صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 28 - 03 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

العالم لا يشفق على المذبوحين

ولكنه يحترم المحاربين !*

نضال حمد / اوسلو

هذه العبارة ليست من بنات افكاري ولا من أرشيف أجلامي أو بعض أوهامي بل جاءت على حساب شعب فلسطين وآلام الضحايا وعائلاتهم في أرض فلسطين العربية... جاءت على لسان أرهابي لم يعد حيا... انها كلمات لمناحيم بيغين أحد أكبر قادة اسرائيل الصهيونية وزعيم واحدة من أخطر العصابات الارهابية المسلحة (الارغون) الخارجة عن القانون، التي حاربت الاستعمار البريطاني في بلادنا. على الرغم من أنه كان ينفذ مخططات الحركة الصهيونية العالمية في فلسطين والعالم العربي منذ وعد بلفور السيئ الذكر، ولازال ينفذها بدقة حتى اليوم في عهد بلير الأسوأ.

لقد وردت تلك العبارة في كتاب اليوميات لهذا القائد الصهيوني الذي قاد عصابة الاراغون ونفذ مجزرة دير ياسين ومن ثم اصبح رئيسا لوزراء اسرائيل. في عهده شنت الحرب على لبنان وحدثت مجازر صبرا وشاتيلا بقيادة شارون وزير دفاعه وشريكه في تجمع الليكود حينها ووريثه هذه الايام.

كما أنه في عهد بيغين تصالحت مصر السادات مع اسرائيل المحتلة والغازية، فنال السادات جائزة نوبل للسلام على خيبته وبيعه لمصر وفلسطين وأمة العرب ، ونالها بيغين لقبوله بتفكيك مستوطنة كانت مقامة في سيناء وكذلك اعادة سيناء المحتلة للسادات على دفعات وعبر سنوات واتفاقيات تحد لسنوات طوال من السيادة المصرية على المنطقة المستعادة.

عندما ينال شخص مثل بيغن تلك الجائزة تصبح الامور مكشوفة ومفضوحة ومعلومة ، فالجائزة تعطى اما للذين يخدمون بافعالهم واعمالهم وسياساتهم مشاريع الصهيونية العالمية والاستعمار العالمي المتمثل بالادارة الأمريكية وحلفائها في العالم. اما الذين لا يوجد مفر من حصولهم عليها لأنهم بجهدهم غيروا فعلا مسار التاريخ ( نيلسون مانديلا ).

أما ان تعطى الجائزة لمن خذلوا شعوبهم و قاموا بعمليات سلام جعلت الأمور أكثر تعقيدا ولم تأت بسلام لكن بأوهام ، ( رابين ، عرفات و بيرس ) فهذا اجحاف وكلام فارغ وسياسة حمقاء تتبعها لجنة هي بالأصل غير محايدة في توزيعها للجائزة وتحديدها لشخصية الفائز. ويكفي للتأكد من تلك الادعاءات العودة لروزنامة جائزة نوبل للسلام وقراءة اسماء من نالوا الجائزة، ورابين جنرال تكسير عظام فتيان وفتيات الانتفاضة الفلسطينية خير مثال على ذلك.

هنا في اوسلو حيث مقر جائزة نوبل للسلام حدثت عدة فعاليات تضامنية منددة ومستنكرة لجريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين زعيم المقاومة في فلسطين المحتلة. جرت تظاهرتان أمام البرلمان النرويجي وأمام السفارة الإسرائيلية وأقيمت بيوت عزاء بدعوة من أبناء وأصدقاء فلسطين في النرويج ، كما تفاعلت فئات المجتمع النرويجي مع القضية، حيث قامت الحكومة بادانة عملية الاغتيال، وحصلت عدة مواجهات تلفزيونية في برامج التلفزة النرويجية المعروفة بسخونتها، فتمت استضافة سفيرة اسرائيل في اوسلو باحد اهم البرامج الصباحية ( تلفزيون الفطور ) الذي يبث من الساعة السابعة صباحا ، ولوحظ غياب الوجود الفلسطيني تماما، لماذا لا نعرف ؟ ولا ندري ان كان اصحاب البرنامج اتصلوا بالمعنيين الرسميين الفلسطينيين في اوسلو ام لا. المهم ان السفيرة تحدث بلغة انكليزية ممتازة وكذلك بفصاحة صهيونية ووقاحة جعلت من الضحية ارهابيا ومن الجلاد ، القاتل والارهابي ضحية.

في مساء اليوم نفسه واليوم الذي تلاه كان هناك مبارزة تلفزيونية بين رئيس الوزراء السابق كوري فيلوخ الذي انقلب منذ عدة سنوات من صديق لاسرائيل الى صديق لفلسطين وبين جماعات اللوبي والضغط الصهيوني في النرويج،في محطتي التلفزيون الرئيسيتين في النرويج، وقد وضع القائمون على البرنامجين سؤالا محددا وطلبوا الاجابة عليه عبر الهاتف، والسؤال يقول : هل انت مع اسرائيل في تصفيتها للشيخ احمد ياسين أم لا ؟

كان الجواب 58% للأسف في برنامج القناة الأولى مع و 57%  في القناة الثانية ايضا اجابوا مع. ويقال ان عدد الذين اتصلوا بالبرنامج بلغ 15 الفا من المشاهدين. لكني اضيف وأقول بأن انصار اسرائيل في النرويج وسفارتها بالتأكيد حشدوا كل قوتهم وامكانياتهم في البرنامجين، لذا كانت النتيجة لمصلحتهم اما عملا بقول بيغن أعلاه أو بسبب غياب التنسيق والوجود الفلسطيني الفاعل رسميا وحتى شعبيا في البرنامج الأول وفي وسائل الاعلام النرويجية. كما قد يكون للدعاية الصهيونية الآخذة بالتصاعد تدريجيا في النرويج بعدما كانت هزمت تماما في السنتين الماضيتين دورها الفعالّ في تعتيم الصورة ونجاح اعداء القضية الفلسطينية في نيل تلك الأصوات المؤيدة للارهاب الذي تقوم به دولة عضو في الأمم المتحدة، لكن بنفس الوقت لا تلتزم بالقانون الدولي ولا ترضى بقرارات دولية ملزمة.

* جملة شهيرة لمناحيم بيغين رئيس وزراء اسرائيل السابق

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ