الواقع
العربي تحت مسؤولية الحزب الشمولي
الواحد
عمان
ـ الرأي ـ اعتبر الرئيس السابق لمجلس
النواب السيد عبد الهادي المجالي
الاجتياح السلمي لقوات التحالف لبغداد
أنه مايزال ينطوي على (لغز) عسكري سياسي
حتى الآن، في الوقت الذي توقع فيه
سقوطاً دموياً مروعاً لبغداد خلال
أسبوعين على الأقل من قرار اجتياحها،
وقال (سقطت بغداد سلمياً بصورة مفاجئة
للجميع باستثناء الولايات المتحدة
وبريطانيا على وجه الخصوص، فلدى هاتين
الدولتين تفسير للأحجية).
وأعرب
المجالي في محاضرة حول الحرب على
العراق ألقاها أمس (13/4/2003) في الملتقى
الإعلامي للمركز الأردني للدراسات
والمعلومات عن ارتياحه كسياسي للسقوط
السلمي لبغداد معتبراً أن السقوط كان
لا بد منه من وجهة نظر عسكرية، ولكن بعد
حصد آلاف من الأرواح، سيما بين
المدنيين.
وتوقع
المجالي أن المنطقة ستمر بحقبة
تاريخية جديدة، وهي حقبة ستكون على
درجة عالية جداً من الخطورة على
الكثيرين، إن هم استمروا في إساءة فهم
السياسات الدولية الفاعلة التي تقودها
الولايات المتحدة، والتي يدعمها الغرب
كله انسجاماً مع لغة المصالح الغربية
في عالمنا العربي، فالذين يواصلون
منهج سياسات الحقب الأولى من القرن
الماضي، في الحديث عن القوميات
بشعارات تخلو حتى من مضامين معاني
كلماتها، سيواجههم مستقبل صعب للغاية،
بعد أن وطنوا النفوس على أن القوى
الكبرى يجب أن تخدمهم وترعاهم وتمد لهم
يد العون، وهكذا ودونما مقابل
أبداً، وفقط لمجرد سواد عيونهم.
وحمل المجالي النظام
السياسي العربي القائم على أساس الحزب
الشمولي الواحد، المسؤولية الكبرى في
كل ما آلت إليه الأمور في المشرق
العربي بخاصة، من هوان واحتلال ومذلة
وتشريد.
وقال (لقد غاب العقل عن
الأمة لأكثر من نصف قرن، واستبد بها
الطغاة الذين قذفوا شرفاء الأمة بأقذع
الأوصاف، فمن يهتف لهم ولبطولاتهم
الزائفة، هو وطني قومي شريف بالضرورة،
ومن فقط يناقش ما هم فيه من ضلال، هو
خائن، ورجعي وعميل،
فإن كان داخل حدودهم صفوه جسدياً
وضيقوا العيش على أقاربه حتى الدرجة
العاشرة. وإن كان خارج حدودهم، لاحقوه
إن كان فرداً، وحاكوا ضده المؤامرات إن
كان دولة أو نظاماً سياسياً).
وأضاف
(إن هذا الحال حيد شرفاء الأمة،
ووضعهم في ظروف لا يملكون معها حتى قول
كلمة الحق، فالشعوب المسكونة بوجع
القضية الفلسطينية وذكرى الاستعمار،
شعوب جاهزة لتصديق ادعاءات هؤلاء،
وحالها يقول إنها كالغريق الذي يأمل في
الفرج والنجاة بالإمساك ولو بقشة، وهو
يعرف سلفاً أنها مجرد قشة).
وتحدث
المجالي عن الحرب على العراق من زاوية
أردنية حيث قال (فمنذ اليوم الأول لدق
طبول الحرب، وكالعادة التي ألفناها في
الأردن عند كل أزمة عربية وكل منعطف،
أخذ الشارع الأردني يتابع بفضول كبير،
معلومات إعلامية وتصريحات صحفية
لمسؤولين كبار في العراق ولرموز عربية
في أكثر من قطر، تتحدث عن دور أردني في
الحرب ضد العراق، وبدأ التشكيك
والاتهام عبر المصادر ذاتها، لقد
استغل الحاسدون الذين تعودوا (الطخ) من
فوق أكتاف الأردن، ظروف الأزمة
والحرب، ولقد بدا أن استمرار هذا
المسلسل من التزوير، له هدف خسيس واحد،
فمن يقفون وراءه يعرفون أن معجزة
ربانية فقط هي التي يمكن أن تحقق
للعراق نصراً، ولقد أرادوا أن يسجل
التاريخ ظلماً وزوراً وافتراء، أن
الأردن الذي وضع مصيره في مهب الريح من
أجل العراق يوم فروا جميعاً ذات اليمين
وذات اليسار، أن هذا الأردن الشريف،
كان له دور في الحرب ضد العراق وشعبه
الشقيق).
|