صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 23 - 03 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

أصدرت جماعة الإخوان المسلمين  في سورية هذا البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم

أوقفوا هذه الحرب العدوانية على العراق

بيان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين في سورية

رغمَ كلّ الجهود التي بذلها معسكر السلام في العالم، ورغمَ كلّ التحذيرات من العواقب الوخيمة للحرب العدوانية، على المستويات الإنسانية والحضارية والإقليمية، وفي ظلّ صمتٍ رسميّ عربيّ وإسلاميّ، وغليانٍ شعبيّ، واستنكارٍ عالميّ.. بدأ العدوان الأمريكي البريطانيّ على العراق، في سابقةٍ خطيرةٍ لانتهاك الشرعية الدولية، واستخفافٍ بالمجتمع الدوليّ، وتجاهُلٍ للرأي العام العالميّ، وتجاوزٍ لمجلس الأمن، الذي رفض الانصياعَ لضغوط المعتدين، والخضوعَ لابتزازهم ومحاولاتهم انتزاعَ قرارٍ يُضفي الشرعيةَ على عدوانهم الآثم.

إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ تعلنُ استنكارَها لهذا العدوان، وتُدين بواعثَه وأهدافَه، وكلّ من يساندُه ويتعاونُ معه، وتحذّر من عواقبه الوخيمة على المنطقة والعالم.. لَتطالبُ بالتحرّك الفوري لوقفه، مؤكّدةً ما يلي:

1 - لقد أصبح واضحاً لكلّ ذي عينين، أن الهدفَ الحقيقيّ لهذه الحرب – رغم كلّ الذرائع المفتعلة - هو استكمالُ السيطرة على المنطقة العربية والإسلامية، والتحكّمُ بمقدّراتها، والاستيلاءُ على ثرواتها، وإعادةُ رسم خريطتها، بما يتّفقُ مع مصالح المعتدين، ويخدمُ مصالحَ حليفهم الاستراتيجيّ العدو الصهيونيّ، وأطماعه التوسّعية، وذلك ضمن مخطّط الهيمنة الأمريكية على العالم، والاستفراد به.

2 - إنّ هذا العدوانَ الغاشمَ لن يتوقّفَ عند حدود العراق، كما أنه لم يتوقفْ من قبلُ عند حدود أفغانستان، وإنه يستهدفُ جميعَ الدول العربية والإسلامية، الواحدةَ تِلْوَ الأخرى، حتى تلك التي تتعاونُ حكوماتُها معه، وهو في سبيل تحقيق أهدافه لن يميّزَ بين حاكمٍ ومحكوم، أو بين نظامٍ وآخر، فالجميعُ في نظره سواء.

3 - إن الأمةَ العربيةَ والإسلامية، بكلّ مكوّناتها العقائدية، والحضارية، والإنسانية، والمادية.. وروحَ المقاومة والتحدّي فيها، هي المستهدفةُ في هذا العدوان، الذي يشكّل حلقةً في سلسلة صراعٍ حضاريّ طويل.

4 – إنّ ما يرتكبه العدوّ الصهيونيّ من جرائم بحقّ أهلنا في فلسطين، وما يمارسُه من إرهابٍ وحشيّ متصاعد، بحقّ الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وتدميرٍ للمدن والقرى والمزارع ولكلّ مقوّمات الحياة.. بتأييدٍ ودعمٍ وتشجيعٍ من الولايات المتحدة، ما هو إلاّ الوجهُ الآخرُ لهذا الصراع.

5 – إننا نعلنُ ومن مُنطلَقٍ شرعيّ واضح وقاطع، وجوبَ نصرة العراق الشقيق، في معركته العادلة، دفاعاً عن أرضه وسيادته، كما نؤكّد ومن المنطلق الشرعيّ نفسه، حُرمةَ التعاون مع المعتدين، بأيّ شكلٍ من الأشكال، (وتعاونوا على البرّ والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وأيّ عدوانٍ أكبرُ من احتلال أرض المسلمين والتحكّم بمقدّراتهم؟.. (والمسلم أخو المسلم، لا يُسلِمُه، ولا يَخذلُه، ولا يَظلمُه).

6 – يشكّل قطرنا العربيّ السوريّ، مع القطر العراقيّ الشقيق، عمقاً استراتيجياً متبادلاً، وإنّ العراقَ لم يتوانَ في تاريخه قطّ، عن نصرة القطر السوريّ وقضاياه، في معاركه مع العدوّ الصهيونيّ، وإنّ هذه العلاقةَ الأخويةَ الخاصة، ترشّح قطرَنا لدورٍ أكثرَ فاعليةً في نصرة العراق، قياماً بواجب الأخوّة، ودفاعاً عن الذات، وانخراطاً في وحدة الصفّ لقتال الأعداء (إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص).

إن جماعةَ الإخوان المسلمين في سورية، وهي تستشعرُ الخطرَ الكبيرَ الذي يهدّدُ حاضرَ الأمة ومستقبلَها، كما يهدّدُ الأمنَ والاستقرارَ في العالم كلّه، لتطالبُ بالوقف الفوريّ لهذا العدوان، وتؤكّدُ على المطالب التالية:

- أولاً: دعوةُ الحكومة السورية إلى اتخاذ كلّ الإجراءات الضرورية، لدعم صمود العراق، والوقوف إلى جانبه في مواجهة العدوان، والمبادرة إلى إجراءِ مصالحةٍ وطنيةٍ شاملة، تُنهي حالةَ الاحتقانِ السياسيّ في البلاد، وإلى انتهاجِ سياسةٍ جديدة، ترتكزُ على إطلاق الحريات العامة، تعزيزاً للوحدة الوطنية، والجبهة الداخلية، ودعماً لصمود الوطن في مواجهة الأخطار والتحدّيات، وإسقاطاً للذرائع التي يبحث عنها المعتدون، فالعدوانُ الذي بدأ على العراق الشقيق، لن يتوقّفَ عندَ حدوده، ولا بدّ من تعبئة كلّ القوى لمواجهته.

- ثانياً: دعوةُ حكوماتِ الدول العربية والإسلامية، إلى استشعار حجم الأخطارِ الكبيرة المحدقةِ بالأمة، وتجاوز دور المتفرّج على العدوان، والكفّ عن تقديمِ أيّ مساعدةٍ له، والقيام بتحرّكٍ سريع، على المستويات الدولية والإقليمية، لوقف هذه الحرب العدوانية الظالمة، ومساندة الشعب العراقيّ الشقيق، في معركته العادلة، دفاعاً عن أرضه وسيادته، وفاءً بحقوقِ العقيدة والدم والجوار، والتزاماً بالاتفاقيات والعهود والمواثيق..

- ثالثاً: دعوةُ شعوبِ الأمة العربية والإسلامية، وقواها الحية الفاعلة، إلى الانتفاضة في وجه العدوان، والسعي الجادّ والحثيث، للخروج من حالة التقاعس والذلّ والهوان، وتشكيل جبهة شعبية واسعة، تنهض بواجب المقاومة في فلسطين والعراق، من خلال خطةٍ مرسومة، وآلياتٍ فاعلة، فما زال في مقدور الأمة وشعوبها أنْ تفعلَ الكثير.

- رابعاً: دعوةُ المجتمع الدوليّ، لا سيّما الدول التي وقفَتْ في وجه العدوان، ورفضَتْ منحَه غطاءَ الشرعية الدولية، إلى تأكيد احترامها للشرعية الدولية، وتطبيقها بعيداً عن الانتقائية وازدواجية المعايير، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأراضي العربية المحتلة، وبذل الجهود لوقف هذه الحربِ العدوانية، ومنع المعتدين من مواصلة عدوانهم، معرّضين أمنَ العالم واستقرارَه، ومصداقيةَ المنظمة الدولية، للفوضى والأخطار..

- خامساً: دعوةُ جميع شعوب العالم، والقوى المحبة للسلام، إلى دعم صمود العراق في مواجهة العدوان، والضغط على المعتدين في جميع الساحات، لوقف عدوانهم، انتصاراً لقيم الحقّ والعدل والسلام.

إن جماعةَ الإخوان المسلمين في سورية، إذ تحيّي جميعَ الدول والقوى والشعوب المناوئة لهذه الحرب الظالمة، لتحذّر الولاياتِ المتحدةَ والدولَ المعتديةَ، من العواقبِ الوخيمة لعدوانها، والنتائجِ الخطيرةِ المترتبةِ عليه، ومن مشاعرِ الحقد والكراهية التي تتنامى وتتعمّقُ ضدّ المعتدين، وآثارِها المدمّرة التي لن يكونوا في منأى عنها، كما تحذّرُ كلّ المساندين للعدوان، أو الصامتين والمتفرّجين عليه، من مغبّة مساندتهم وصَمْتِهم.. وتطلبُ من كلّ ذي ضميرٍ حيٍّ في هذا العالم، أن يستشعرَ مسئوليتَه أمامَ الله والناس والتاريخ، ويهبّ لنصرةِ الحقّ، والدفاعِ عنه (وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلَبٍ ينقلبون)

لندن في 19 من محرم الحرام 1424 الموافق 22 من آذار 2003

                  جماعة الإخوان المسلمين في سورية

السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ