صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 12 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

وصل إلى برق الشرق البيان التالي :

المؤتمر من أجل الجمهورية

حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن

33 نهج باب الجزيرة .تونس

بيان

الاستبداد تمهيد للاستعمار والاستعمار تتويج للاستبداد

كما كان متوقعا وحتميا،  استطاعت دولتان نوويتان غنيتان يفوق تعداد سكانهما أربعمائة مليون نسمة  كسر مقاومة شعب عربي لا يزيد على أربعة وعشرين مليون نسمة أنهكه الحصار والاستبداد ، وتمّ احتلال أرضه لمصادرة خيراته  تحت ستار  دخان لفظي برّر به المستعمرون دوما دخول أراضينا لتخليصنا في السابق من التخلّف واليوم لتعليمنا ممارسة  الديمقراطية وحقوق الإنسان .

وكما لم يكن متوقّعا،  قاوم الشعب العراقي ، المنهك ، المجوّع ، المحاصر ، في أم قصر والبصرة والنجف وكربلاء والناصرية والموصل وبغداد من أجل الأرض والعرض. ونحن إذ نتوقّف اليوم بالذكرى  خشوعا و ترحما على الشهداء وتعاطفا مع كلّ الذين أصابهم القصف والرصاص والإذلال بجروح الروح والجسد ،  وإذ نذكّر أن الحرب الظالمة على الشعب العراقي لا يجب أن تنسينا الحرب الأخرى التي تتواصل بنفس الوحشية ونفس العنجهية ضدّ شعبنا العربي في فلسطين ، فإنه من واجبنا تجاوز مشاعر الحزن والغضب التي تعصف داخل وجداننا الجريح لنستنفر كل قوانا من أجل مواجهة الوضع الجديد بأخطاره وتحدياته  وهي بالأساس بسط الهيمنة الامريكية و الصهيونية  على المنطقة و نهب ثرواتها  .

إن المؤتمر من أجل الجمهورية ، في تناغم مع ضمير شعبنا وأمتنا ، يعتبر مع كل الوطنيين الصادقين أن  ما جرى في العراق احتلالا وليس تحريرا وعودة للاستعمار المباشر ومن ثمة هو  يحمل السلطة الحالية في تونس وفي كل قطر عر بي  مسئوليتها في حالة الاعتراف بأي نظام عراقي يستمد وجوده من الاستعمار الجديد ولا ينبثق من إرادة الشعب العراقي بعد رحيل الغزاة . و هو  يرفض بشدّة المبرّرات التي يسوقها الاستعمار الأمريكي  من فرض الديمقراطية فالحرية  لا تفرض خاصة من قبل دولة   كانت  ولا تزال  ركيزة كل أنظمتنا الاستبدادية مطالبا بإنهاء الاحتلال  وتتبع مجرمي الحرب الذين تسببوا في قتل الكثير من العزّل و الأبرياء من بينهم صحافيون رفض الغزاة أن يشهدوا على جرائمهم .

كما يلاحظ المؤتمر أن هذا الغزو يندرج في إطار استفزاز بالغ الخطورة لجرّ المنطقة والعالم لحرب حضارات رفضناها دوما مسجلين بكل اعتزاز وأمل تجنّد  كل الشعوب والمجتمعات المدنية  الغربية سواء في أمريكا ذاتها وخاصّة في أوروبا ضدّ غطرسة الغزاة وخروجهم السافر  على الشرعية الدولية .

إلاّ أنه لا يجب أن يغيب عنّا أنّ  سقوط عاصمة الرشيد في أيدي الغزاة هو آخر ' إنجازات ' النظام العربي الفاسد   بشقه المتواطئ مع الاستعمار والشق الذي أدّعى مقاومته . لقد فرّق المؤتمر من أجل الجمهورية  دوما بين الالتزام الوطني الحقيقي وبين التبعية لأي نظام استبدادي بحجة وطنيته و آمن  أن المستبد لا يكون عادلا والعادل لا يكون مستبدّا ، ودعا لاعتبار الاستبداد والاستعمار وجهي نفس قطعة النقد حيث أن الاستبداد استعمار داخلي والاستعمار استبداد خارجي. ومن منطلق مفهومه هذا للالتزام القومي والوطني فإن المؤتمر من أجل الجمهورية يدعو أكثر من أي وقت مضى شعبنا وأمتنا إلى تكثيف النضال ضد الاستبداد بما هو  نضال ضدّ الاستعمار وتكثيف النضال ضدّ الاستعمار  بما هو نضال ضدّ الاستبداد. 

ورغم  ارتفاع معنويات   المجتمعات العربية أمام المقاومة الباسلة للشعب العراقي والاستنفار العالمي ضدّ العدوان واستعداد شعوبنا الواضح للتجاوب مع روح المقاومة وسلوكيات التحدّي التي أعطى الشعب الفلسطيني البطل أروع أمثلتها ، فإنه لا يجب أن يغيب عنّا أننا لا نمتلك لحدّ الآن رؤية واضحة لإدارة معركة استرجاع السيادة الداخلية والخارجية  ولا مناص من   خط سياسي جديد يأخذ بعين الاعتبار ثوابت الأمة ومقدساتها دون تفريط أو إفراط ويتبنى الديمقراطية السياسية والاجتماعية وسيلة لا مناص منها  وتكون غايته التحرّر الداخلي من الاستبداد والتحرّر الخارجي من الاستعمار وعودة الأمة لساحة الفعل التاريخي. ولبلورة هذا الخطّ السياسي الجديد القادر وحده على توحيد القوى الفاعلة ،  ينادي المؤتمر مختلف قوى المعارضة في الوطن العربي  إلى الاجتماع في أقرب وقت ممكن لترسم خارطة الطريق لشعوب تنتظر من قيادتها الروحية والسياسية والمعنوية أن تضطلع بمهمتها التاريخية في وضعية تتسم بالانهيار الشامل للنظام العربي القديم بكل هياكله وآلياته وبانعدام البدائل ما عدا ردود فعل عاطفية لا تغني ولا تسمن من جوع.

إننا نقف اليوم  أمام منعطف طريق بالغ الخطورة قد يحدّد لأمد طويل مسار أمّتنا بعد أن  قلب احتلال العراق  كل المعادلات القديمة وفرض واقعا سياسيا ونفسيا جديدا. ورغم أننا في وضعية بالغة الصعوبة ونحن بين مطرقة الاستعمار وسندان الاستبداد فإن لنا في المقاومة الباسلة للشعب العراقي والشعب الفلسطيني وفي استفاقة  شعوبنا وفي اتفاقنا أخيرا على سبب  الداء ، مصدر إلهام وأمل لأمّة عركتها خطوب القرون ولا تزال شابة حيّة قادرة على رفع كل التحديات واحتلال مكانها الطبيعي بين الأمم .

عن المؤتمر من أجل الجمهورية

د منصف المرزوقي     

11-4-2003         السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ