وصل
إلى برق الشرق :
المعركة
في العراق ما زالت في مرحلتها الاولى
واليقظة
والصمود جزء منها
لن تكون سورية مكسر عصا
الغزو وستصمد بالمصالحة الوطنية
والتعبئة العامة
لا لم تسقط بغداد .....كل
بغداد ...لا لم تنته المجابهة العسكرية
والشعبية الاولى للغزو الأمريكي
الهمجي ..
إن معركة مجابهة الغزو
الأمريكي للعراق طويلة ومعقدة ، وما لم
يتم فهم المعركة بهذه الرؤية فسيصيب
امتنا بالإحباط والخيبة
، إن مرحلة جديدة من الغزو
ستبدأ حتى قبل استكمال المجابهة
العسكرية الاولى والتي ما تزال جارية
حتى الآن .
وتتمثل هذه المرحلة بإقامة
سلطة عسكرية أمريكية مباشرة أو من وراء
ستار سلطة محلية عميلة . وهي سلطة غير
شرعية بكل المقاييس . ولن تقبل بها
الهيئات الاجتماعية والسياسية
العراقية رغم تعدد أطيافها السياسية
والاجتماعية ، وستوفر هذه المرحلة
الجديدة فرصة تشكيل هيئة وطنية
للتحرير الوطني يستعيد فيها العراق
وحدته الوطنية في الظروف المستجدة
وينظم جهوده المشتركة لمجابهة المرحلة
الثانية في الصراع مع الاحتلال .
أما الذين يؤكدون على حتمية
استكمال غزو العراق بغزو سورية فإنهم
ربما يكونوا قد وقعوا في تقدير خاطىء
للظروف والأسباب المدعاة أنها متشابهة
بين سورية والعراق منذ بضعة عقود كان
العراق فيها مستهدفا" باستمرار .
إن ما يهدد سورية الآن
الضغوطات السياسية والتهديدات
العسكرية الصادرة عن الولايات المتحدة
.إن لدى سورية تجارب ودروس في مجابهة
مثل هذه التهديدات وأبرزها كيفية
مجابهة الغزو الإسرائيلي والأطلسي
للبنان عام 1982 وامتداده حتى التحرير .
وحتى تستطيع سورية القيام
بذلك عليها الإمساك بالقضايا الرئيسية
إلي تشكل ترسانة الصمود الشعبي
والرسمي وهي المصالحة الوطنية
الحقيقية والتعبئة السياسية
والثقافية والمسلحة وتأمين متطلبات
الصمود المدني . إن صلابة الموقف
السوري رهن بتحرك القيادة السياسية
العليا لمخاطبة شعبها في هذه الأيام
العصيبة بلغة واضحة وشفافة كما عرفت
بها أخيرا" تؤكد نهج سورية المقبل في
مجابهة المستقبل وتجاوز الآم الماضي
وأسبابه السلبية ما لم نقل الحذر ،
لكنه حذر مطوي الآن ، ومنسي من اجل
المجابهة المشتركة .
وأخيرا" لا بد من التذكير
أننا كأمة نشأت وتكونت منذ التاريخ
القديم ، وكنا إطار وقوام الحضارات
الإنسانية القديمة والأديان السماوية
ومبشريها والتي حملت من بيئتنا
الاجتماعية والثقافية والجغرافية
ملامحها وهويتها وأسماءها ، ولم
يكن الغرب بعيدا" عن التأثر بها ،
فأديانه السماوية هي أدياننا ، لكنها
ليست الاولى بعد أن استخدم بعضها
لتبرير الحروب الصليبية والاستعمار
الحديث والاستيطان الصهيوني محاولا"
التحرر من مكنوننا الثقافي الراقد فيه
والارتداد عنه ، لكن امتنا بقيت دائما"
، أقوى مما كانت عليه قبل النكبات التي
أصابتها ، وستبقى بإذن الله إلى يوم
الدين لنكون عاملة وشاهدة على إنجاز
صورة المستقبل الأسمى لامتنا
وللإنسانية جمعاء
الجمعية
الأهلية لمناهضة الصهيونية ونصرة
فلسطين ـ سورية
12/4/2003
|