مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
دور
بريطانيا في
تمزيق العالم الإسلامي
بقلم:
مصطفى محمد الطحان
soutahhan@hotmail.com
نقلت
وكالات الأنباء أن رئيس الوزراء
البريطاني طوني بلير، استقبل ارييل
شارون استقبالا حارا ودعاه إلى الغداء
في 10 داوننغ ستريت قصر رئاسة الوزراء..
وذكرت الأنباء أن هذا الأمر قليلا ما
يحصل، وهو دليل على عمق العلاقات بين
بريطانيا واسرائيل.
هذا
الخبر.. ظهر أمامي كحادث واحد من سلسلة
أحداث.. امتزج فيها التبشير مع
التنصير، مع الاستعمار والاستغلال، مع
اسقاط دولة المسلمين العثمانية
واقتسام أراضيها ونهب ثرواتها، مع
قيام اسرائيل، مع محاربة الإسلام..
خريطة متشابكة من الأحداث الخطيرة.
لا
أعلم إن كانت شعوبنا.. وحتى بعض كتابنا
على علم بمجمل الصورة هذه.. وأجدني
مضطرا لإبراز هذه الحقائق.. ففي
ابرازها فائدة كبيرة تعيننا على فهم
الأحداث التي تجري اليوم في السياسات
الدولية.. والتي قد تتوه الأقلام
أحيانا في تحليلها.
المرحلة
الأولى – الحروب الصليبية
أجدني
مضطرا إلى تسمية الأمور بأسمائها.. فهي
صليبية دائمة ومستمرة..
ـ
بدأت مع الإنذار الذي وجهه نقفور
الصليبي عام 964م إلى الخليفة العباسي
في بغداد جاء فيه:
أن
الجيوش البريطانية لن تلبث أن تستولي
على العراق والشام ومصر، وأنه من الخير
للخليفة أن يعود إلى بلاد الحجاز..
ويترك ماعداها من البلاد لأصحابها
الأصليين.. ولقد هدد بهدم الكعبة، ونشر
المسيحية في الشرق والغرب(1).
أما
صاحب الكرك أرناط فقد جرّد حملة
صليبية، وأنشأ سفنا حملته ورجاله إلى
شاطئ الحجاز، ونزلوا عند ساحل ينبع على
البحر الأحمر.. وكان الهدف من هذه
الغزوة الحرم النبوي الشريف..
والاستيلاء على قبر النبي محمد صلى
الله عليه وسلم(2).
ـ
عام 1099م قاد جودفري أوف بويلون حملة
صليبية بناء على أمر مباشر من البابا..
استولى فيها على القدس.. وأقام فيها
دولة الصليب.. زاعما أنه جاء لتحرير
النصارى من اضطهاد المسلمين. ولقد
استشهد من المسلمين 70 ألفا وهم يدافعون
عن الأرض المقدسة.
ـ
وفي عام 1147م قاد لويس الرابع (ملك فرنسا)
وامبراطور ألمانيا (كونراد الثالث)..
حملة صليبية جديدة بقصد الاستيلاء على
دمشق.
ـ
وفي عام 1191م قاد امبراطور ألمانيا (فريدريك
الأول) و (فليب أغسطس) ملك فرنسا و (ريتشارد
قلب الأسد) ملك انكلترا حملة صليبية
استولوا فيها على ساحل بلاد الشام.
ـ
وفي عام 1215م خرجت حملة صليبية بتحريض
من البابا أنوسنت بهدف احتلال مصر.
ـ
وفي عام 1229م وبعد وفاة صلاح الدين
الأيوبي، قاد امبراطور ألمانيا حملة
جديدة بهدف السيطرة على فلسطين التي
حررها صلاح الدين في وقت سابق.
ـ
وفي عام 1271م حاول ملك فرنسا احتلال
تونس.. وحاول ملك بريطانيا احتلال عكا
في فلسطين.
ولقد
حفظت النصوص والوثائق مضامين رسمية
تثبت كيف أن خطة الاستيلاء على العالم
الإسلامي كانت أمرا متصلا لم تتوقف
أوروبا عن التفكير فيه والعمل له.
المرحلة
الثانية – مرحلة الاستعمار
أما
فرسان الاستعمار فهم فرنسا وروسيا
وإيطاليا واسبانيا وهولندا، وعلى رأس
هؤلاء جميعا تأتي بريطانيا.
ـ
أما فرنسا.. فقد بدأت بالحملة الفرنسية
على مصر عام (1798م) ثم الجزائر عام (1830م)
وتونس عام (1881م) والسنغال عام (1882م)
ومدغشقر عام (1882م) والمغرب عام (1911م)
وبعد الحرب العالمية الأولى احتلت
سوريا ولبنان.
ـ
أما الاستعمار الإيطالي.. فقد بدأ
باحتلال الصومال وأرتيريا عام (1887م)
وليبيا عام (1911م).
والاستعمار
الأسباني.. فقد احتل الريف المغربي عام
(1914م) ولم يكمل احتلاله إلا عام (1926م)
بعد هزيمة المجاهد عبد الكريم الخطابي.
ـ
والاستعمار الروسي.. الذي بدأ باحتلال
سيبيريا عام (1581م) ثم دولة استراخان عام
(1654م) ومناطق الاورال عام (1670م) وشبه
جزيرة القرم عام (1864م) وطشقند عام (1859م)
وبخارى وخيوه عام (1882م) والتركستان عام
(1884م).
ـ
والاستعمار الهولندي.. الذي احتل جاوه
عام (1621م) وسومطره عام (1874م).
ـ
وأخيرا الاستعمار البريطاني.. الذي
احتل البنغال والبنجاب
عام (1849م) ونيجيريا عام (1815م) ومصر عام
(1882م) والسودان عام (1898م ) والعراق عام
(1916م) والأردن وفلسطين عام (1918م)
وزنجبار عام (1870م) وقبرص عام (1878م).
المرحلة
الثالثة – المرحلة الغربية الصهيونية
ـ
بدأت هذه المرحلة بالمؤتمر الصهيوني
الأول الذي عقد في بال (سويسرا) عام 1897م
.. والذي قرر الاتصال بالسلطان
العثماني عبد الحميد خليفة المسلمين،
ليتنازل لهم عن قطعة من أرض فلسطين
يقيموا عليها بعض المستعمرات اليهودية..
ورفض السلطان عبد الحميد ذلك، وقال
لهرتزل رئيس المؤتمر الصهيوني: إن هذه
الأرض هي ملك للمسلمين.. ولا يمكنني أن
أشرّح جثتي قبل موتي.
ـ
عام 1898م عقد في نفس المكان المؤتمر
الصهيوني الثاني برئاسة هرتزل واتخذ
ثلاثة قرارات:
*
اسقاط السلطان عبد الحميد.
*
اسقاط الخلافة الإسلامية.
*
منع قيامها مستقبلا.
ومن
أجل ذلك دعت بريطانيا إلى مؤتمر سري
عقد في لندن عام 1905م.. حضرته جميع الدول
الاستعمارية وهي: انكلترا وفرنسا
وايطاليا واسبانيا والبرتغال وبلجيكا
وهولندا..
كان
هدف بريطانيا من عقد المؤتمر تشكيل
جبهة استعمارية من الدول الأوروبية
لمواجهة التوسع الاستعماري الألماني،
ولتحقيق بعض الأهداف التوسعية في
أفريقيا وآسيا.
شكل
المؤتمر لجنة عليا.. توالت اجتماعاتها
حتى عام 1907م، وأطلق عليها (لجنة كامبل).
اتخذت اللجنة قرارات بتوطيد الاستعمار
في المناطق التي تسيطر عليها الدول
المشتركة في المؤتمر. واستعرض المؤتمر
الأخطار التي قد تتعرض لها الدول
الاستعمارية وهي:
ـ
الدولة الإسلامية.. وقرروا العمل على
اسقاطها..
ـ
ومن أجل منع قيامها مستقبلا، رأوا أن
الخطر القادم إنما يكمن في المنطقة
العربية التي هي نقطة التقاء بين الشرق
والغرب.. وموطن أية صحوة اسلامية قادمة..
ولمواجهة هذا الخطر قرر المؤتمر زرع
اسرائيل بين افريقيا العربية وآسيا
العربية تكون حليفة للاستعمار الغربي..
وتوالت
مؤامرات الدول الاستعمارية..
ـ
في عام 1909م اسقطوا السلطان عبد الحميد
الحارس الأمين لدولة الخلافة الذي رفض
بيع فلسطين مقابل كل ذهب اليهود..
ـ
وفي عام 1914م أدخل حزب الاتحاد والترقي
الطوراني العلماني الدولة العثمانية
في الحـرب العالميـة الأولـى.. لتتفتت
إلـى قطع صغيرة متناثرة احتلتها الدول
الاستعمارية..
ـ
وفي عام 1916م تآمرت الدول الاستعمارية
على تقسيم المنطقة العربية والإسلامية
(سايكس – بيكو).. واستيلاء الدول
الإستعمارية عليها.
ـ
وفي عام 1917م تكرمت ملكة بريطانيا
بإعطاء فلسطين لليهود ليقيموا عليها
دولة اسرائيل (وعد
بلفور)، على أساس أن فلسطين بلد بلا شعب
وأن اليهود شعب بلا أرض.
ـ
وفي عام 1923م وقعوا معاهدة لوزان.. وهي
المعاهدة التي نصت على استبعاد
الإسلام من حياة الأمة المسلمة وتطبيق
العلمانية المعادية للدين في ديار
المسلمين..
ـ
وفي عام 1924م اسقطوا الخلافة..
ـ
وفي عام 1947م صدر قرار الأمم المتحدة
بإقامة اسرائيل على حساب فلسطين..
ـ
وفي عام 1948م
تشرد الفلسطينيون سكان الأرض الأصليين
إلى بلدان الشتات لاجئين تحت الخيام..
ـ
وباسم فلسطين قامت الانقلابات
العسكرية وقامت حكومات فرضت
الديكتاتورية تحت شعار لا حرية لأعداء
الشعب ولا صوت إلا صوت المعركة..
ويقصدون بالمعركة تحرير فلسطين..
وخاضت
هذه الدول حروب عام 1956م
و1967م و1973م
كانت نتيجتها:
مشروع
روجرز، ومؤامرة كامب ديفيد، وتوسيع
اسرائيل وتقويتها بحيث اصبحت الدولة
الكبرى الوحيدة في الشرق الأوسط..
ـ
وقامت حرب الخليج الأولى، وحرب الخليج
الثانية، التي شنت فيها العراق هجوما
على إيران بتحريض من أمريكا.. ثم هجوما
على الكويت بإغراء من امريكا.. كانت
نتيجتها أن أصبحت الأرض العربية موطئا
لاحتلال القوات الأمريكية وأصبحت بحار
العرب ميدانا لسفنها الحربية..
ـ
ثم كانت أحداث 11 سبتمبر 2001م والهجوم
على برجي التجارة العالمية في نيويورك
وعلى البنتاغون في واشنطن.. الأمر الذي
كانت تنتظره أمريكا لتعلن قرارا لا
رجعة فيه: هو موقف من اثنين إما مع
أمريكا أو مع الإرهاب. وتوضحت الصورة
أكثر.. فأصبح الإرهاب يعني الإسلام..
فأعلنوا جميعا الحرب على الإسلام
باعتباره الممثل الشرعي والوحيد
للإرهاب في العالم..
لم
يحاسب أحد أمريكا باعتبارها راعية
لهذه القوى المتطرفة التي تبنت
الأحداث.. وإنما حاسبوا الإسلام
واتهموه..
وسؤالنا
اليوم هو: كيف يكون الإسلام دين
الإرهاب؟ ومن ثم تنساح طلائعه في
العالم القديم في أقل من خمسين سنة.. ثم
تنحاز الشعوب في معظمها إلى الإسلام في
الجزيرة العربية، وبلاد فارس، وآسيا
الوسطى، وشبه القارة الهندية، وجنوب
شرق آسيا، ومصر، وأفريقيا شمالها
وغربها وشرقها..
قالوا:
بل اعتنقوا الإسلام بحد السيف.. هكذا
زعم الغرب والشرق وكل دول الاستكبار
العالمي، ولكن السيف ارتفع عن رقابهم..
فلماذا بقي المسلمون متمسكين بدينهم؟
لماذا
قاتل المسلمون في البوسنة بني جلدتهم
الصرب من أجل الإسلام..؟
أين
هو المسلم الذي ارتد عن الإسلام حيث لا
سيف فوق الأعناق؟
ما
الذي يغري المسلمين بالتمسك بالإسلام..
وبلاد المسلمين أكثر دول العالم فقرا
وتخلفا.. هل غير العقيدة التي استقرت في
القلوب ولن تنـزع منها أبدا..؟
يوم
سأل هرقل زعيم قريش آنذاك أبا سفيان عن
المسلمين.. سأله: هل يزيدون أم ينقصون؟
قال:
بل يزيدون.. قال هرقل: وكذلك أصحاب
الرسالات..كيف فهم هرقل.. ما لم يفهمه
المستر بوش يوم أعلنها حربا صليبية على
الإسلام.. وما لم تفهمه البارونة تاتشر
يوم قالت: عدونا الأخطر بعد سقوط
الشيوعية هو الإسلام.
يقولون
نحن لسنا ضد الإسلام.. ولكننا ضد
المتطرفين من المسلمين.. ونحن نسأل:
فلماذا إذن تطالبون بإعادة النظر في
القرآن وتعاليمه.. وبالتربية
الإسلامية وأهدافها.. وبالتشريع
الإسلامي وقوانينه.. وبالمدارس التي
تعلم الإسلام.. وتضيقون ذرعا حتى بصوت
المؤذن.. وحتى بحجاب المرأة المسلمة
الذي يجعلها حجابها متهمة فلا تدخل
مدرسة ولا جامعة ولا تقبل في وظيفة.. هل
حجاب المرأة المسلمة.. نوع من الإرهاب..
هل هذه الفتاة هي الإرهابية.. أم من
يستغل القوانين الظالمة لتشريدها
وإقصائها عن دورة الحياة؟
فتش
عن بريطانيا
وهكذا
يتضح أن دور بريطانيا في محاربة العالم
الإسلامي، وتفتيت وحدته، وتقسيم
أقطاره، واحتلال مناطقه، ونهب ثرواته..
دور أساسي وليس دورا ثانويا يختبئ تحت
عباءة الأمريكان.وإليك بعض الأمثلة:
أولا
– الثورة العربية الكبرى
وهي
الثورة التي استخدم فيها الإنكليز
الشريف حسين عن طريق عميلهم لورنس..
للإنقضاض على الدولة العثمانية
والإجهاز عليها. ولقد أغروا الشريف
حسين فوعدوه بتأسيس دولة عربية موحدة..
وتنصيبه ملكا عليها..
بدأت
الاتصالات بين الشريف حسين والإنكليز
في مصر منذ عام 1912م.. وعندما كتب كتشنر (وزير
الحربية البريطاني) للشريف حسين يطلب
منه الانضمام لبريطانيا في الحرب
العامة.. رد عليه الشريف بتاريخ (30/10/1914م)
بأن الحكومة البريطانية تعتبر في نظر
المسلمين ثاني دولة اسلامية كبيرة..
بناء على ذلك فإنه يسعدنا أن ننضم إلى
بريطانيا في حربها ضد الدولة
العثمانية.
لقد
أعطى هذا الاتفاق الإنكليز كل شيء كما
صرح بذلك كلوب باشا.. فما الذي أخذه
الشريف حسين مقابل ذلك؟
ـ
تفاهم الإنكليز مع الفرنسيين ووقعوا
معا اتفاقية سايكس – بيكو لاقتسام
المناطق العربية بينهما.
ـ
أعطوا لعبد الله بن الشريف حسين.. منطقة
الأردن لتكون مأوى للفلسطينيين الذين
سيطردون من فلسطين عند قيام اسرائيل.
ـ
احتلوا الشريط الساحلي من البصرة إلى
اليمن لظهور النفط فيه.
ـ
دخل الجنرال اللنبي إلى القدس عام 1918م..
وأعلن أمام القيادات الشعبية المقدسية
فقال: اليوم انتهت الحروب الصليبية.
ـ
استدعت بريطانيا الصهيوني هربرت
صاموئيل (12/4/1923م) وطلبت منه أن يكون
المندوب السامي في فلسطين.. مهمته
الأساسية تسليم البلد لليهود ليقيموا
عليها دولتهم اسرائيل.
ـ
وبدلاً من تنصيب الشريف حسين ملكا على
كل العرب.. حملته بارجة بريطانية إلى
قبرص ليعيش مشردا عن أهله وبلده.
ـ
ولم يكتف الإنكليز بهذا.. بل صمموا
الراية العربية التي هي راية البعث
اليوم، ليحولوا مسيرة الأمة المسلمة
إلى مسيرة قومية عربية علمانية تحارب
الإسلام.
ثانيا
– القضية الفلسطينية
تعتبر
بريطانيا هي المهندس الحقيقي لإنشاء
اسرائيل.. وتشريد الفلسطينيين.. وإضاعة
حقوقهم في بلادهم..
وماذا
يعني اعتذار وزير الخارجية البريطانية
جاك سترو عن ماضي بريطانيا
الإمبريالي، وماذا فعلت دولته
للفلسطينيين لتلافي هذه الخطيئة؟
أن
بريطانيا هي المسؤولة عن إنشاء الدولة
العبرية على أرض فلسطين التاريخية. لقد
تحدث وعد بلفور عن اليهود باعتبارهم
شعبا من دون الشعوب الأخرى، في حين
تعامل مع الفلسطينيين أصحاب الأرض
الذين يمثلون الأغلبية في فلسطين على
أنهم (غير اليهود). لقد سهلت الهجرة..
وسلحت العصابات اليهودية..
ان
إقامة بريطانيا للدولة العبرية إنما
كانت لأهداف استراتيجية، فهو الوسيلة
لمنع قيام دولة إسلامية أخرى بعد سقوط
الخلافة، ولتحجيم الدور المصري في
المنطقة.. كل ذلك قررته بريطانيا في
مؤتمر كامبل الذي عقد في لندن عام 1905م.
ومازالت
بريطانيا ومعها أمريكا.. تحمي الدولة
العبرية وتمدها بكل أسباب الحياة.. أما
الأسف الذي أبداه وزير الخارجية مؤخرا..
فهو من قبيل ذر الرماد في العيون لا
أكثر..
ثالثا
– قضية كشمير
وكما
فعلت في فلسطين.. فعلت في كشمير.. فقد
كان قرار الأمم المتحدة ينص على اجراء
استفتاء شعبي في ولايات الهند.. فمن
اختار الباكستان انضم إليها ومن اختار
الهند بقي فيها.. إلا كشمير.. فقد رفضت
الهند اجراء استفتاء فيها.. وهي مازالت
مع الهند على الرغم من أن معظم شعبها
مسلم.. وإذا كانت القرارات التي تريد
بريطانيا وأمريكا تنفيذها تضعها ضمن
قرارت الباب السابع الواجب التنفيذ..
أما إذا كانت قضية تخص المسلمين مثل
فلسطين وكشمير.. فالزمن كفيل بتحقيق
رغبة اليهود أو الهندوس.
رابعا
– قضية قبرص
وهي
تماثل قضية فلسطين بالتمام والكمال ..
ففلسطين كانت نسبة اليهود فيها 6٪
فقط.. فتحوا أبواب الهجرة لليهود..
وفتحوا أبواب التهجير للفلسطينيين..
وكذلك في قبرص، فتحوا أبواب الهجرة
لليونانيين، وأبواب التهجير للأتراك..
فأصبحت أغلبية سكان قبرص من
اليونانيين.. والمهندس الذي أشرف على
هذا التحول هو بريطانيا العظمى.
وأخيرا..
فأرجوا
أن لا ينظر أحد إلى التحركات
البريطانية الأخيرة.. على أنها دولة
مستسلمة للمارد الأمريكي، تسير في ظله
للحفاظ على بعض مصالحها..
كلا..
فهي بالتأكيد الدولة التي مزقت العالم
الإسلامي، وهيمنت على دوله، ومازالت
تمتص ثرواته.. وعندها من الأحقاد
التاريخية.. والقدرة على الكذب والخداع
الذي يجعلها في مقدمة أعداء المسلمين.
(1)
الحركة الصليبية- سعيد عاشور 1: 60.
(2)
المرجع السابق، ص- 78.
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|