صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 17 - 12 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

الخوف والتقيَّة في

الديموقراطية العربيّة !

مصباح الغفري

للخوف أيضاً نهاية

لا النهاية السعيدة ... لا

بل أيضاً نهاية القدرة على الخوف

يصل الخائف إلى نهاية الخوف

وبجنون هادىء يطلع من الإختباء ، كاشفاً صدره وظهره

ماشياً في عرض الطريق

يخرج إلى القتلة الذين ينتظرونه

( أنسي الحاج )

حدثنا أبو يسار الدمشقي قال :

هل أتاك حديث حقوق الإنسان ، في جمهوكيّة [1] سجستان ؟  هذه الحقوق تختلف بين أبناء المسؤولين ، وأبناء الفقراء والمساكين . أما الديموقراطية والحريات ، فهي تحت رعاية الجنرالات ، وأجهزة الأمن والمخابرات ، فلا مجال للفوضى في دولة الحزب والمؤسسات .

إستيراد الديموقراطية من كبريات الكبائر الثلاث ، ولماذا نستورد ولدينا التراث ؟ لا نقبل بديموقراطية لا تنبع من أرضنا المعطاء ، كما ينبع النفط من الصحراء . فهذا زمان الكتمان والتقيّة ، ومعناها الكذب باللغة العربية . وأكاذيبنا كلها بيضاء ، بلون الماء ، لكنها  تفتقر إلى النباهة والذكاء!

السلطة في بلادنا دائماً على حق ، فلماذا العلاك والنق ؟

فمن حق قائد المسيرة ، أن يتركنا ننام على الحصيرة . ومن حقه حفظه الله ذخراً للوطن ، أن يختار لنا نوع الآفات والمحن ‍! وإذا تحدث إلى جريدة أميركية ، فمن حقه أن لا نعرف ما قاله كاملاً بالعربية ، لأسباب أمنية ! فهو في سباق مع المعارضين ، للفوز برضى الوشاة والمُخبرين . وفي مناقصات الظرف المختوم ، لا بد من " المعلوم " ، فافهم يا منظوم !

القضيّة يا أخي العربي في أيدٍ أمينة ، تدافع عنها بهمّة وعزيمة . ومن معركة صفين ، إلى اغتصاب فلسطين ، قياداتنا التاريخية تحرز النصر المُبين  . و لا يشكّ فيما  أقول ، إلا كل مسطول !

إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى ، وأن لا تتعرّضَ للرفس واللبط من أبناء أمّ  الكذا .

فعليك أن تتمسك بما قاله الأستاذ نظيم الموصللي رحمه الله ، وجعل الجنة مثواه :

أكتم ثلاثاً : ذهَبَك ، وذهابَك ، ومَذهَبَك " !

وليس مثلنا والحمد لله  في حفظ الأسرار ، لكأن المواطن بئر بلا قرار ! أعرف مناضلاً من المعارضين ، كتم حبه للحاكمين ، عشرات السنين . متمسكاً بالحديث الشريف :

 " من أحبَّ  فعَفّ  فمات ، مات شهيداً "

ومع أنه لم يمت حتى الآن ، إلا أنه شهيد الحب والكتمان  !

نحن الخائفين العرب ، عمالاً وفلاحين ، تجاراً ومثقفين ، دكاترة وأميين ، حكاماً ومحكومين ، ألسنا نشكل من الشعب نسبة التسعة والتسعين ؟

وإذا كان ذلك كذلك أيها السمّار ، فعلام الإنتظار ؟

لو شكلنا حزباً ونحن الأكثرية ، لكنا أكثر الأحزاب جماهيرية ، ولفزنا في أي انتخابات ديموقراطية .  فالخوف كالموت عادل ، يصيب العالم والجاهل ، والمقاول والمناضل .

وأنشد :

صَبراً وإن مَلّت  الأسيافُ  أغمِدَةً      إن الأمين على العُقبى لَصَبّارُ

السابق


[1]  ـ  جمهوكيّة  ، كلمة منحوتة من كلمتي جمهورية وملكية ، وتلفظ جماهيكيّة في ليبيا ،  كما ورد في أساس البلاغة  لنعسان آغا الزمخشري غفر الله له بعد أن يتوفاه .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ