آخر تحديث يوم الأربعاء 13 - 08 - 2003م

.....

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

خيار العرب الأخير

محمد جمعة

هل نتُهم بالتشاؤم إذا قلنا أن الخيارات العربية المحدودة أصلاً ، قد أصبحت اليوم وتزامناً مع التحولات الثورية العميقة التي شهدها عالمنا خلال السنوات القليلة الماضية . أكثر محدودية وضيقاً ؟.. أغلب الظن أن الحالة المزرية التي يعيشها العرب في هذه الف ترة لا تسمح بتوجيه هكذا نوع من التهم لان ما يرزح تحته الحاضر العربي في أي مستوي من مستويات التشاؤم والسوداوية التي تعوّد المراقبون والمحللون التلويح بها في سياسة تحذيرهم من حالة التدهور والانزلاق التي إرتهن  لها العرب طوال العقود الأخيرة من تاريخهم المعاصر لقد فقد العرب كل فرص الاختيار .. ذلك انهم قرروا منذ البداية تجاهل النذر التي تجمعتْ في أفق مستقبلهم القريب .. تجاهلوا الخطر الطارئ الذي ظهر على سطح جغرافيتهما منذ اكثر من خمسين عاماً .. حتى تورم الخطر الطارئ  واصبح واقعاً شاذا قلب ملامح حياتهم و أعاد صياغة أسس وجودهم ...

همّشوا المشروع الوحدوي حاصروه في دائرة النظريات والمجالات الفكرية العقيمة ، حتى نجحوا بتفوق منقطع النظير في إفشال كل محاولات الوحدة التي ناضل من اجلها مخلصو هذه الأمة وثوارها .

العرب فقط نجحوا في نصب الكمائن لبعضهم ، وتضخيم العداء والحساسية الملتهبة عبر الحدود المدججة بالأسلاك الكهربائية والدبابات المتحفزة والجنود  الغاضبين أبداً لأسباب معلومة وغير معلومة .. ومن وسط هذا الغبار الأسود الكثيف الذي يعانق الواقع العربي .. ينبثق السؤال الذي يفرضه الانحياز لمستقبل البراعم الغضة  التي لم تنبت بعد في حقل الرماد والانحطاط والهزيمة العربية :- هل هناك أمل ..؟! .. والجواب دون تشاؤم ودون تفاؤل – نعم مازالت في سماء العرب المدلهمة تضئ طاقة من الدور والأمل  في النجاة من هذا الطوفان الهادر الذي يهدد المنطقة من أقصى الخليج إلى المغرب الأقصى .. مازال رهان أفريقيا التي طالما احتوت جوع وخوف العرب منذ أيام هجرة المسلمين الأوائل قائما بقوة اليقين والإيمان بقدرات هذه القارة العظيمة ..لا أخبار ولا فرصة حقيقية للحاق بقطار النجاة الأفريقي الذي انطلق بقوة هائلة نحو مستقبل أبهى ووجود اكرم واشرف .. هذه فرصة العرب الأخيرة وهذا خيارهم الوحيد إذا أرادوا حماية أنفسهم من الانضمام إلى قائمة الأمم الغابرة التي دخلت في ذمة التاريخ من البواب الخلفية فهل يسعى العرب لذلك ؟؟

13 / 08 / 2003