مشاركات
اغتيال
ياسين والرنتيسي في أقل من شهر :
هوان أمة المليار وراء جرأة
الاحتلال الصهيوني وتبجح حليفه
الأمريكي
علي
الشامي
ـ في
إطار التعليق الفوري على اغتيال
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي حاولت
بعض الآراء ـ من خلال رؤية تبسيطية
لمجريات الأمور ـ الربط بين جرأة
السلطات الصهيونية في الإقدام على
تنفيذ الحادث الإجرامي ، وعدم قدرة (حماس)
على الإيفاء بوعدها في الانتقام لدم
الشهيد أحمد ياسين مؤسس الحركة خصوصا
وأن الحادث الأخير جاء بعد أقل من شهر
على الجريمة الأولى ، فيما حاولت آراء
أخرى اختزال المسألة بضعف الإجراءات
الأمنية المصاحبة لتحرك قيادات (حماس).
ـ
والحق أن جرأة قوات الاحتلال على المضي
قدما في سياسة التصفيات الجسدية
والإمعان في اغتيال رموز الفصائل
الفلسطينية ينبغي أن يناقش في إطار
أوسع يأخذ في الاعتبار الوضع الراهن
للأمتين العربية والإسلامية وحالة
الهوان والانكسار التي وصلت إليهما ..
وضعف ثقافتها المقاومة في المستويات
المختلفة الأمر الذي جعل أعداءها
مطمئنون إلى أن أفعالهم مهما بلغت حجما
من التحدي لن يتجاوز في أحسن الأحوال
الانفعالات الآنية المقرونة بفورة
الغضب ونبرة الخطابات الحماسية وهذا
الأمر لا يقتصر بالطبع على فلسطين وما
يجري فيها في الأمس القريب والبعيد
وإنما يصح على ما جرى من احتلال أمريكي
لأفغانستان ومن ثم العراق .. وينسحب على
موضوع مثل حظر لبس الحجاب على المسلمات
في المدارس والمؤسسات الرسمية بفرنسا..
ـ
ومؤكد أنه ما كان ل(شارون ) وخلفه أو
أمامه (بوش) ـ لا فرق ـ .. وبضوء أخضر أو
بدونه أن ينفذا فعلتهما وجرائمهما
المتلاحقة بحق الأمة لو عرفا أن
هذه الأمة ـ
الشعوب والحكام ـ لا يمكن أن تنام على
ضيم أو أن تسكت عن أمر يمس هيبتها
ووجودها ، لكنها وهي أشبه بجثة هامدة
لا تدرك ما يجري حولها من مؤامرات ، وما
يحاك ضدها من مكائد وإن أدركت ذلك فهي
لا تحرك ساكنا إزاءه ستكون محط أطماع
الطامعين واستهداف الأعداء
لهويتها وأرضها ومقدساتها
ووجودها ..
ـ
ولعله في ظل وجود الإدارة الأمريكية
الحالية المؤدلجة (التيار المسيحي
اليميني المتصهين ) ظهر أن حجم
الاستهتار بمشاعر الأمة ، واستفزازها
بصفاقة وصلف هو السائد وأمثلته كثيرة
بدءا من الحرب الضبابية على (الإرهاب)
مرورا بغزو أفغانستان والعراق ، أو
محاصرة العمل الخيري ، والتدخل في
مناهج التعليم وبرامج الإعلام في
العالم الإسلامي وانتهاء ـ وليس نهاية
المطاف ـ بإسقاط حق العودة لفلسطيني
الشتات .. وإن كان المتتبع الحصيف
لإحداث التاريخ المعاصر يدرك أن
المؤامرة على الأمة والاستخفاف بها في
العصر الحديث ليس بدعا وإنما يعود إلى
أكثر من قرن من الزمن مع اختلاف
الأساليب والوسائل والمظاهر ودرجاتها
من وقت لآخر .
ـ
وفي ظل اختلال الموازين بين قوة الخصم
المرتكزة على أرقى الأسلحة وأكثرها
تطورا وفتكا وبين ما لدى أمتنا
ـ دولا وجماعات مقاومة في فلسطين
والعراق ـ فإنه لن يكون مفيدا سوى أن
تعتصم الأخيرة بثقافة
المقاومة التي ترتكز على عدم الخنوع
والإذعان لشروط الخصم مهما طال الزمن
أو عزَت التضحيات ، وعلى تكاتف الشعوب
لنصرة قضاياها العادلة من خلال برامج
طويلة الأجل تربى عليها الأجيال وتعطى
لها الأولوية على مستوى نخبها
وأحزابها وجماعاتها بعيدا عن التأثر
الانفعالي اللحظي سواء في المناهج
الدراسية أو برامج الإعلام أو الإبداع
الأدبي أو في المحاضرات والخطب ،
والعمل الاجتماعي والطوعي الذي يرفد
جهد المقاومة في أوساطها المجتمعية ،
أو مقاطعة السلع التجارية الأمريكية
والصهيونية ، أو تنظيم المهرجانات
والمظاهرات الاحتجاجية ، والتصويت في
استطلاعات الرأي .. أما الأنظمة
فبإمكانها أن تفعل أكثر من ذلك بكثير
بانحيازها للخيارات الشعبية خصوصا
بعد أن اتضحت أوهام السلام المزعوم مع
الصهاينة والهجمة الأمريكية على
الأنظمة بما في ذلك التي كانت توصم ب(الحليفة)
لها .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|