صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 08 - 12 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

الأطيبان والأخبثان والأمران !

مصباح الغفري

لم يبق عندي ما يبتزه الألم

كفى بي الموحشان :الشيب والهرم

 ( الجواهري )

هرب أحدهم من وجه الحجاج وهو ينشد :

وما ذا يبتغي الحجاج مني      وقد جاوزت حد الأربعين ؟

لكن السجن العربي عادل كالموت ، لافرق عنده بين شاب ومسن ، ولا بين عربي و أعجمي ، ولا بين مؤمن وجاحد . الجميع أمام السجن سواسية كأسنان المشط .فماذا يبتغي الحجاج منا وقد ذهب الأطيبان وبقي الأخبثان ؟ ماذا يبتغي البوليس منا وقد جاءنا الأمران ؟

     في أساس البلاغة للزمخشري أن الأمَرّين هما المرض والهرم ، وتقول : ذاق الأمَرّين أي دهته الدواهي . لكن الأمرين اللذين تحدث عنهما الزمخشري رحمه الله ، غير الأمَرين في القرن الحادي والعشرين لميلاد السيد المسيح . اختلف الفقهاء في الأمرّين الحداثيين ، فالحداثة لا تلاحقنا في الشعر فقط بل هي تدخل جميع مسامات جلدنا ، يقول المؤرخ لسان الدين بن الخطاب في كتاب لم ينشر ومنعته الرقابة : الأمَــرّان : الحشف وســوء الكيل !

وتأويل ذلك أن خولياً ( ملاحظة :  الخولي هو وكيل مالك الأرض الذي يحاسب الفلاحين لاقتطاع حصة المالك من الإنتاج الزراعي  ) كان لديه مكيالان ، يستعمل المكيال الكبير عند أخذ حصة المالك ، ويستعمل المكيال الصغير عند تسليم حصة الفلاح ، ضاق الفلاحون ذرعا بالأمر فاشتكوا إلى صاحب الأرض ، استجاب صاحب الأرض لهم وعزل الخولي عن العمل ، جاء الخولي الجديد واستمر على خطى الخولي القديم في استعمال المكيالين ، وزاد على ذلك أنه صار يكيل لهم الحشف ، وهو أسوأ أنواع التمر ، فقالوا :

- أحشــفا وســوء كيلة ؟

وراحوا إلى المالك من جديد يطلبون عودة الخولي القديم الذي كان يسيء الكيل فقط !

    أما الأصمعي فله رأي آخر في حكاية " الأمَرّين " . يقول :

- أصل التسمية أن الوفود العربية إلى مؤتمر مدريد الشهير احتجت على راعية العملية السلمية الولايات المتحدة لأنها تكيل بالمكيال الكبير لإسرائيل وبالمكيال الصغير للعرب ، قال مسؤول عربي لوزير الخارجية الأميركي : ـ ـ ما بالكم تكيلون في المسألة بمكيالين ، والله لقد ذقنا منكم الأمرين !

وذهبت العبارة مثلاً ، وذهب المسؤول ولم يعد إلى وظيفته حتى هذه اللحظة .

في قول آخر رواه سجين مزمن اعتاد أن يقضي معظم إجازاته في الاعتقال ، أن الأمرّين هما أن تكون محبوساً أولاً ، وفي سجن عربي ثانياً .

القلقشندي قال : الأمــرّان ، أن تجتمع مصيبتان معاً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :

- قراءة جريدة السلطة وفي ذات الوقت الإستماع إلى خطاب قومي‍!‍

 أو أن تكون لاجئاً سياسياً هارباً من نظام ديكتاتوري ، في بلد آخر ذي نظام ديكتاتوري ، أو أن تكون وزيراً للثقافة في حكومة رئيسها لا يعرف القراءة والكتابة ، أو أن تكون جنرالاً في الجيش متخرجاً من أرقى الكليات العسكرية ويكون قائد الجيش صاحب مزرعة للدواجن !

     أما أنا أبو يسار الدمشقي فأقول بعد الاتكال على الباري عز وجل ، أن الأمرّين في هذا الزمان هما أجهزة الأمن ، وأجهزة المخابرات ، والله أعلم .السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ