صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 22 - 02 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

ننشر المقال التالي احترما لحرية الرأي مع بعض التحفظ على ما فيه، ونحن مذ كنا ضد عقلية البعد الواحد وأبيض وأسود فقط. ندعو الأخ صاحب المقال إلى مراجعة مواقفنا في سياقها العام دون أن ينسى أن مواقف النظام الذي يتفاوض الآن على تسليم رفات كوهين دون رفات أبناء حماة تطرح علينا وعليه الكثير الكثير من التساؤلات.

أسرة مركز الشرق العربي

هل تضيع قراءاتنا بين نفينا وإثباتنا وتشكيكنا

فائز البرازي

تعليقآ على المقالين المنشورين في ( رؤية ) بموقع / مركز الشرق العربي /

ـ بين النفي والإثبات .. هل يضيع الجولان . 29 / 1 / 2004

ـ  وزيرة المغتربين تتودد للصهاينة . 28 / 1 / 2004

أعتقد قبولكم ومعظم الجميع بالرأي الآخر حتى لو إختلف مع رأيكم . وفي البداية لا بد من توضيح وتحديد مرتكزين أساسيين :

الأول  : التأكيد على حرية المواطن بإبداء آراءه وإعلانها ، والتأكيد على حرية الفكر وحرية التعبير وحرية مشاركته في الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ، وتأكيد دوره في جميع المساهمات التي كفلها لـه الدستور وأساسيات حقوق الإنسان .

الثاني  : ضرورة إبتعادنا جميعآ عن الرؤى والطروحات السياسية المكبلة بفكرة محددة ، أو ايديولوجيا ما ، تعزل الآخر وترفضه . أو الرؤى والطروحات المستندة الى نظرة عدائية مسبقة .

ورأيي .. أن ما ورد في المقاليين المنوه عنهما ، يجافي النظرة الموضوعية الموسعة للأمور التي تحيط بجميع جزئيات الصورة والتحليل ، وتنظر للأمر وتحلله بمنظار أحكام مسبقة جاهزة ومختزنة في الوعـي وليس عليها سوى صبغ هذا الجزء من الصورة بها ، كما أكاد أعتقد .

وبالعودة الى ما ورد في المقالين ، اسمحوا لي أن أعيد قراءة وصياغة الأفكار الواردة فيهما حسب رؤيتي:

1-هناك دائمآ وعلى مر الأزمان ، وفي تشكلات المجتمعات والسلطات ، مقولة أعتقد ان من الصحيح الإرتكاز عليها في التحليل السياسي تقول : ( أن هناك ضرورات نظم ، وطموحات أمة ) . كما أن السياسة ليست علاقة حب وكره ، في السياسة ليس هناك عدو دائم إلا بقدر تضارب المبادئ والمصالح والحقوق . فمثلآ ان عداءنا لأمريكا ليس بكون أمريكا ذاتها ، أو بكونها الشيطان الأكبر ، بل لأن السياسة الأمريكية تتضارب في أهدافها ومرتكزاتها وإجراءاتها مع مصالحنا العربية . فإن زال هذا التضارب ، زال ذلك العداء . وهذا بوجه عام ودون الدخول في جدل بكون ذلك ممكن أو غير ممكن .

2- ان الإختلاف مع نظام ما وفي أمور كثيرة ، لا يمكن أن يكون دافعآ للتشكيك بوطنية النظام ، وتوجيه الإتهامات له بالإستسلام والركوع والتنازل و .. الى ما هناك من أوصاف جاهزة تنبع من احكام مسبقة، اذا ما اضطر هذا النظام الى الإنحناء لعاصفة أو لتجنيب البلاد كارثة . وفي الموقف السوري ، وفي ظل التفكك العربي ، وفي ظل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية ، وفـي ظل غياب قطب عالمي آخر فاعل يمكن الإتكاء عليه بالحدود الدنيا ، فإنني أقرأ الدبلوماسية السورية في هذا الزمن الدولي والعربي الردئ ، بشكل آخر يختلف عن قراءتكم له :

ففي المجال الإقليمي  :  وبعد 11 / سبتمبر ، وبعد التغول الأمريكي للسيطرة على النفط وعلى المنطقة وبالتالي السيطرة على العالم ، وبعد سقوط العراق بكارثة مغامرات السلطة فيها التي جلبت الدمار للشعب العراقي والعربي وفتحت الأبواب للثور الأمريكي اللاهث وراء الثروة والسيطرة. خلق واقع جغراسي جديد أدى الى فرض معطيات استراتيجية اقليمية جديدة في منطقة شرق المتوسط اكثر تجلياته حضور أمريكي في المنطقة مع ضوء أخضر لإسرائيل يحول دون حل للمشكلات والنزاعات ودون استقرار سياسي في المنطقة ويطلق سياسة التفرد في استهداف كل بلد ، خاصة مع غياب متطلبات وفاعليات الأمن القومي العربي .

فكان لا بد للدبلوماسية السورية من أن تستوعب الواقع السياسي الجديد في المنطقة وتتعامل معه لتجنب الدفع صوب الكارثة – التفرد الأمريكي في الإحتلال والهيمنة والتركيع – أو تأجيل حدوثها على الأقل . وبدأت الدبلوماسية السورية بإنعطاف حاد وخلق تفاهم وتقارب سوري – تركي لتوليد حوار استراتيجي لا حوار ضرورة كما نتمنى ، وكان الهدف منه خلق وقائع جديدة أهمها :

ــ  2  ــ

* فرض حالة من التحييد والتوازن على الأقل بين المحور السوري – التركي ، وبين المحور التركي- الإسرائيلي لدرء جهة من الضغوط التي تمارس على سوريا بوجود استراتيجية أمريكية –اسرائيلية للضغط والإكراه مستندة هذه الإستراتيجية على الواقع السياسي للمنطقة بعد سقوط بغداد .

* الإستفادة من الكمون والإهتزاز في العلاقة التركية – الأمريكية على خلفية احتلال العراق .

* بناء استراتيجية تعتمد على تبادل المصالح لتحسين الدور والوضع الإقليمي للطرفين السوري والتركي.

* محاولة خلق محور سوري – ايراني – تركي يقف في وجه الفدرالية العرقية الكردية في العـراق تحاشيآ لمشروع تقسيم العراق وإعاقة حصوله .

* ان يكون التفاهم السوري – التركي أحد العوامل الدافعة نحو تخفيف الضغوط الأمريكية على سـوريا وبقائها خارج فكي الكماشة . 

وعلى مستوى الصراع العربي – الإسرائيلي  :  أتساءل أولآ ..  لماذا لا يحق لنا كعرب أن نقوم بمناورات سياسية ودبلوماسية ( طالما بقيت خارج الفعل ) ؟ إن قمنا بها اتهمنا بالإستسلام ، وإن لم نقم بها وتحجرنا على شعاراتنا ، وصفنا بالقصور والتخلف الفكري والمراهقة السياسية . ألأننا لم نعتد الصراع الدبلوماسي واستغلال نقاط ضعف هامش المناورة لدى الآخر، أم لأننا اعتدنا على الثنائية العقلية في كل شيئ ؟ أبيض أو أسود ، الشيئ ونقيضه ، الحب والكره . إننا لم نر باقي الألوان ، ولا تعايش عقلنا مع الفضاء الرحب في المناورة والدهاء منذ معاوية وعمرو بن العاص وبقينا على مبدأ كل شيئ الآن أو لا شيئ خارج امتداد الزمن وظروفه وتبدلاته . فما هو غير ممكن اليوم سيصبح مع البقاء والعمل ممكنآ غدآ .

إن التناقض داخل الإدارة الأمريكية في أسلوب ادارة الصراع العربي الإسرائيلي ، وفي عام الإنتخابات الأمريكية ، وفي مأزق شارون الأخلاقي والسياسي على مستوى الداخل أو على المستوى الأمريكي أو الأوروبي أو العالمي ، يمنح الدبلوماسية السورية فرصة عدم منح تنازلات مؤلمة غير مقبولة لها ولا لشعبها ولا لمبادئها ، ويعطيها الفرصة لمناورة دبلوماسية كبيرة بوضع إسرائيل علـى المحك ، بإعلانها عن الإستعداد لبدء مفاوضات السلام سواء من حيث وصلت إليه أو نقطة الصفر . فشارون لن يوافق على هذا أو على ذاك . والمبادرات والمفاوضات والمعاهدات الفلسطينبة الإسرائيلية دليل على أن كلمة السلام ليس لها وجود في قاموس شارون السياسي أو في تركيبة عقله الإجرامي .

وعلى مستوى العلاقة السورية – الأمريكية  :  فإن هذه العلاقة تشهد منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي سياسة شد وجذب تتراوح بين المسار الطبيعي للعلاقــات الدولية ، وبين التوترات والجمود بما يقارب القطيعة . وهذا الأمر كان نتيجة تضارب المصالــــح أو تقاربها في نقاط كثيرة بعضها يخلق التضارب وبعضها يخلق التقارب وبعضها الجمود . وهذا لا يـزال مستمرآ حتى الآن مع الأخذ بعين الإعتبار الواقع العالمي الجديد وخاصة في شرق المتوسط وضمــن جنون القوة الأمريكية . وهذا يستدعي الآن أكثر من أي وقت مضى إعادة حسابات التوازن بين ضرورات الواقع وتطلعات الأمة .

وأخيـــرآ ..  لا بد أن أقول :  ان صيغة تعاقدية حوارية يجب أن تقوم بين السلطة وبين باقي التيارات السياسية المجتمعية في سوريا لخلق حالة أوسع وأعمق لمواجهة متطلبات التحدي الراهن ، والعودة الى طبيعية العلاقات المجتمعية في نسيج الدولة الواحد . 

هذه الصيغة تقوم على قبول الآخر وقبول مشاركته وقبول أفكاره وقبول حواره . لا بد من إشراك الجميع للدفاع عن الذات وعن الوطن وعن الأمة . وعلى المعارضة الوطنية الشريفة الإبتعاد عن أساليب التنافر والإتهامات والتشبث بالأنا ، وبممارستها سياسة النفس الطويل الذي يخلق الثقة والوثوق بين مختلــف الأطراف ، وإلا عدت دعواتها ومواثيقها وتطور مفاهيمها مجرد وسائل تكتيكية تسقط عند أول عقبة  أو موقف .السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ