مشاركات
هل
تستعيد الحركة
الطلابية
السورية دورها ؟
رجاء
الناصر
خلال العامين الماضيين شهدت
جامعة حلب والتي تضم مئات آلاف الطلبة
تحركات طلابية من اعتصامات واحتجاجات
وتظاهرات , بدأت باعتصامات من أجل
فلسطين والعراق , ولتشمل فيما بعد
مطالبات بمسائل داخلية ترتبط بالحريات
الديمقراطية , وصولاً إلى الاعتصام
الذي تم أواخر الشهر الماضي والذي جاء
تحت عنوان الاعتراض على المرسوم رقم
6/2004 الذي ألغى التعيين الحكمي لمن يرغب
من خريجي كليات الهندسة .
ومن اللافت للنظر أن هذه
التحركات الطلابية قد جوبهت بمحاولات
الاحتواء في البداية وممارسة الضغوط
الأمنية على نشطاء الحركة الطالبية ,
وصولاً إلى استخدام العنف الجسدي عبر
الاعتداء على الطلبة بالضرب المباشر
من قبل عناصر أمنية وعناصر حزب البعث
كما حدث في عملية قمع الاعتصام
التضامني مع العراق الذي امتد لأكثر من
أسبوعين متواصلين أبان العدوان
الأمريكي العام الماضي , أو عملية ضرب
الاعتصام الطلابي ذا المطالب المهنية
.... كما في الاعتصام الأخير .
الأوساط الأمنية والحزبية
تبدو مرعوبة من التحركات الطلابية ,
وهو ما يفسر استخدامها العنف الجسدي ,
ضد الطلبة والطالبات رغم أن إعدادهم في
جميع الاعتصامات لم يزد على بضعة مئات ,
ويمكن تفسير مظاهر الرعب السلطوي
بمجموعة من الأسباب في مقدمتها :
1- إنه ولسنوات طويلة تم
الأعتقاد بان السلطة وحزب البعث قد
تمكنا من مصادرة القطاع الطلابي , الذي
منع أي نشاط سياسي لغير حزب البعث
فيه, وشمل المنع أحزاب الجبهة
الوطنية التقدمية
التابعة لحزب البعث,حيث نص
ميثاقها على منع النشاط السياسي في
قطاع الطلبة فيماعدا حزب البعث كما
استخدمت جميع
وسائل التهديد والترغيب من اجل تبعيث
هذه القطاع ,عبر التشجيع على الانتساب
لحزب البعث من خلال إعطاء علامات
إضافية لعناصر البعث
والشبيبة في درجات الثانوية
العامة ,واستخدام
بيوت الطلبة لتوزيعها على المحا
سيب ,وتوزيع بطاقات الانتساب لحزب ضمن
أوراق الانتساب للجامعة0
2- آن الحركة الطلابية آلا
خيرة آخذت بعدا علنياً,تعدى
النشاط السري الذي كانت تقوم به
جماعات أصولية يجري
احتوائها بالعنف الصامت والاعتقال
الطويل اامدى ,وهي
لم تقتصر على نشطاء من قوى المعارضة
الديمقراطية الوطنية التقليدية اليسارية
والناصرية ,وانما شملت طلابا من أصول
البعثية ,ومن نشطاء الحزب السوري
القومي الاجتماعي ,وان من بين القيادات
الطلابية من هم أبناء مدرسين ومسؤولين
في قيادا ت وسطى لحزب البعث .
3-التحركات الطلابية شملت
طلابا من خلفيات سياسية متعددة من جهة ,ومستقلة
عن الأحزاب السياسية من جهة أخرى,وهو
ما أعطاها انطباعا عاما بالاستقلالية.وجعلها
موضع استقطاب لعدد كبير من الطلبة غير
مسيسين .
4-إرهاصات التحركات الطلابية
الراهنة تستحضر إلى أذهان المسؤولين,
تأثيرات الحركة الطالبية في
كثير من الدول التي انتقلت إلى
الديمقرطية عبر الحركة الشعبية
الشارعية ,حيث ساهمت الجامعة بدور كبير
في تلك الثورات الشعبية السلمية,كما
تستعيد إلى الأذهان مخزون النضال
الطلابي الذي سيطر على حركة الشارع
السوري ذاته في محطات مختلفة عبر
مقاومة الاحتلال الفرنسي وتحقيق
الاستقلال , وعبر مقاومة حكم
الديكتاتور الشيشكلي , وعبر
خوض معركة الوحدة , ومن ثم مقاومة
الانفصال عام
961 – 1966 .
التحركات الطالبية لا تزال في
بدايتها , ولكن المؤشرات كلها تؤكد على
أن هذه الحركة ستنتج حراكاً يضيف بعداً
أساسياً لحركة المثقفين الديمقراطيين
وقوى المعارضة الوطنية الديمقراطية ,
والأهم أنها ستنتج جيلاً آخر من القادة
يشكل حلقة اتصال مع القيادات الراهنة
التي أصبح معظمها في سنوات متقدمة من
العمر , وهو ما يعطي أملاً بالمستقبل .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|