آخر تحديث يوم الأربعاء 28 - 01 - 2004م

.....

مشاركات

إسرائيل الكبرى 21

تحقيق الجزء الأول من المخطط

عواد أحمد أبو خالد / الأردن

رأينا في الحلقات السابقة كيف تعمل الصهيونية العالمية للسيطرة على مصير العالم بشكل عام , وعلى الولايات المتحدة بشكل خاص حتى تتمكن من تنفيذ مخططها الإجرامي المعلن لإنشاء ما تسميّه بدولة ـ إسرائيل الكبرى ـ بعد القضاء على قوة وفعالية كافة الدول الأخرى وخاصة منها تلك التي اصطلح على تسميتها بالدول العظمى , وهو هدف حققت الصهيونية العالمية جزأه الأول من خلال التمكن من إسقاط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي السابق , وكل المنظومة التي كانت تسانده وتشكل معه ثقلا دوليا كان يوازي في فترة من الفترات الثقل الدولي المقابل والمتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية .

واليوم تسعى الصهيونية العالمية لتحقيق الفصل الثاني من مخططها والذي يستهدف هذه المرة إسقاط القطب الدولي الثاني وهو الولايات المتحدة الأمريكية , وقد لجأت الصهيونية العالمية في تعاملها مع هذا الهدف على العمل للسيطرة على كافة اقتصاديات هذه الدولة والتحكم في مفاصل النمو الاقتصادي فيها من جهة , ومن جهة أخرى العمل على توريطها وعلى أوسع نطاق ممكن في أتون معارك وحروب خارجية من شأنها القضاء على ما يتبقى من مقومات اقتصادها وقوتها العسكرية معا .

وقد تفطن بعض الأمريكيين ومنذ وقت مبكر للأساليب الصهيونية التي تستهدف السيطرة على الاقتصاد الأمريكي , فقد كتب / جون .ف.هيلان / وهو سياسي واقتصادي أمريكي شهير عاش في بداية القرن الماضي ,  في مقالة نشرها بتاريخ 24 من شهر الصيف عام  1924(ف) يقول :(إن ـ  وول استريت ـ هو مقر للمشاريع والمؤامرات السياسية والمالية للسيطرة على كل شئ من خبز الناس الذي يأكلون إلى ملابسهم التي يلبسون,  ففيه لا يعبأ أصحاب المصارف الدولية بأي شئ , وحيث  يتضاعف الذهب في مخازن القلة المسيطرة عليه , وقادته والمتحكمين فيه هم الذين يحركون قادة الأحزاب , ويختارون  المرشحين لوظائف الدولة , ويستغلون جيش الولايات المتحدة وأسطولها لتحقيق أهدافهم الشخصية ومطامعهم الذاتية ) و / وول استريت / اليوم هو سوق المبادلات النقدية وشراء الأسهم - البورصة - في نيويورك , ويسيطر عليه اليهود بالكامل .

وفي مناسبة أخرى صرح / جون ف. هيلان / في مدينة شيكاغو الأمريكية بعد ذلك بسنوات قليلة  قائلا : (إن الخطر على جمهوريتنا هو ـ الحكومة الخفية ـ المكونة من اليهود  في / وول استريت / والتي أصبحت  كالأخطبوط بعد أن  التف نشاطها على كل مدينة وولاية وقيادة , هذا الأخطبوط  مكوّن من مجموعة صغيرة قوية من أرباب المصارف اليهود يعرفون عموما باسم ـ أصحاب المصارف العالمية ـ  وهم الذين يسيّرون حكومتنا لغاياتهم الأنانية).

وفي محاولة مبكرة  لكشف نشاطات الأخطبوط الصهيوني في الولايات المتحدة اصدر ـ هنري فورد ـ في عام 1921(ف) كتابه الشهير ( اليهودي العالمي ) الذي سجل فيه صورا مرعبة عن نشاطات اليهود المشبوهة في الولايات المتحدة ودورهم في التحكم في آليات الاقتصاد والسياسية والدفاع لتسخير كل ذلك لصالح هدفهم البعيد المدى , ويتساءل الكاتب في الجزء الثاني من كتابه :

(كم عدد اليهود في الولايات المتحدة؟ لا أمريكي واحد يعرف العدد ,  ومن الصعوبة بمكان أن يحصل شخص واحد على إذن دخول إلى الولايات المتحدة إذا كان ألمانيا أو روسيا أو من أي جنسية أخرى , بيد أن اليهود يدخلون بالآلاف دونما عقبات تعترض طريقهم , وخلافا للقوانين المرعبة ,  كأنه جيش متحرك أنجز مهمته في أوروبا بإخضاع تلك القارة ونقل أعماله إلى أمريكا).

وكشف الكتاب الدور اليهودي الصهيوني في نشوب الحروب في العالم وقال : (ضع يدك على الخمسين الأكثر ثراء بين المموّلين اليهود الذين يدبّرون الحروب ابتغاء الربح وسوف تتوقف الحروب) وأما عن التغلغل اليهودي اليوم في القطاع العسكري والسياسي فان الأمثلة التي ذكرها النائب الأمريكي/ بول فندلى/  في كتابه (من يجرؤ على الكلام) تبين بوضوح قوة اللوبي الصهيوني وأثره الخطير على سياسات أمريكا الداخلية والخارجية والتي تتركز بشكل أساسي على توريط أمريكا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام في حروب لا تنتهي لاستنزاف ثرواتهم وأبنائهم معا حتى تتاح الفرصة لهم في نهاية المطاف لتوجيه ضربتهم النهائية والاستحواذ عليهما وعلى العالم كله .

ـ  يتبع ـ