آخر تحديث يوم الأربعاء 24 - 03 - 2004م

.....

هيئات واحزاب سورية تطالب تصفية

 آثار احداث القامشلي وتداعياتها

دمشق – المواطن

طالبت احزاب وجماعات اهلية سورية في بيان لها تصفية آثار احداث مدينة القامشلي الاخيرة وتداعياتها في المناطق السورية الاخرى، ولاسيما في دمشق وحلب، وأكدت الاحزاب والمنظمات السورية وبينها الاحزاب الكردية في سوريا، ان ما حدث "نتيجة لنهج السلطة السياسية في استمرار العمل بحالة الطوارئ والاحكام العرفية، وماترتب عليها من غياب لسلطة الدستور والقانون، تسببت في احتقانات سياسية واجتماعية يعيشها المجتمع السوري".

وقال البيان "ان الاحداث تحمل في بعض جوانبها دلالات عميقة على راهنة وجوب تفعيل المشروع الوطني الديمقراطي واحترام حقوق الانسان، والتأكيد على ان القضية الكردية، هي قضية وطنية بامتياز الى جانب حقوق الأشوريين (سريان وكلدان) وغيرهم" وأضاف "ان حل هذه القضايا، يشكل الضامن الاساسي لترسيخ الوحدة الوطنية والدفاع عن البلاد امام التهديدات الخارجية".

وصدر البيان بعد مشاورات قام بها وفد من نشطاء لجان احياء المجتمع المدني وجمعية حقوق الانسان في سوريا وكتاب وصحافيين سوريين الى مدينة القامشلي استمرت ثلاثة ايام، جرت خلالها مناقشة مع الجماعات السياسية والاهلية والرسمية في المحافظة حول الاحداث التي شهدتها المدينة مؤخراً وقتل وجرح خلالها عشرات السوريين، كما جرى تدمير ممتلكات عامة وخاصة اثناء تظاهرات قام بها أكراد احتجاجاً على سقوط قتلى وجرحى على خلفية مباراة كرة قدم بين فريقين سوريين.

وخلص البيان الذي كان بين موقعيه التجمع الوطني الديمقراطي المعارض الى "ادانة استخدام الرصاص الحي من قبل قوات الامن في معالجة الاحداث الاليمة التي وقعت في 12 آذار" و"ادانة كل سلوك يمس بالسيادة الوطنية ووحدة التراب الوطني"، و"ادانة الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة". وطالب البيان "بالافراج عن جميع المعتقلين واحالة من تثبت ادانته بعد التحقيق من قبل قضاء مدني الى القضاء لمحاكمته بصورة عادلة ووفق المعايير الدولية" و"رفع حالة الطوارئ والغاء الاحكام العرفية"، وأكد البيان تمسك الاطراف الموقعة عليه "بالسيادة الوطنية ووحدة التراب الوطني ورفضها الاستقواء بالقوى الخارجية".

وكان وفد لجان احياء المجتمع المدني جمعية حقوق الانسان في سوريا عاد الى العاصمة دمشق أمس بعد لقاءات عقدها في القامشلي، كان آخرها لقاء مع اللواء هشام بختيار مدير المخابرات العامة الذي اوفده الرئيس بشار الاسد الى القامشلي لمتابعة الاوضاع هناك والعمل على معالجتها، وقال اعضاء في الوفد الذي التقى محافظ الحسكة، انه أكد للمسؤولين الذين التقاهم ضرورة المضي في برنامج الاصلاح السياسي مساهمة في حل المشكلات القائمة، وتعزيزاً لموقف سوريا في مواجهة التحديات الخارجية وخصوصاً التهديدات الامريكية – الاسرائيلية.

وقالت مصادر في الوفد، ان انفراجات واضحة شهدتها القامشلي في خلال زيارة الوفد، حيث عقدت لقاءات مشتركة بين عرب وأكراد في المدينة نوقشت خلالها الاحداث وتداعياتها، وتعاهد الاطراف جميعاً على التهدئة، والتصدي لاي عمليات تصعيد او تحريض، فيما خففت السلطات من الاجراءات الامنية القليلة التي بقيت في المدينة، واطلقت سراح عدد من المعتقلين على خلفية الاحداث وسمحت بنقل بعض المصابين من جرحى الاحداث الى المشافي الخاصة لمعالجتهم، وصدرت وعود من الجهات الامنية بالاسراع في معالجة اوضاع ما بقي من المعتقلين.