كيف
ينظر خبراء الصهاينة
إلى
العمليات الاستشهادية
المناهضة*
اعتبر بعض خبراء العدو
الصهيوني أن ظاهرة العمليات
الاستشهادية هي إحدى أخطر مظاهر
الإرهاب الفلسطيني و وهو إرهاب ذو
اتجاهين الأول نحو الأبرياء الصهاينة !
والثاني نحو الإرهابي ذاته وهي تعبير
عن :
1ـ تصفية النفس لأسباب
الضائقة المالية .
2ـ تعبير عن الاختفاء وراء
أشخاص يرسلون إلى حتفهم خشية من
الانكشاف والاعتقال .
3ـ
نظرة دينية للتقرب من الله .
4ـ
كون " الانتحاريين " من هوامش
المجتمع ويريدون تحقيق درجة من
الاعتراف المعنوي بهم .
ويقول الدكتور " ماتي
شتانبرغ " أن أول عملية استشهادية
جاءت على خلفية مؤتمر مدريد ومحادثات
واشنطن 1992 . وعلى أيدي منظمات أصولية ,
وإنها تسارعت بشكل ملحوظ إثر إبرام "
اتفاقية أوسلو " وازداد هذا التسارع
بعد مذبحة الخليل , ويقول " إيهود
يعاري "أن هذه العمليات تبلورت
وتعلمها الفلسطينيون على يد حزب الله
في لبنان .
ويؤكد " شتانبرغ " أن
التنظيمات الفلسطينية لم تتبع أسلوب
العمليات الانتحارية بمعنى التأكد من
الموت 100% , صحيح أنهم أتبعوا أسلوباً
ينطوي على درجة عالية من المخاطرة ,
لكنهم لم يتبعوا أسلوباً انتحارياً
مائة بالمائة .
لكن هذا التحليل للدكتور
شتانبرغ يتناقض مع تحليل آخر للدكتور
" إبراهام سيلع " الذي يقول فيه :
في سنوات السبعينات تمّ إرسال أفراد
والحزام الناسف على أجسادهم , وقد
فجروها وقت لم يعد لديهم خياراً لآخر ,
عندما تبدى لهم أن عمليات المساومة
أوشكت على الفشل . والمهم وما يعنينا هو
أنهم وقبل إرسالهم , كانوا يقومون
بتصويرهم وكتابة وصاياهم . والإعلام
الذي يعقب هذه العمليات يشير إلى أن
هؤلاء الشهداء قاموا بذلك من أجل الله
والنضال الوطني .
مع هذه التوصيفات للعمليات
الاستشهادية أضطر رؤساء الكيان
الصهيوني للاعتراف أن لا شيء يقف أمام
استشهادي يرغب بالموت , ورغم محاولات
الاستخفاف بقيمتها المعنوية
والأخلاقية إلا أنها لاقت ترحيباً من
الوسط العربي والإسلامي الذي رأى فيها
"سلاح الرعب الموازي والرادع
للإرهاب الصهيوني " .
إن محاولة الصهاينة ومعهم
الأمريكان لمواجهة العمليات
الاستشهادية أخذت ثلاثة أبعاد :
الأول : التقليل من قيمتها
المعنوية والأخلاقية كمل رأينا في
تحليلات شتانبرغ .
الثاني : محاولة إدانتها من
المصدر من خلال الضغط على وعاظ
السلاطين في الدول العربية لإدانتها
واعتبارها مجرد انتحار آثم .
الثالث : مواجهتها بعنف عبر
تدمير بيوت أهالي الاستشهاديين
واعتقال ذويهم وملاحقة قادتهم .
لكن هذه الحرب أثبتت فشلها
فقد تبين أن معظم الاستشهاديين من ذوي
الأوضاع الاجتماعية المقبولة ومن طلبة
الجامعات وخصوصاً الكليات العلمية .
كما أن وعاظ السلاطين الذين جرءوا على
إدانة هذه العمليات نُبذوا من
مجتمعاتهم , واعتبروا مجرد عملاء لا
علماء , وصدرت فتاوى من علماء أتقياء
باعتبار هذا النوع من الجهاد يشكل أرقى
حالات الاستشهاد المشروع .
*
نشرة غير دورية تصدر عن الجمعية
الأهلية لمناهضة الصهيونية العدد /5/ 2003
|