لحظات حاسمة من
حوار شيبوب و أمه
مصطفى
السيد*
عزيزي
القاريء المحترم أرجو أن يلقى هذا
المقال إحترامك
بمناسبة
تعرض المنطقة العربية و الإسلامية
لمنخفظ جوي ديموقراطي أمريكي عميق
سيطر على أفغانستان و العراق في
المسلسل الدموي المستمر على يد رجال
شركات النفط يسرني
أن أنقل أضغاث أحلام ليلة أمس لكافة
البرلمانات العربية ومجالس الشورى و
الأعيان و مجالس الأمة ومجالس الشعب و
البطانات المقربة من السادة أصحاب
القرار الداخلي العربي إلى نقل
الإستفسارات التالية إلى مسامعك
بأمانة :
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك لمثيري الروائح الكريهة حولك ؟.
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك للقذرين حولك ؟.
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك للأفاقين حولك؟.
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك للكذابين حولك؟.
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك للسفلة حولك؟.
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك للنصابين حولك؟.
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك لكل هذه الجيوش من المرتشين؟
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك لكل هؤلاء المهزومين؟
يا
صانع القرار:
ما
حاجتك لكل هؤلاء المأجورين؟
يا
صانع القرار:
كل
الدنيا أصبحت تطبق قواعد العلاقات
العامة لتحسين صورة صانع القرار.
يا
صانع القرار:
لماذا
كل هذا الحرص على الفساد الكبير و
الصغير؟.
يا
صانع القرار:
ألا
تدري ما يجري في ديارك ؟
يا
صانع القرار:
ماذا
ستخسر إذا قدمت للمحاكمة دفعة لا تقل
عن مائة و لا تزيد عن خمس مائة لص خلال
الربع الأول من العام الجاري؟.
يا
صانع القرار:
ما
ذا ستخسر إذا أعلنت أنك لن ترعى الفساد
و الرشوة بعد اليوم ؟
يا
صانع القرار:
ما
ذا ستخسر إذا أعلنت منذ الساعة أنك
عنوان الشرف و النزاهة؟
يا
صانع القرار:
ما
ذا ستخسر إذا تركت لشعبك أن يحبك , و أن
يدافع عنك , و أن يستبدلك بآخر , و أن
يعيدك بعد عشرة أعوام إلى الكرسي؟
يا
صانع القرار:
قل
لنا أننا في عهدك و ليس في عهد غيرك
سننام و إياك بأمان!!.
يا
صانع القرار:
هل
شاهدت تجربة " مهاتير محمد "؟.
ماذا سيكتب التاريخ عنه, و ما ذا سيكتب
عنك ؟.
يا
صانع القرار:
بيدك
أن تكون مخلصا لشعبك مما آل إليه الحال
, واقبلها مع محبتنا , لا تأكل كثيرا من
رصيد محبتنا و في ذات الوقت تتنامى
غابة العلييق لتصل إلى كتف النخلة .
كل
الدنيا أصبحت تطبق قواعد عادلة و شفافة
و واضحة و تنافسية في تلزيم التعهدات
المربحة إلا بعض الدول العربية .... أرجو
أن أكون قد اقتربت من النسبة الصحيحة
لأنني شاهدت في المنام الليلة المنام
التالي : أن معظم صانعي القرار اتخذوا
كل الإجراءات الكفيلة أن نعامل كبشر
بعيدا عن البيارق و كذلك البيادق
الأمريكية.
وقطع
علي منام قديم تداعيات منام المشهد
العراقي الذي تتصعد الأرواح على
جنباته فإذا بي في ديار بني عبس , مع
لحظة انتهاء المفاوضات بين سادة بني
عبس و عنترة الفارس على نسبه و حريته
مقابل المشاركة في القتال دفاعا عن
القبيلة و ردا للغزو , يتناسى الكثير من
صناع القرار مشهد شيبوب شقيق عنترة و
حواره الطريف و الواقعي جدا مع "
زبيبة " أمه.
زبيبة
أم عنترة و شيبوب في طرف الخيمة تلطم
وجهها و تنثر التراب على رأسها و يملأ
نواحها كثبان الديرة . بينما جلس شيبوب
متكئا على بقايا جلد خروف تحت جنبه
الأيمن يرقب مشهد قبيلته بني عبس الذين
أنهوا مفاوضات عسيرة و لكنها ناجحة مع
عنترة في اللحظة الحاسمة .
تنبه
شيبوب إلى نواح أمه فسألها :
أماه
ما يبكيك , و لماذا كل هذا العويل ؟
أجابته
زبيبة باكية : ألا ترى أن الغزو في ديار
بني عبس يا شيبوب؟.
رد
شيبوب باستنكار : و ما علاقتك أنت
بالغزو؟
أجابته
زبيبة باكية : كيف تسأل ما علاقتي
بالغزو الذي يجوس ديار بني عبس , ألن
يأخذوا أغنامنا ؟ ألن يسبوا النساء ؟
ألن يذلوا الرجال؟
سأل
شيبوب أمه : وماذا كنت في بني عبس يا
أماه؟
أجابت
زبيبة : أمة " عبدة" يا بني
سألها
شيبوب : و ما ذا ستصبحين بعد الغزو يا
أماه؟
أجابته
أمه زبيبة : أمة يا بني؟
سألها
شيبوب : ما ذا ستخسرين يا أماه إذن ؟ في
بني عبس كنت أمة و بعد الغزو ستصبحين
أمة أنت و سيدات بني عبس أيضا .
دهشت
زبيبة و انعقد لسانها لسماع كلمات
شيبوب التي كان وقعها عليها أشد هولا
من الغزو ذاته فزاد نحيبها بينما كان
شيبوب يقذف رجليه في الهواء و هو يكرر :
أنت و سيدات عبس أيضا .... أنت و
سيدات عبس أيضا
.... أنت و سيدات عبس أيضا
استيقظت
من منامي مذعورا تنهمر من عيني الدموع
و خرجت من فمي زفرات ألم , و تمتمت كيف
الخروج من الحال .
*كاتب
صحفي ـ دمشق
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|