صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 21 - 07 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

إسرائيل الكبرى

علي أبو الفتوح/ مصر

لا أحد ينكر اليوم وبعد اتضاح جزء كبير من الخفايا والحقائق التي ترافقت مع الأحداث الخطيرة التي  شهدتها المنطقة العربية  خلال العقود الأخيرة ، أن الأحداث التي وقعت منذ قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين هي  أكبر بكثير مما يبدو ظاهريا، فلم تكن الحروب التي شنت فيها , والمؤامرات التي نفذت فيها والتي كانت آخرها تلك التي شنت ضد العراق , كانت كما تم الادعاء من أجل إخراج قوات دولة عربية احتلت دولة أخرى , أو من أجل الإستحواذ على نفط المنطقة , أو من أجل سواد عيون هذا أو ذاك من سكانها , أو من أجل تحقيق ما يزعمون عن السلام بين العرب والصهاينة على أسس قانونية وموضوعية تعيد الحق ـ أو على الأقل جزءا منه ـ إلى أصحابه , وهي الادعاءات التي تم الترويج لها على نطاق واسع ـ ولازالوا يفعلون ـ مع بعض العرب الذين صدّقوا ترهاتهم , وتوهموا أن ما يتم هو لصالح استتباب الأمن والسلام في ربوع المنطقة.

وعلى الرغم من كل التظليل والتعتيم الإعلامي والسياسي الذي تم لتنفيذ المخططات المعدة للمنطقة العربية على مدى العقود الماضية فقد أصبح في حكم المؤكد اليوم أن العرب أصبحوا جميعا يعرفون تماما أن كل ما تم على أرضهم خلال الحقب القليلة الماضية من حروب وفتن , ومن مؤامرات ودسائس أنهت أدوار حكام واستقدمت غيرهم وافتعلت بسببها حروباً  طاحنة أكلت الأخضر واليابس ,وأخرى للتظليل والتعمية  , هي في حقيقة الأمر جزء من ( المؤامرة اليهودية العالمية ) التي تستهدف في النهاية السيطرة ليس على المنطقة العربية فقط بل على العالم بكامله وتسخير كافة ما فيه من أجل خدمة أهدافهم الشريرة انطلاقا من اعتقادهم الأرعن بأنهم ـ شعب الله المختار ـ وأن كافة الجنس البشري يجب أن يكونوا خدما لهم باعتبارهم أدنى مرتبة من مكانتهم المزعومة , وهي المؤامرة التي أثبتت الأيام والأحداث أنها تتجاوز أبعادها وأخطارها أكثر بكثير تفكير الكثير من المسؤولين والقادة السياسيين في العالم , خاصة بعد أن نجح الصهاينة في إقناع العالم بأن الحديث عنها هو من المبالغات , إلى أن بدأت خلال السنوات الماضية معالم الصورة تتضح شيئا فشيئا أمام العالم , من خلال تصريحات أدلى  بها مسئولون صهاينة على رأسهم الإرهابي ـ ارئيل شارون ـ عن حلمهم في إقامة ـ دولة إسرائيل الكبرى ـ والتي ازداد الحديث عنها خلال السنوات القليلة الماضية , و توضّحت  صورتها بشكل أكبر عندما أعلن خلال الأسابيع القليلة الماضية اكثر من 170 عالما صهيونيا في علوم الآثار أن ـ ارض الميعاد ـ التي كانوا يعتقدون بأنها في فلسطين , هي ليست كذلك وإنما هي  في شمال العربية السعودية , وهي تشمل الأردن وجزءا كبيرا من أراضى السعودية وتحديدا وبشكل أخص ـ المدينة المنورة ـ التي ادّعوا أن بها أملاكاً يهودية لابد من استعادتها , استجابة لما تم الادعاء بأنه جاء في ـ التوراة ـ عن كل حبة تراب سار عليها أجدادهم أو أقاموا عليها سكنا .

وعلى الرغم من خطورة المؤامرة سواء تلك التي نفذت على مدى الحقب الطويلة الماضية واستحوذ بموجبها الصهاينة على أرض فلسطين بكاملها , أو تلك التي هي في الطريق بانتظار التنفيذ الذي لا يعلم سوى الخالق عزّ وجلّ متى سيتم تنفيذها لتصبح واقعا و إن كانت بعض بوادرها قد بدأت تلوح في الأفق وخاصة بعد الحربين المدمرتين اللتين شهدتهما منطقة الخليج العربي خلال العقد الأخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي

على الرغم من تلك الخطورة فإننا لازلنا نرى حكام العرب بعيدين تماما عن رؤية واستيعاب ما يحاك ضد أمتهم وعروبتهم ودينهم , مصرّين على تجاهل حقيقة أن المخطط لا يستهدف فقط أوطانا معينة على الخارطة العربية أو بلدانا بعينها تحت مزاعم مختلفة ومتنوعة , والتي وصلت إلى حد فرض الاحتلال المباشر عليها من قبل من أصبحوا ـ علنا ـ منفّذين لتلك المخططات الصهيونية , كما أنهم ـ أي الحكام العرب ـ لازالوا يصدّقون ما يزعم الصهاينة ومن أصبحوا تحت طوع بنانهم عن إمكانية تحقيق السلام في المنطقة , والذي كان من الواضح كما أصبح معروفا للجميع أنه سلام سيتم وفقا للشروط والأماني والمخططات الصهيونية بالكامل . 

21/07/2003السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ