آخر تحديث يوم الاثنين 15 - 12 - 2003م

.....

مشاركات

إسرائيل الكبرى 17

تفتيت الوطن الكبير وطرد من  فيه

عواد أحمد أبو خالد / الأردن

    يستهدف المخطط الصهيوني السري الوارد في إطار ما تحدثنا عنه في حلقات سابقة عن قيام ما يسمّى بـ / إسرائيل الكبرى / تفتيت الوطن العربي وتشتيت الشعوب التي تشكل دوله حاليا , إضافة إلى محاولة تعميق هوة الانقسامات والخلافات مع جيرانهم من غير العرب والمسلمين وخاصة في قارتي آسيا وأفريقيا , سعيا لتنفيذ الهدف الأكبر للصهيونية العالمية وهو تشتيت العرب في فيافي الأرض الأربعة ليهيموا دون مأوى كما تشتت اليهود قلب قيام ما يسمّى بدولة /إسرائيل/  على أرض فلسطين .

      وإذا كان الإرهابي / بن غوريون/  عام 1948 (ف) قد عبّر عن هدف الصهاينة البعيد في حرمان الشعب الفلسطيني من العودة إلى أرضه بعد عمليات الطرد الجماعية التي تعرض لها في تلك الفترة عندما ردّ على طلب / الكونت برناردوس/  للفلسطينيين بأن يعودا إلى أرضهم بقوله : ( سنفعل كل شئ حتى لا يعود الفلسطينيون إلي أرضهم أبدا ) فان الإرهابي / ارئيل شارون / رئيس وزراء العصابة المحتلة لفلسطين حاليا  يسعى اليوم لإخراج كل العرب من فلسطين دون رحمة أو هوادة مهما كلف الأمر, وقد لمّح هذا الإرهابي المدعوم أمريكيا إلى هذا الهدف عندما صرح قبل فترة وجيزة بما ما معناه أن كل من هو ليس يهوديا سوف لن يسمح له في المستقبل البقاء في أراضى الضفة الغربية وغزة , إضافة إلى الأراضي التي احتلت عام 1948(ف) , وهو تصريح وان كان قد أعلن فعلا عبر وسائل الإعلام المختلفة في حينه إلا انه للأسف لم يلتفت إليه أحد ولم يعره أحد انتباها على الرغم  من خطورته المطلقة .

      وعلى ضوء التخاذل العربي الحالي وعقب ما اتضح من استسلام جسّده أصحاب القضية أنفسهم الذين قبلوا ببضعة أمتار في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل اعترافهم بأحقية العدو الصهيوني في ارض فلسطين بكاملها , إضافة إلى قبول بقية العرب بالأمر الواقع , يبدو أن مشرع إقامة / إسرائيل الكبرى / يتطلب خروج عرب آخرين من المنطقة , وهو ما كشف عنه الكاتب الأمريكي / بيتر ما نسيفيلد / في مقال نشرته مجلة / المجلة/ العربية الصادرة في لندن تحت  عنوان " مناحيم بيجن هل تعرفونه فعلا ؟ "

قال الكاتب :

أن بن غوريون روى له ( أنه يريد القضاء على العرب لإنشاء إسرائيل الكبرى ) وعلى الرغم  من أن الإرهابي بن غوريون ارتحل عن عالمنا إلا ان أحلامه في إقامة ـ إسرائيل الكبرى ـ لازالت باقية , ونظرة واحدة لممارسات بين صهيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يتكشف عن استهدافاتهم سواء تجاه الفلسطينيين ومستقبلهم أو تجاه بقية العرب المجاورين لفلسطين المحتلة تكشف بجلاء حقيقة الأهداف الخفية للصهاينة , بل أن تلك الأهداف لم تعد خفية بعد أن بدأ الحديث يدور حولها علنا , ولعل اشهر ما يوضحها ويكشف حقيقتها ما أعلنه الإرهابي / شارون / فيما أشرنا إليه قبل قليل .

   إنّ بني صهيون يستهدفون العرب جميعا , وأي حديث عن السلام معهم مهما كانت تسميته هو وهم وسراب وتعامي متعمد عن واقع تتوالى فصوله أمام أعيننا يوميا , ومع ذلك هناك من يصر على التعامي عن رؤيته والتغافل عنه معتقدا بإمكانية التعايش مع قوم يعرف انهم لا يسعون إلا لذبحه بالطريقة التي يرونها مناسبة وفي الوقت المناسب لهم .

ـ يتبع ـ