آخر تحديث يوم الثلاثاء 08 - 07 - 2003م

.....

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

الكارثة فوق برميل بارود

د. ناصر عابدين ـ مصر

مهما كانت الذرائع التي يتلقى وراءها التدخل العسكري الأمريكي البريطاني في العراق فإنها لا تستطيع تجميل صورة هذا التدخل أو التستر على طبيعته العدوانية وعلى هذا الغزو المباشر بما يمثل من احتلال لآبار النفط العربية من جهة ومن تحضير لشن عدوان آخر على بلد عربي من جهة أخري وسواء كانت مخاوف المستعينين بالقوات الأمريكية البريطانية صحيحة أم في غير محلها فإنها لا تستطيع إنكار أن الاستعانة بأجنبي عدو ضد شقيق عربي تمثل سابقة خطيرة في العلاقات العربية العربية لأنها فتحت أبواب الوطن العربي أمام غزوات استعمارية جديدة بحجة حماية العرب من بعضهم البعض و النتيجة دائماً تكون فرض الهيمنة الاستعمارية ليس فقط على الثروات العربية و إنما أيضاً على القرار العربي وما تم بقمتي شرم الشيخ و العقبة خير دليل على ذلك فلقد فرضت أمريكا نفسها وصية على قرار العديد من أصدقائها العرب سواء عن طريق الهيمنة السياسية أو عن طريق الهيمنة الاقتصادية ويبدو أنها ترى الآن أن اللحظة مناسبة لفرض هيمنتها العسكرية بشكل مباشر فهؤلاء الجنود القادمون بأعداد كبيرة إلى الأرض المتطورة وعشرات السفن المدمرة وحاملات الطائرات لن يكتفوا فقط باحتلال العراق بل سيعملون على إبقاء حالة التوتر قائمة باستمرار في المنطقة لتبقى المخاوف العربية التي استعانت بهم قائمة أيضاً ولتبقى المنطقة العربية فوق برميل بارود الخسارة في انفجاره أولا وأخيراً عربية

8 / 7 / 2003