آخر تحديث يوم الأحد 11 - 04 - 2004م

.....

مشاركات

إعادة بناء الديمقراطية أم

إعادة النظر في الإسلام

أحمد القرشى 

نشرت مؤخراً بعض من تفاصيل المشروع الذي تقدم به نحو 30 عضواً بالكونجرس الأمريكي بشأن الديمقراطية في البلاد العربية .

أول ردة فعل يمكن تسجيلها لا يمكن إلا أن تتناول ثلاث مسائل :

الأولى / مسكينة هي الديمقراطية .

والثانية / مسكينة هي البلاد العربية .

أما الثالثة / ماذا بعد سيأتي من الولايات المتحدة الأمريكية ؟.

 لا أكتب رفضاً للديمقراطية ومجافاة لقيمها الإنسانية في العدالة والمساواة والكرامة لبني الإنسان فذلك هو أجمل ما نتمناه لكل إنسان وفي وطننا العربي بشكل خاص . أن ما دفعني للكتابة هو أن هذه البلاد العربية مسكينة فعلاً ؛ ها هي كل مشكلاتها تختصر أمريكيا في الدستور وضرورة النقل من الخبرة الأمريكية ... هذه الدول العربية لا تبدو الآن بأفضل حالا من الدول التي صُنعت . وكأن العرب لا ماضي ولا ثقافة ولا حضارة لهم .. أنهم محدثون يمكن أن يزرع في تربتهم أي شيء.

الإسلام الذي هو أهم مكونات ثقافتهم هو الآن في مرمى النيران الديمقراطية أليس لذلك صلة بعلاقة الدولة العربية بالإسلام وبعلاقة الحركات السياسية بالإسلام ؟! لقد شوهنا الإسلام في حياتنا وفي سياستنا الحاكمة والمعارضة .  أما الديمقراطية فمن الواضح أن هناك مشروعاً أمريكيا تمثل هي جزء منه . لذلك فأن المطالبة بفرض قيم ومؤسسات وتجارب وبُني لا يستهدف الإسلام والثقافة العربية فقط بل هو جزء من المشروع الكوني الأمريكي " العصر الأمريكي " . حقاً ماذا سيأتي بعد من الولايات المتحدة ؟ لم يكتف المشروع الأمريكي بتقديم الوصفات الملزمة بما يضمن أن يحكم العرب من الكونجرس بل بما يضمن تنفيذ المشروع الكوني الأمريكي . أن القادم هو التفاصيل الدقيقة حول الديمقراطية ، الإسلام ، العروبة ، السياسة ، الرئاسة وربما الألوان واللباس والأكل ؟! لكن إلا يحق لنا أن نساءل أنفسنا لماذا هذا ؟ لماذا الآن ؟ ليس هذا فقط لأن هذا هو عصر الهيمنة  الأمريكية بل أيضاً ، وهذا الأهم ، لأن هذا هو عصر التردى  والإنحطاط العربي بامتياز .