وصل
إلى برق الشرق ما يلي :
لجان
نصرة العراق ـ سورية
دعوة
للخروج من حالة الصدمة والانتصار
للمقاومة
إذا
كان احتلال العراق قد أصبح أمراً
واقعاً ، لا يمكن الجدل حوله باعتباره
حدثاً حقيقياً ، نجم عن سلسلة من
المعطيات في مقدمتها رغبة الإدارة
الأمريكية المتصهينة بأحكام قبضتها
على العالم ، وفرض سيطرتها على ثروات
الشعوب وعجز
النظم العربية عن مواجهة تلك الهجمة
لأسباب ناجمة عن طبيعة تلك النظم
وبنيتها التسلطية ، فان مقاومة
الاحتلال والسعي لإنهاكه عبر عمليات
فدائية مسلحـة ، وعبر رفض شعبي واسع ،
هي أيضاً أمر واقع لم يعد من الممكن
إنكاره وتجاهله ، رغم تلك المحاولات
اليائسة والبائسة في آن واحد للتقليل
من الفعل المقاوم والمناهض للاحتلال .
وإذا
كانت صدمة الاحتلال قد أدت إلى حالة من
فقدان التوازن على المستوى الرسمي
العربي والى إحباط شديد على المستوى
الشعبي فان
واقع المقاومة يفرض بدوره الخروج من
ذلك الإحباط وفقدان التوازن ، والعمل
وبسرعة على الانتقال من هذا الإحباط
إلى الفعل اليومي الداعم لنهج
المقاومة ، وليقطع الطريق أمام
المخططات التي جاء الاحتلال من اجلها ،
وفي مقدمتها إعادة صياغة ثقافة جديدة
في المنطقة ، تقوم على التنكر للهوية
الوطنية القومية وعلى تشكل ثقافات
إقليمية ومناطقية وطوائفية مستظلة
براية الاستلحاق بهذا الوافد الغريب
والمستعمر .
لقد
اعتقدت الإدارة الأمريكية انها بتدمير
الدولة العراقية وبنيتها التحتية ،
والعودة بالعراق إلى قرون سابقة عديدة
قادرة على إعادة صياغة عراق جديد
وتشكيله وفق تصوراتها وبما يخدم
مصالحها ، إلا أن المقاومة بشقيها
السلمي الذي ظهرت تجلياته عبر الرفض
السياسي الواسع للاحتلال ، والمسلح
الذي باشرته مجموعات الفدائيين الذين
ينتمون إلى تيارات سياسية متعددة ،
أكدت أن الحلم الأمريكي لم يكن إلا
وهماً ، وأن يوم التاسع من نيسان ، الذي
أعلنته قوات الاحتلال يوماً لسقوط
بغداد ، والذي رفعته جماعات
المتعاونين مع الاحتلال ليكون عيداً
لها ضد وطنها ، لم يكن سوى محطة من حرب
لم تنته ولا يبدو أنها ستنتهي بشكل
سريع .
لقد
عملت الإدارة الأمريكية على تصنيع
الصدمة بعد احتلال بغداد عبر آلتها
الدعائية الضخمة التي صورت أن القدرة
الأمريكية كلية وأرادت
استثمار تلك الصدمة لتحقيق غايات
وأهداف أكبر من احتلالها للعراق وفرض
وصايتها عليه وترتبط أساساً ببسط
سيطرتها المطلقة على المنطقة و فرض
ديمومة وضعها كقطب دولي وحيد في نظام
دولي جديد تعمل على بسطه على العالم ،
إلا أن صناعة الصدمة راحت بعد أسابيع
قليلة تتعرض للاختراق على إيقاع تصاعد
عمليات المقاومة ، وخروجها من حصار
التعتيم الإعلامي الذي عملت الإدارة
الأمريكية على فرضه ، وهو ما يطرح على
قوى المناهضة العربية للمشروع
الأمريكي – الصهيوني استعادة زمام
المبادرة والتحرك من اجل احتضان
المقاومة النامية في العراق ،
وحمايتها في فلسطين ، ولتحويل قضية
المقاومة لتكون أداة استنهاض للواقع
العربي كله ،
مدركين أن استنهاض الواقع العربي حول
المقاومة إنما يتعزز من خلال توسيع
هوامش الديمقراطية ، وإطلاق مفاعيلها
على امتداد الوطن العربي ، واستعادة
المشروعية الديمقراطية في بنية
العمارة السياسية الوطنية القومية
ومدركين أيضاً انه وعبر
مقاومة
الاحتلال يمكن صياغة حركة تحرير وطني
ديمقراطية تدعم الوحدة الوطنية وتضع
مرتكزاتها وتؤسس لبناء دولــة وطنية
ديمقراطية تحمل المشروع الوحدوي
النهضوي العربي .
إن
تفعيل نشاطات لجان نصرة العراق لا
تقتصر آثاره على دعم مقاومة الشعب
العراقي الشقيق بجميع تكويناته
للاحتال وتعزيز لحمته الوطنية ، وتشمل
خلق ثقافة مقاومة عربية شاملة
لاستمرارية الهيمنة الأمريكية –
الصهيونية على المنطقة ، وللدفاع عن كل
بلد عربي في مواجهة مصير مشابه للعراق
، والى استعادة إرادة الوحدة العربية
والهوية القومية للأمة في مواجهة
التفتيت والتذرر والى توحيد قوى
المقاومة في الأمة وهي
بهذا لا تنتصر للعراق وحده ولا
تفرضها اعتبارات ومشاعر الأخوة
القومية فحسب ، وإنما هي دفــاع عن
الذات وانتصار لحق الأمة كلها في
البقاء .
إن
لجان نصرة العراق في سورية وقد أسعدها
ظهـور المقاومة العراقية للاحتلال ،
فإنها تتوجه إلى الشعب العراقي بكافة
فئاته الاجتماعية والسياسية أن يوحد
صفوفه أمام الهجمة الإمبريالية
الأمريكية الصهيونية وان يعي أن
مقاومة الاحتلال عمل وطني لا يمكن
الهروب منه والتغاضي عنه ، وبنفس الوقت
فهي دعوة لكافة فئات الشعب العراقي
الذي أثبت تاريخه بأنه لا يرضى الضيم
ولا يسكت على الاحتلال .
وتتوجه
بنفس الوقت إلى التنظيمات السياسية
والحركات القومية والاجتماعية في
الوطن العربي وعلى ساحاته كافة أن
يساند المقاومة العراقية بكافة صنوف
المساندة والدعم والتأييد ، فإن
التاريخ يقف أمام منعطف خطير ، وان
العاملين في الحقول السياسية القومية
والاجتماعية لا يستطيعون أن يبرروا
للأجيال القادمة أنهم تركوا الشعب
العراقي وحيداً يعاني من تضميد جروحه ،
فمقاومة الاحتلال واجب قومي ودعم
المقاومة عمل قومي لابد منـه .
18
/ تموز / 2003
لجان
نصرة العراق في سورية
|