صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 23 - 02 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

ضمائر حرّة و حيّة

نضال حمد – اوسلو

في خطوة شجاعة ومسئولة قام رسام الكاريكاتير السوري رائد خليل برفض جائزة عالمية منحت له تكريما لفنه الراقي حيث تم اختياره واحدا من أفضل عشرة رسامي كاريكاتير في العالم، والجائزة تتم تحت رعاية الأمم المتحدة ويقوم السيد كوفي عنان امين عام المنظمة بتوقيعها. وسبب الرفض يعود لاكتشاف الفنان رائد خليل أن المسابقة يقيمها رسام صهيوني اسرائيلي يدعى رعنان لرى كما انها تحمل اسمه.

رائد خليل العربي السوري الذي يحمل هم أمته العربية ويدافع بصدق وامانة عنها سارع لدى علمه بتلك الخبايا التي كان يجهلها لإعلان رفضه المشاركة بالمسابقة وأعتبرها أمرا مرفوضا و لا يليق به أو بأي مواطن عربي يتعرض شعبه للعدوان والأذى اليومي من جانب اسرائيل. وكلام رائد خليل له ما يبرره فالكيان الاسرائيلي لازال يحتل الجولان ومزارع شبعا بالإضافة لكل فلسطين، وفي فلسطين المحتلة يمارس الاحتلال ابشع انواع التصفيات والاغتيالات والقتل، ويشن الغارات والعدوان على لبنان وحتى سوريا، كما أنه يقوم للسنة الرابعة على التوالي بحصار الشعب الفلسطيني وسجنه في المدن والقرى والبلدات والمخيمات، ظنا منه أنه بهذه السياسة العنصرية الدموية يستطيع القضاء على شعب عريق قرر النضال والمجابهة حينا بالصدر العاري وأحيانا بالصدور المتفجرة.

رائد خليل الذي رفض جائزتهم سوف ينال جائزة الجماهير العربية التي تعرف كيف تقدر وتصون روادها من المعافيين وطنيا وقوميا ومن الصادقين عالميا، وبما أن الفنان العربي السوري رائد خليل أثبت أن في الأمة لازال هناك رجالا ومثقفون وفنانون يحترمون انتماءاتهم وشعوبهم وقضايا أمتهم ، وهو بالتأكيد واحد منهم، لذا قام بما يمليه عليه ضميره وحسه القومي الرفيع المستوى عندما قرر رفض الجائزة.

عند التحدث عن الموقف الجريء والشجاع للفنان العربي السوري رائد خليل ، تحضر أمامنا بكل جلل وإكبار كلمات الأسير العربي اللبناني سمير القنطار التي وردت في رسالته الأخيرة لزعيم المقاومة اللبنانية السيد حسن نصرالله ولعائلات الأسرى الذين سوف يخرجوا ضمن اتفاقية تبادل الأسرى التي استثنته مرحليا. فقد كتب القنطار من سجنه يقول : " نبارك للمقاومة هذا الانجاز الوطني الانساني الكبير ونبارك لعائلات اخواني الاسرى...احيي موقفكم الواضح والصادق واعبر عن ثقتي الكبيرة بشخص سماحتكم ومقاومتنا الباسلة ...انا على ثقة بانكم ستكونون كما عودتمونا اوفياء لعهدكم".  

طبعا هكذا كلام لا يمكن أن يأتي من أي كان أو من فراغ، فهذا كلام الرجال الجبال، وكلام المناضل النموذج الذي يعبر عن ارادة قومية منتصرة بالرغم من أن صاحبها يقبع في السجون منذ  1979 ، ويدل على أن نوعية سمير القنطار هي من النوعيات التي يصعب كسرها أو القضاء على مفهومها القومي للصراع، ويؤكد بأن حرية الأسرى ليست معلقة بحرية سمير، مع أن حرية الأخير اصبحت منذ اعلان السيد حسن نصراله الشهير يوم الأحد الماضي، القضية المركزية والأولى للمقاومة اللبنانية، وهذا أهم ما قيل فعلا في الفترة الأخيرة بالنسبة لموضوع عميد الأسرى اللبنانيين والعرب، الذي كان أول الأسرى اللبنانيين والذي سيكون آخر من يتم تحريره. فمثلما أن لسمير ثقة كبيرة بوفاء المقاومة له فأن لنا ثقة كبيرة بصموده وبمثابرته وبحتمية حريته في نهاية المطاف، ونقول أنه اصبح من الواجب  التركيز لبنانيا من الآن وصاعدا على متابعة قضية سمير بكل صدق وأمانة، وفلسطينيا وعربيا على متابعة قضايا الأسرى والأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال، لأن هؤلاء الأبطال هم ملح هذه القضية ويجب ان تعمل الجهات العربية المختصة والفلسطينية بالتحديد على اخراجهم من السجون والمعتقلات ونعني باخراجهم تحريرهم بدون شروط مسبقة ومهينة ومعيبة كما حصل مع الذين خرجوا بفعل اتفاقية اوسلو سابقا.

بين موقف رائد خليل وسمير القنطار برز موقف  شمعون بيرس زعيم حزب العمل الصهيوني المعارض الذي قال أن "منظمة حزب الله هي منظمة قتلة والعالم لم يعد يحتمل الارهابيين." لقد ذهب عن بال بيرس انه احد الارهابيين الكبار في العالم بالرغم من أنه الوحيد من رؤساء وزراء اسرائيل الذي لم يأتي من صفوف الجيش ، وبيرس هو الأب الروحي للترسانة النووية الاسرائيلية التي تشكل اكبر خطر على منطقة الشرق الأوسط ،ويتم التغاضي عنها عالميا لأسباب تافهة، وبيرس هو الذي أمر طائراته الحربية بقصف مقر القوات الدولية في بلدة قانا اللبنانية في منتصف نيسان/ ابريل 1996 حيث قتل وجرح مئات اللبنانيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وبيرس شارك شارون حملة القمع والتنكيل والمذابح التي مورست ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الحالية، وهو متورط كذلك في  مذبحة مخيم جنين ومجزرة حي الياسمينة في القصبة بمدينة نابلس القديمة وباقي عمليات الأغتيال والقصف التدميري في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كان شريك شارون في الحكم. بعد هذه الملاحظات هل يحق لشخص مثل بيرس ارتكب  وشارك في كل هذه الفظائع والمخالفات القانونية والجرائم المريعة أن يحتفظ بجائزة نوبل للسلام ؟ وهل يحق له وصف حزب لبناني شرعي ومقاوم استطاع هزيمة ودحر اسرائيل في جنوب لبنان بأنه حزب قتلة و ارهابي ؟ طبعا لا يحق لبيرس وكيانه الدموي أولاً ولا للسفير الأمريكي وبلده ثانيا وصف حزب الله بأنه حزب قتلة وارهاب. فالارهاب مصدره اسرائيل ومنبعه أمريكا منذ ابادة الهنود الحمر واستعباد السود وحتى احتلال افغانستان والعراق و ممارسة السياسة العنصرية والارهابية في فلسطين المحتلة، حيث قامت الحركة الصهيونية والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بعشرات المجازر والمذابح المنظمة بحق الشعب الفلسطيني.

أن الفرق بين  مواقف رائد خليل وسمير القنطار من جهة وبين ومواقف السفير الأمريكي في بيروت فلنست و السياسي الصهيوني شمعون بيرس  من جهة أخرى هو كالفرق بين المقاومة والارهاب وبين العدالة وسياسة وقوانين الغاب.

أسرة تحرير الشرق العربي بدورها ترفع التحية إلى موقف رائد خليل المنتمي والشجاع

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ