صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 26 - 10 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

قراءة في أحاديث الرئيس الصحفية

عقبة مشوح*

أجرت جريدة الحياة اللندنية حواراً مطولاً مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقد جاء هذا الحديث بعد فترة قصيرة من تعرض سورية لهجوم إسرائيلي بالطائرات على منطقة "عين الصاحب" التي تبعد 15 كلم عن دمشق العاصمة بدعوى أنه معسكر تدريب لحركة الجهاد الإسلامي، وكان ذلك الموضوع من ضمن المواضيع التي استعرضها الأسد في هذا الحوار والتي ضمت العلاقة مع أمريكا والسلام في فلسطين والشرق الأوسط والحرب على العراق وملف لبنان مع تعريج بسيط على الملف اغلداخلي.

وفي حديث الرئيس عن أمريكا والعلاقة معها وبالتحديد عن مطالبها في سورية قال إن لأمريكا مطالب كثيرة ولم يذكر سوى موضوع طرد القادة الفلسطينيين رغم أهمية الطلبات الأخرى والتي بدأت تتضح كثيراً بعد (11 سبتمبر) والتي شهدت تعاوناً أمريكياً-سورياً أشاد به أكثر من مسؤول أمريكي علانيةً أمام وسائل الإعلام كتقديم سورية قائمة بأربعين ألف اسم إلى أمريكا واعتقالها لبعض عناصر القاعدة في الأراضي السورية وتسليم أمريكا لمواطن سوري-كندي وسجنه لمدة عام ثم إطلاقه مؤخراً، ولم يعكّر هذا التعاون البنّاء إلا الضغوط الصهيونية في الكونغرس الأمريكي لدفع مشروع قانون محاسبة سورية إلى الأمام والذي تستخدمه أمريكا كورقة ضغط كلما استلزم الأمر، وإذا عدنا إلى موضوعات المنظمات الفلسطينية وحزب الله فنلاحظ أن الكل قد شعر بالتنقل الدائم لزعماء هذه المنظمات من لبنان إلى إيران مروراً بسورية وأحياناً بقطر وذلك بعد طرح هذه المطالب على سورية مما يلقي بظلال الشك على التمنع عن تنفيذ هذا الطلب الأمريكي، كما أن الإغلاق غير الواضح لبعض المكاتب الفلسطينية والتي نفته سورية بالأول ثم أعلنت أنه (إغلاق ذاتي) يلقي نفس الشك حول هذا المطلب أيضاً.

أما قضية حزب الله والتوقف عن دعمه فإن المتابع للوضع هناك يلاحظ أن سوريا دائماً ماكانت تقوم بالرد على إسرائيل بالوكالة عن طريق حزب الله عقب كل هجوم عليها أو على مصالحها مهما كان نوعها، أما بالنسبة للإعتداء الإسرائيلي الأخير في العمق السوري والذي توقع الكثيرون بعده أن ترد سوريا عن طريق حزب الله وخاب ظنهم على الأقل إلى الآن سوى عملية مجهولة أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي وسارع حزب الله بنفي مسؤوليته عنها وهذا مايثير تساؤلات كثيرة عن مدى استجابة سورية للطلبات الأمريكية الإسرائيلية.

وقد اعترف الرئيس وربما بشكل غير مقصود بإشادة الرئيس بوش بتعاون سوريا عندما نقل كلاماً له تحدث به إلى قناة فوكس الإخبارية عندما قال عن سورية: (إنها تقوم بالواجب وتقوم بعمل ولكن الحدود كبيرة) وذلك في إشارة إلى تهريب المقاتلين والأسلحة إلى العراق فبوش هنا لم يكتفي بالإشادة بسورية وتعاونها ولكن برر لها بعض الأخطاء والهنات بأن (الحدود كبيرة)، فأي وجه بعد الآن نصدق في العلاقات الأمريكية السورية؟!

وفي حديث الرئيس (الممتع) عن (الإرهاب) نلاحظ عدة إشارات:

1-     تكراره لمرتين أن العالم كله أصبح ساحة (للإرهاب).

2-     تذكيره بأن سورية بدأت بمكافحة (الإرهاب) منذ الثمانينات وأنها متميزة في مكافحته.

3-     قوله بأن مكافحة الإرهاب لا تتحقق إلا بمعاونة الدول بعضها لبعض.

وإذا أردنا تعليقاً كاملاً عن هذا (الإرهاب) سيطول بنا الحديث جداً خصوصاً بالنسبة للوضع السوري ولكننا نقول إن شدة التعاون الأمريكي-السوري في مكافحة (الإرهاب) يشهد عليها عدة أمور من ضمنها هذا التذكير السوري الدائم منذ 11 سبتمبر وإلى الآن بأن دمشق أول من تعرض (للإرهاب) وأنها كافحته وأن لديها الخبرة في ذلك وتستطيع تقديمها لمن يريد بمن فيهم الأمريكان(ويبدو أنها قدمتها)، وهذا التكرار اللازم لهذه السيمفونية يشير إلى أن الحكومة السورية تهرب إلى الأمام في علاقتها مع المعارضة السورية ونشطاء الإصلاح فيها ، وتهرب إلى الخلف في سعيها إلى أمريكا وإلى التخلص من عقدة (الإرهاب) وتبني الدول له في علاقة تجعلها من الحلفاء الأساسيين غير المرئيين لأمريكا في حربها المزعومة ضد (الإرهاب).

إن هذا الحديث يدفعنا إلى فتح الملف الداخلي وملف المعارضة السورية مبكراً، فمادام النظام السوري مازال مصراً على فتح ملفات وصفحات الماضي فاليفتحها بحقها وليحاسب الجميع وليتذكر بأنه إذا كان (إرهاب) الجماعات في أو الأفراد في سورية قتل خمسمئة أو ألف شخص إذا أفرطنا في المبالغة فإن إرهاب الدولة قتل خمسين ألف في مدينة واحدة وعشرات الألوف في مدن أخرى وقام عمليات إعدام جماعية في السجون والمعتقلات وامتهن كرامة الإنسان حق الإمتهان، وهنا لنا أن نستفسر أنه إذا كانت أمريكا جادة حقاً في توجيه أسلحتها نحو سورية فلماذا لا تفتح لها ملفات تدمر وحماة والمجازر الجماعية كما فتحت لصدام حسين ملفات حلبجة الكويت وإيران وغيرها، ولنا أن نستفسر أيضاً أنه إذا كان النظام السوري يؤمن بمبدأ تعاون الدول في القضاء على (الإرهاب) فمع من تعاونت سوريا يا ترى في القضاء على (الإرهبا) الذي ساد في الثمانينات؟ لا شك أنها تعاونت مع دعم الشرق وسكوت الغرب.

وفي حديثه عن التنسيق الإيراني السوري بشأن العراق أشار الرئيس أو شكا من معاناة إيران من خلال حربها الطويلة مع العراق والتي يبدو أنه ساقها كمبرر لتدخل إيراني قادم خصوصاً إذا تحقق التدخل التركي، وقد قال إن الطرح السوري الإيراني متشابه تماماً . وهو أمر غير مفاجئ إذا نظرنا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين والتي تمثلت أكثر ما تمثلت في قمتها بوقوف سورية الوحيد إلى جنب إيران في حربها مع العراق دون الدول العربةي الأخرى على الرغم من أن البلدين (العراق وسورية) يحكمها حزب واحد. ورغم رفض الرئيس في حواره هذا لأي تدخل سوري في العراق فإن ماينقض هذا هو ماأعلنه سابقاً عن إمكانية إرسال قوات سورية إلى العراق ضمن شروط معينة قد يستجيب لبعضها الأمريكان، ومايناقض ذلك أيضاً هي الزيارات المتكررة لأعضاء مجلس الحكم المبارك أمريكياً إلى دمشق ووصمهم للمقاومة بالإرهاب من دمشق،ونرى أن موقف إرسال القوات قد يتعزز أكثر بدعم وتوصية من إيران التي لا ترحب أمريكا بوجود قوات لها في العراق، وذلك بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات له إلى العراق.. فهل يعود التنسيق الإيراني على أشده وتُستخدم سوريا لمواجهة تركيا في العراق والحفاظ على مصالح إيران بالوكالة؟

ومن تناقض السياسة السورية وإزدواجية معاييرها هو ماحدث مؤخراً من تصويت سورية كعضو في مجلس الأمن على مشروع القرار الأمريكي حول العراق الذي أضفى الشرعية على الإحتلال الأمريكي وعلى مجلس الحكم واللتين رفضتهما سورية سابقاً وفرض هذا القرار أيضاً على الدول الأعضاء المساهمة في قوة متعددة الجنسيات تدخل إلى العراق، فهل ستوافق دمشق أيضاً على هذه الخطوة وتنفذها!؟ ولا نستبعد أن تكون هذه الموافقة السورية على هذا القرار في إطار صفقة بينها وبين الولايات المتحدة لتجميد قانون محاسبة سورية الذي صعد خطوتين إلى الأمام بإقرار لجنة العلاقات له ثم مجلس النواب بأغلبية ساحقة ليبقى أمامه مجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس بوش، خصوصاً أن ما يعزز هذا الرأي هو تعيين أمريكا لسفيرة لها في دمشق على الرغم من القانون الذي يهتم كثيراً بالجانب الديبلوماسي وتخفيضه بين البلدين.

وفي حديث الرئيس عن سوء التفاهم الأمريكي – السوري في الماضي والحاضر لم يشر صراحة إلى أن هناك سوء تفاهم سوري أمريكي ولكنه قال إن هناك سوء تفاهم بين أمريكا ودول العالم حول حرب العراق وسرويا ضمن دول العالم. رغم أن هنالك من دول العالم من أيّد الحرب، ورغم الموقف السوري المعلن في رفض الحرب كبقية الدول العربية وحتى الكويت أيضاً، ورغم التصويت السوري المفاجئ في مجلس الأمن حول قرار إرسال المفتشين والأسلحة العراقية(1441) وذلك قبل الحرب، مازال هناك شيء يوحي بوجود خطوط متوازية في العلاقات السورية الأمريكية قسم منها معلن والآخر مخفي وتتبدل هذه الخطوط في أوضاعها من السرية إلى العلانية حسب الأوضاع الدولية ومن ضمنها الحرب على العراق ونتائجها إلى الآن . وعندما برر الرئيس دخول سورية إلى التحالف في حرب تحرير الكويت بإتفاقية الدفاع العربي المشترك نسي أن سورية مزقت تلك الإتفاقية عندما وقفت ضد العراق في حربه مع إيران خلاف الموقف العربي كله، فأي تناقض يطالعنا الآن؟! وكإستمرار لموقف والده في إبقاء الحوار مع أمريكا مفتوحاً منذ أيام كيسنجر وإتفاقية الجولان أكد الرئيس ذلك أيضاً، وأضاف أن أمريكا وسورية متفقتان تماماً في موضوع (الإرهاب)! ونحن نقول هنا ماهو الداعي بعد ذلك لمجرد توقع حرب أمريكية على سورية؟! وهذا ما يتعزز برغبة سورية من خلال حديث الرئيس- بالإبقاء على علاقة متميز مع أمريكا على الرغم من كل الظروف والحوادث.

وفي الحديث عن العلاقات الإقتصادية بين سورية وأمريكا والمتعلقة بقانون محاسبة سورية نرى الرئيس ينفي وجود علاقات إقتصادية بين سورية وأمريكا بينما الحقائق تنافي ذلك. ففي تقرير عن قانون محاسبة سورية كتبه إبراهيم حميدي في الحياة(14808) أشار إلى أن سورية بذلت جهوداً في المجال الإقتصادي لعرقلة القانون عبر تعاقدات كثيرة مع شركات أمريكية أبرزها توقيع شركتين أمريكيتين نفطيتين مؤخراً للتنقيب عن النفط في سورية لمدة 25 عام، وعقد آخر مع شركة أمريكية مسحية بت 18 مليون دولار، وعقد آخر مع شركة أمريكية نفطية، وعقد قيمته 420 مليون دولار مع شركة أمريكية وشركة فرنسية إضافة إلى وجود 250 شركة أمريكية عاملة في سورية! وقد بلغ التبادل التجاري التجاري بين البلدين نحو 422 مليون دولار في العام الماضي! فهل كل هذا علاقات إقتصادية ضعيفة!  وفي إشارة الرئيس إلى أن الدور الأوروبي أشعف نفسه في الشرق الأوسط نجد فيها تلميحاً غير مباشر للإتجاه السوري نحو أمريكا بدلاً من أوروبا على عكس ما يتوقعه الجميع فسوريا منذ 11 سبتمبر وهي تتخذ خطوات تدفع بهذا الإتجاه على الرغم من ظهور بعض العقبات التي تُتخطى بسرعة من قبل الطرفين إلا أن تشكيل المنطقة الجديد يدفع سورية بهذا الإتجاه والذي سينتهي بسلام مع إسرائيل وإن كان في المدى البعيد(بعد رحيل الحكومة الإسرائيلية الحالية مثلاً)، وهذا ما يؤكد عليه قول الرئيس حول خريطة الطريق بأنها ولدت ميتة وذلك لإنها لم تشمل سورية ولبنان ، فلا بد من سلام يشمل الجميع حتى تكون تلك الخطة حية وفعالة من وجهة النظر السورية.

وقد جاء هذا التأكيد بشكل صريح لاحقاً في كلام الرئيس عندما تحدث عن علاقتهم بالسلطة الفلسطينية والتي قال إن لسوريا إتصالات ولقاءات محدودة معها، حيث أكد مرجعية مؤتمر مدريد لمشروع السلام والذي يأمل من خلاله بإسترجاع الجولان من خلال السلام. لكن المهم الآن هل سيرجع هذا السلام الجولان إلى سورية أم أن هناك اتفاقات وخطط أخرى؟!

والمتتبع لأحاديث الرئيس السوري المختلفة يجدها تتميز بعدة أمور منها عدم حسم الأشياء والمواقف بشكل قاطع وإنما إبقائها بدون إجابة لذلك نلحظ أنه في الغالب ما يختم حديثه أو فقرات حديثه المختلفة بسؤال وهذا مايجعل السياسة السورية غامضة غير معروفة الهوية لكل شخص، ومما تتميز به أحاديث الرئيس أيضاً هو فلسفة وتحليل الكلمات والمصطلحات واختيار كلمة ثالثة دائماً، تعبر غالباً عن سياسة سورية متقلبة بين لحظة وأخرى تجاه الأحداث المختلفة وخصوصاً الخارجية منها مثل حديثه عن الإطمئنان والخوف والحذر من إعادة إنتخاب بوش رئيساً لأمريكا، وتأكيده على المصطلح الأخير الذي يقع مفهومه بين المصطلحين الأوليين. ومما يتميز به أيضاً حديث الرئيس السوري هو التكرار لتأكيد قضية معينة تشكل سمتاً للسياسة السورية ودافعاً لتحقيق مصلحة أو دفع مضرة مثل تكراره لقضية (الإرهاب) وتميز سورية في محاربته في مكافحته بشهادة أمريكا له! ومن الأمور المتميزة أيضاً هي توجيه الرسائل الخفية من خلال ثنايا الحديث وذلك مثل كلامه حول أن سورية دولة ليست عظمى وليست بضعيفة أيضاً (ليستخدم هنا أكثر من أسلوب) وهي رسالة بإعتقادي موجهة داخلياً بشكل سلبي للمعارضة لتخويفها وردعها، وموجهة خارجياً بشكل إيجابي للتأكيد على أن سورية يجب أن تُشمل بأي مشروع سلام يُطرح للمنطقة وأن تكون جزءاً أساسياً منه وإلا فإنه لن ينجح.

وفي حديث الرئيس عن لبنان نجده يشن هجوماً مؤدباً على المعارضة اللبنانية متهماً إياها بالرهان على الخارج منذ مائتي سنة وإلى الآن، ليعود في النهاية ليؤكد أن سورية أبوابها مفتوحة لجميع المعارضين اللبنانيين للحوار معها ويؤكد حدوث مثل هذا الشيء. والغريب هنا أن الرئيس يحرص على الحوار مع المعارضة اللبنانية ويرد عليهم بنفسه، فيما المعارضة الداخلية في بلدهم تُسجن ويُقمع أصحابها وكل أنشطتهم وحتى صحيفة رفيق دربه، ويُترك للمسؤول الأمني حرية الرد على المعارضة السورية في الخارج والذي يتهددهم ويتوعدهم ويصفهم بالإرهاب والإجرام على الرغم من الدبلوماسية الزائدة التي تظهرها هذه المعارضة (عكس ماتفعله المعارضة اللبنانية) ويدها التي مازالت ممدودة ولم يمسكها أحد بعد. فمن يفسر هذا التناقض للنظام السوري؟! وفي حديث الرئيس عن التغيير الداخلي والإصلاح نلاحظ أيضاً أنه لا وجود لما يصفه بالتغيير التدريجي الذي يتبناه كسياسة داخلية ثابتة ، وإنما الأوضاع تزداد سوءاً منذ إغتيال ربيع دمشق ثم سجن العشرة وإغلاق الصحف والمنتديات واعتقال الناشطيني الإسلاميين ومنع المحاضرات والندوات والمهزلة الكبيرة بل الجريمة التي صارت أثناء الحرب على العراق في الحدود السورية-العراقية عندما رفض دخول عائلات مكونة من نساء وأطفال إلى بلدهم بحجة أن أيديهم ملطخة بالدماء كما قال الرئيس بلسانه ناهيك عن الفساد الإداري والمالي الكبير في الأجهزة والمؤسسات السورية، والإقتصاد المنهك على الرغم من تنوع مصادر الدخل في البلاد، وأخيراً وليس آخراً مهزلة دخول طائرات العدو إلى العمق السوري وقصفها لأراضي سورية وعدم إطلاق أي رصاصة عليها رغم حالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ أمد بعيد، فأين التغيير المزعوم!!

ويعود الرئيس إلى الحديث عن منهجية التفكير ليبرر بها أمور كثيرة وهي ماتذكرنا بمنهجية التغيير والإصلاح التي وردت في خطابه الشهير الذي تنصل فيه من خطاب القسم ومن وعود الإصلاح وكأن التراجع والتبرير سمة من سمات السياسة السورية الداخلية!

إن ثلاث سنوات ونيف من حكومة بشار الأسد في سوريا خيبت آمال كل المتطلعين إلى عهد جديد وكل الآملين بنهج جديد في الحكم فقد أثبت الرئيس بإمتياز أن "الولد سر أبيه" وأن "الشبل من ذاك الأسد" وأنه قد تبين لنا تماماً أن خرافة الحرس القديم والجديد هي خرافة بالفعل لم تبقَ إلا في عقول من لا زالوا يأملون "بعطية" من النظام بأي طريقة كانت، لقد أثبتت ثلاث سنوات ونيف من حكم بشار الأسد أن كل ماقدمته هذه الحكومة لسورية داخلياً وخارجياً هو خطاب إنشائي بديع لم يفارق ورقه وهذا ما نشاهده في هذه المقابلة الصحفية والتي نشرت في الحياة بتاريخ 7/10/2003م عدد(14806).

*كاتب وباحث سوري

 

السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ