صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 29 - 02 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

العد التنازلي لموت صدام حسين

بقلم : وليد رباح*

قيل في الامثال الامريكية ان اللص والكاذب صنوان .. ان سرق اللص سنتا فهذا يعني انه يمكن ان يسرق المليون .. والكاذب ان كذب مرة حتى وان كانت بيضاء فانه يكذب في الامور الكبيرة .. تماما مثلما حدث عندما كذب الرئيس الامريكي في موضوعة اسلحة الدمار الشامل .. وتبريراته في اجتياح العراق .. ولم تكن كذبته عن سوء تقدير كما يروج المهللون له .. بل كانت عن سبق اصرار وتعمد .. وهذا يعني انه كذاب أشر .

للمرة المليون يكذب الرئيس الامريكي واركان ادارته عندما يعلنون أن صدام حسين سوف يحاكم على الجرائم التي ارتكبها .. وينسى اولئك انهم ارتكبوا نفس الجرائم ان لم يكن اكثر أو اكبر منها .. هذا اولا .. اما ثانيا .. فان هذه الادارة عاجزة تماما عن محاكمة الرئيس السابق للنظام العراقي .. ذلك ان الاسرار التي يحملها ربما اطاحت برؤوس كبيرة في الادارة ما زالت تمارس ساديتها ومرضها المزمن في السيطرة على هذا العالم . ترضية لاسرائيل وشارون بالذات ..

اما البديل لكل ذلك .. فهو موت صدام حسين .. سواء بالسكتة القلبية او الذبحة الصدرية او السم البطىء أو الاغتيال أو أي شىء آخر .. لتفادي الفضائح التي يمكن ان تزكم الانوف .

أما كيف يموت فتلك مهمة هذه الادارة .. وكالعادة .. سوف تلفق تهمة كاذبة لاسباب موته .. وسوف لن تنكشف الاسباب لأن علم التشريح ( ان شرح) مصنوع ومكتشف خصيصا لتغطية الكذب الذي تمارسه هذه الادارة .

ومع يقيننا ان ما تسرب الينا فيه بعض الشك .. الا ان فيه بعض الصحة ايضا .. وتفاصيل ذلك ان زيارة السفير برايمر الاخيرة الى واشنطن كانت تهدف الى بحث أمر واحد فقط .. وهو مصير الرئيس العراقي وانعكاسات محاكمته على مصداقية الادارة الامريكية وانكشاف فضائحها .. عكس ما تناقلته وكالات الانباء من ان الزيارة كانت بهدف بحث تقديم او تأخير الانتخابات حسب ما اقترحه السيستاني .. وان اجتماعا ضم الرئيس ووزير الدفاع والسفير بحثوا فيه سويا كيفية التخلص من هذا العبء الذي اثقل كاهل الادارة الامريكية .. واوضح فيه رامسفيلد وجهة نظره التي طرحها قبل القبض على صدام حسين .. واقترح فيه ان لا يبحث أحد في امر القبض عليه لأن ذلك مدعاة ( لادخالنا ) في مأزق يصعب الخروج منه .. الا ان الاعتبارات الانتخابية للرئيس اقتضت ان يصدر اوامره مباشرة بالقبض على الرئيس السابق لتحسين وضعه بعد ان وصلت شعبيته الى نقطة يمكن ان يخسر فيها الانتخابات الرئاسية القادمة .

ورغم اننا لا نمتلك الكثير من المعلومات عن ذلك الاجتماع .. الا ان المجتمعين خرجوا بنتيجة مؤداها أن موت صدام حسين يعني موت القضية بكاملها .. وان القائد الذي قام بالقبض على صدام قد ارتكب خطأ تاريخيا عندما خالف التعليمات الصريحة المعطاة اليه بوجوب تصفيته بحجة مقاومته للمفرزة التي قامت بالقبض عليه . ولم تكن الانباء التي تناقلتها الصحف ووكالات الانباء صحيحة من ان الرئيس قد فوجىء بالقبض على صدام .. وان سكرتارية البيت الابيض قد ايقظته من نومه لابلاغه النبأ .. فقد كان الرئيس على علم بمجريات الامور منذ بداية معرفة المكان الذي يختبىء فيه صدام حسين .. حتى ساعة الاعلان عن القبض عليه . وسواء كان القبض عليه قد تم في اللحظة التي اعلن فيها ام انه كان قبل ذلك باشهر .. فان النتيجة لا تختلف كثيرا عما اشيع في حينه .. من ان صدام حسين قد نقل الى واشنطن وتم اقناعة بضرورة الصمت على ان يعامل لقاء ذلك باحترام .. لكن اصراره على فضح التآمر الامريكي منذ قبل اجتياح الكويت حتى سقوط النظام قد جعل هذه الادارة تلجأ الى الخيار الوحيد الباقي لديها .. وهو الاعلان عن القبض عليه . لتحقيق امرين :

اولاهما : تحسين وضع الرئيس الانتخابي .. وتحقيق وعده للشعب الامريكي بالقبض على صدام حسين واسقاط نظامه ..

ثانيهما : محاولة اقناع صدام حسين بان يرشد الى المكان الذي (خبأ) فيه اسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها الا في اذهان الادارة الامريكية .. مقابل ان يرحل الى بلد عربي مع اخراج مسرحية مفتعلة بهروبه او مهاجمة المعتقل الذي يقبع فيه والاعلان عن تحريره .

ولقد طرح هذا الامر على صدام حسين .. سواء في معتقله او اثناء نقله الى واشنطن.. كما طرح عليه اكذوبة كان من ( المؤمل) ان يوافق عليها .. وهي ان ينشر الجيش الامريكي بعضا من اسلحة الدمار الشامل ( عديمة الفعالية ) في جزء من العراق .. ثم يستحضرون وكالات الانباء والفضائيات لتصوير الموقع الذي وجدت فيه هذه الاسلحة على اعتبار انها اسلحة عراقية ممنوعه .. لكن رفض صدام لهذه الاكذوبة .. قد زاد من مأزق هذه الادارة وجعلها تصرف النظر نهائيا عما يجول بخاطرها .

ان المؤشرات كلها تدل على ان مأزق الادارة في صدام قد ظهر ثانية .. لذلك كله .. سوف لن نستبعد ان يعلن في القريب .. والقريب العاجل عن موت الرجل الذي سبب صداعا لهذه الادارة في حياته واعتقاله وربما .. موته .. ولسوف تسجل القضية كالعادة ضد مجهول

*رئيس تحرير صوت العروبة – امريكا

السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ