثة بعد هاتين الدعامتين.. وإلاّ .. فسوف تستمرّ عقلية التبعيات في مواجهة عقلية الذئب، وتستمرّ الكوارث.

هو الطريق الأصعب.. لكنّه الطريق الوحيد، وهو في الوقت الحاضر بالذات طريق تفتحه ضربات المقاومة البطولية المشروعة القائمة على الطاقات الشعبية وحدها، في أكثر من ميدان وأرض في المنطقة العربية والإسلامية، وهي التي تزيل واقعيا كثيرا من العقبات التي أقامتها الخشية من سطوة الذئب، فحالت دون سياسات قويمة تمليها المصلحة الذاتية والعليا المشتركة، ولعلّ أهمّ ما يعنيه مجرى أحداث العراق في اتجاه هزيمة أمريكية (يستحيل إلاّ أن تجرّ من ورائها هزيمة صهيونية) هو كسر حاجز تلك المخاوف، والخروج من فلك السؤال عن التهديدات الأمريكية والصهيونية المتوالية، فمع تقدير أنّ "الهيمنة الدولية" لن تزول بين ليلة وضحاها، وأنّ احتمال المغامرات العسكرية لم يسقط بصورة نهائية، يبقى من الثابت أنّ واشنطون تبدو في هذه الفترة بالذات، عاجزة عن ترتيب أمر هزيمتها كما صنعت في فييتنام- لتكون في صيغة انسحاب نظامي بأقلّ خسائر ممكنة، بدلا من وقوعه عشوائيا، مثلما شهد جنوب لبنان مع القوّات الصهيونية، ولكن على جميع الأحوال.. فإنّ الانسحاب واقع، والهزيمة واقعة، آجلا أو عاجلا، فإمّا أن يعمل الساسة المحليون والإقليميون على الاستعداد منذ الآن لأوضاع ما بعد عهد التبعيات لواشنطون، أو أن تتبدّل الأوضاع الإقليمية نفسها، ربّما من حيث لا ينتظرون، وتحلّ مكانها أوضاع بطاقات أقدر على استيعاب مجرى الأحداث والتفاعل معها، وعلى التفكير والاستعداد والتصرف في الوقت المناسب.

السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ