|
"إبراهيم
حميدي" مراسل الحياة في دمشق رهن
الاعتقال
تناقلت
الصحف العربية خبر توقيف مراسل صحيفة
الحياة اللندنية في العاصمة السورية
إبراهيم حميدي يوم الجمعة في 27/12/2002،
بدعوى نشره أخباراً غير صحيحة، بما
يخالف أحكام قانون المطبوعات حسب ما
جاء في تصريح أدلى به مصدر إعلامي
لوكالة الأنباء السورية (سانا). وقال
المصدر الإعلامي (إنه تم توقيف مراسل
صحيفة الحياة بدمشق إبراهيم حميدي وهو
قيد التحقيق لنشره أخباراً غير صحيحة،
مخالفاً بذلك أحكام قانون المطبوعات
وخاصة المادة 51 منه وسيحال إلى القضاء
حسب الأصول).
وكان
نائب رئيس تحرير جريدة الحياة في اتصال
أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية
أعلن أن اعتقال حميدي جرى بسبب تقرير
إخباري له نشر في 20/12 يشير إلى
استعدادات لوجيستية سورية على الحدود
العراقية لاستقبال مليون لاجئ عراقي...
ولقد
مثل الزميل إبراهيم حميدي خلال فترة من
الزمن نافذة ضيقة لحرية العمل الصحفي
داخل سورية. وكانت مراسلاته إلى جريدة /
الحياة / معبراً من معابر الدعاية
السياسية المباشرة وغير المباشرة
لواقع الحرية السياسية والإعلامية في
سورية.
وإذا
كنا نتعاطف مع الزميل حميدي لأسباب
إنسانية بحتة، تنطلق من إيماننا بحقه
وحق كل مواطن عربي بالتعبير الحر،
وممارسة دوره في الحياة العامة، فإننا
نرى في اعتقاله من جهة أخرى تعميقاً
لمنهج النكوص إلى الوراء في عصر طار
فيه كل شيء إلى الأمام.
ولا
ندري إذا كان اعتقال الصحفيين
ومحاسبتهم على كل كلمة أو تقرير مازال
يتناسب مع عصر العولمة والفضائيات أم
أنه يتناسب مع نظام يطرح على رأس
أولوياته التطوير والتحديث ومحاربة
الفساد ؟!!
وسواء
صحت الإشارة التي اعتقل الزميل حميدي
بسببها أو لم تصح، فإن الأولى بمن
اعتقله أن يصحح له المعلومة من مصادر
أكثر مصداقية من تلك التي اعتمد عليها.
وربما يخيل للبعض أيضاً أن ( الرمانة )
ليست هي السبب في اعتقال الرجل، وإنما
وراء الأكمة ما وراءها.
نتمنى
للزميل حميدي الفرج العاجل القريب،
ليعود إلى مزاولة عمله بعيداً عن مظلة
الخوف والفزع التي تظلل حياة شعبنا
فتشل حركته، وتحد من طاقاته.
29/12/2002
|
