آخر تحديث يوم الأحد 05 - 10 - 2003م

.....

وصل إلى برق الشرق :

في زمن التردي :

حتى الهند استهترت بالعرب والمسلمين

أسامة البهلول ـ المغرب

       قبل اكثر من خمس سنوات تقريبا كتبنا وحللنا ورصدنا الخيوط والتحركات الخفية التي كانت تنسج في الخفاء بين الكيان الصهيوني والهند وأشرنا مرارا الى الغزل الخفي الذي كان يدور بين الكيانين على خلفية عداء الهند المستحكم للإسلام والمسلمين وعداء الصهاينة للعرب والإسلام , وطالبنا حكومات العرب ومسئوليهم بسرعة الرد على تلك التحركات المشبوهة ولو من باب إفهام حكومة الهند بان مصالحها حاليا وفي المستقبل هي مع العرب والمسلمين وليس مع كيان عنصري دخيل لا يتجاوز عدد أفراد العصابة المكونة له الخمسة ملايين نسمة , خاصة وان الهند ارتبطت بالعرب وقضاياهم وبالأخص منها قضية فلسطين منذ أيام زعيمها " جواهر لان نهرو " الذي كوّن مع الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر حركة عدم الانحياز ووقف مع العرب وقضاياهم دون تحفظ في كافة المحافل الدولية حتى وفاته .

     واذكر أنني شخصيا طالبت يومها في سلسلة من المقالات نشرت بالصحف المحلية بضرورة الضغط على حكومة الهند لقطع علاقتها المشبوهة مع الكيان الصهيوني من خلال التهديد بطرد شركاتها ومواطنيها المنتشرين كالجراد في كافة أوطان العرب يمتصون خيراتها وثرواتها مقابل بضاعة وخدمات تافهة كنا نأمل ان نساعد بها حكومة الهند لاستمرار وقوفها بجانب قضايانا المصيرية وعدم الارتماء في حضن بني صهيون .

       واليوم .. وبعد الزيارة التي دشنها الإرهابي شارون للهند والتي توّجت بالتوقيع على اتفاقية تشتري بموجبها الهند نظاما راداريا للإنذار المبكر من الكيان الصهيوني من نوعية ـ فالكون ـ بقيمة تزيد على المليار دولار , إضافة الى شرائها معدات وطائرات عسكرية صهيونية أخرى بمبالغ لم تعلن بعد , مع سماح حكومة الهند للصهاينة بتكثيف تحركات مخابراتهم في كل أنحاء الهند وخاصة في منطقة الحدود مع باكستان للتجسس على برنامجها النووي , بل ان بعض الأنباء أفادت ومنذ فترة بان الهند قد سمحت فعلا بتمركز عدد من الطائرات الصهيونية المقاتلة على أراضيها قرب الحدود الباكستانية للقيام بمهمة مهاجمة المفاعلات النووية الباكستانية اذا ما تقرر ضرب تلك المفاعلات .

       وهكذا قبلت الهند المرعوبة ـ دون مبررـ من تنامي قوة باكستان النووية والعسكرية على حدودها بالارتماء في حضن بني صهيون ضاربة عرض الحائط بكل علاقاتها التاريخية مع العرب والمسلمين إضافة الى مصالحها الاقتصادية الشاملة معهم متجاهلة وبشكل سافر أهمية هذه الأمة وثقلها وما كانت ولازالت تضخه من مال في خزائنها مقابل عمل شركاتها ومواطنيها في بلاد العرب والمسلمين .

  ان استهتار الهند بمصالح شركاتها ومواطنيها ومستقبل علاقتها في بلاد العرب والمسلمين وقبولها بوضع أيديها في أيدي الصهاينة الملطخة بدماء العرب والمسلمين لايمكن ان نقبل به , ولا يمكن ان نقبل شيئا للرد عليه اقل من سرعة  العمل على طرد كافة شركاتها ومواطنيها من كل وطن العرب ردا على الإهانة التي وجهتها لنا , والاستهتار الذي قابلت به صداقتنا وسخاءنا والذي وصل في مرحلة من المراحل الى  حد تفضيل شركاتها ومواطنيها على غيرهم رغم العلم بسوء إنتاجهم وخدماتهم

ونحن في انتظار الرد

05/10/2003