آخر تحديث يوم الأحد 31 - 08 - 2003م

.....

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

إسرائيل الكبرى (3)

عواد احمد أبو خالد / الأردن

في فترة الستينيات من القرن الماضي كلّفت ولاية كاليفورينا الأمريكية عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ـ جاك تيني ـ لإعداد تقرير مفصل عما بدا يومها كقوة خفية لا أحد يعرف عنها شيئا سيطرت على اقتصاد الولاية بكاملها , وبعد بحث وتحريات صحبة فريق كلف بقيادته , اكتشف ـ تيني ـ الحقيقة  وهي أن اللوبي اليهودي في الولاية فرض سيطرته وهيمنته ليس فقط على اقتصاد تلك الولاية وحدها , وإنما على كافة ولايات أمريكا الخمسين , ومن هنا أعد كتابا اختار له عنوانا( الاخوة الزائفة ) والذي وبمجرد نزوله إلى مكتبات الولاية سارع اليهود لشراء وإتلاف كافة النسخ التي تم العثور عليها , ولم تسلم من عملية الإتلاف  تلك سوى بضع نسخ ناذرة تسرّبت إلى بعض المهتمين , ولم يكتفي اليهود بما فعلوه بالكتاب فقط , بل بادروا لتنظيم مؤامرة استهدفت اغتيال مؤلف الكتاب نفسه خرج منها مشلولا.

   وجاء في مقدمة ذلك الكتاب إنذار صريح وواضح قال فيه ـ جاك تيني ـ :  ( أن هذا الكتاب ليس إلا صرخة لأبناء الولايات المتحدة والغرب والعالم أجمع يحذرهم من الصهيونية التي تسعى للسيطرة على البلاد وتغيير معالمها وتدمير الأمم والقضاء على كافة الأديان ) , مضيفا (أنها القوى الصهيونية الخفية التي ورّطت أمريكا في الحروب العالمية والحروب الفرعية الأخرى  وهي القوى الصهيونية التي ستكون السبب في حرب عالمية ثالثة لإخضاع الدول العربية لإسرائيل وجعلها دويلات قزمه تدور في فلكها ) , وحذر الكاتب صراحة بأن العالم يندفع بسرعة إلى الهاوية , تقوده إلى ذلك ( مطامع بشرية تتاجر بخرافات ونبوءات واعتقادات حذرت منها الكتب السماوية )  .

 ولاحظ أن هذا الكتاب صدر في فترة الستينيات من القرن الماضي , أي قبل حرب العام 1967م  , وحرب الخليج الثانية والثالثة , وما بينها من حروب ومؤامرات استهدفت الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين في كل مكان ,كما ان الكتاب كان صرخة مدوية حذرت العالم كله وعلى رأسهم العرب والمسلمون من ان الصهيونية العالمية لا تعمل فقط على السيطرة على الولايات المتحدة وتسخير كافة إمكانياتها لتحقيق أهدافها الخفية في السيطرة على العالم بكامله فقط ,بل وتسخير شعب تلك الدولة بكل ملايينه البشرية وملياراته المادية ليكونوا في خدمة مخطط الهيمنة على العالم , وتحقيق الأطماع التي يؤمنون بها , تحت زعم انهم وحدهم من بين جميع شعوب الأرض هم ـ الشعب المختار ـ الذي اختصه الله ـ حسب زعمهم المريض ـ ليس فقط ـ بالتسيّد ـ على العالم وشعوبه , وإنما بجعل من يتبقى من البشر على قيد الحياة خدما وعبيدا لبني صهيون .

    لقد كانت هناك أصوات تصرخ من مغبة السكوت عما كان يجرى منذ أمد بعيد , وكان هناك حديث علني بان الاستهدافات الصهيونية تتجاوز حدود المكان الذي فرضت فيه نفسها بالقوة والمؤامرات على تراب فلسطين , غير أن أحدا ـ للأسف ـ لم يشأ أن يصدق كل ما قيل وذكر حتى عندما كان اليهود الصهاينة يلاحقون الكتب التي تكشف حقيقة أهدافهم ونواياهم , وحتى وهم يلاحقون من كتب تلك الكتب بالتصفية والاغتيالات الجسدية ,وملاحقة أي كتاب يشير إلى تلك الحقائق , وهاهي النتائج اليوم ماثلة أمام العيان , بعد أن اصبح بني صهيون هم المحرّكون لكل ما يحدث في هذا العالم من مؤامرات ودسائس وفتن هدفها تدمير الشعوب بالحروب والدمار والخراب .

31 / 08 / 2003