مشاركات
لماذا
شارك الحزب الإسلامي
في
مجلس الحكم العراقي؟
بقلم:
مصطفى محمد الطحان
soutahhan@hotmail.com
حضرت
على مدار الشهرين الماضيين عدة ندوات
حول القضية العراقية، ناقش فيها
المحاضرون الموضوعات التالية:
1-
الاحتلال الأمريكي – البريطاني لهذا
البلد بحجة مكافحة الإرهاب فيه، وأن
صدام حسين هو أخطر رجل في العالم،
يمتلك ترسانة هائلة من أسلحة الدمار
الشامل.. بإمكانه استخدامها خلال 45
دقيقة.
2-
المقاومة المسلحة للاحتلال.. من هي..
وما علاقتها بصدام.. أو بالقاعدة؟
3-
وقضية مشاركة الإخوان المسلمين بشخص
رئيسهم في العراق الدكتور محسن عبد
الحميد في مجلس الحكم الذي نصبته قوات
الاحتلال.
وسأحاول
باختصار شديد توضيح
هذه النقاط قدر الإمكان.
الاحتلال
الأمريكي - البريطاني للعراق
لجان
متعددة شكلتها أجهزة الأمن
والاستخبارات الأمريكية والبريطانية..
للبحث عن أسلحة الدمار الشامل في
العراق.. عادت أدراجها وكتبت تقاريرها
بأن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل،
وبالتالي لا يستطيع إطلاقها في مدة 45
دقيقة.. وبدأت كلمات بوش وأركانه من
المحافظين الليكوديين، وكلمات بلير
وأركانه من الصهاينة المتطرفين..
تتراجع تدريجياً..
فالأسلحة
موجودة.. وستظهر يوماً ماّ..
أو
أن صدام كان في نيته تصنيع هذه الأسلحة..
معتمدين على نسيان العالم وهو يرى على
شاشات التلفزيون وزير الأكاذيب كولن
باول وهو يعرض في مجلس الأمن صوراً
ومواقع لهذه الأسلحة
في العراق..!!
ثم
تراجعوا.. وقالوا: لقد كان ديكتاتوراً
اضطهد شعبه!
أجود
قصة تنطبق على هؤلاء.. هي تلك التي
يتناقلها القرويون. فقد حدّث أحدهم أن
100 ذئب هاجموا بيته في القرية.. وأمام
صيحات القرويين وتكذيبهم له.. قال بل
كانوا تسعين.. ومع استمرار الاستنكار
والتكذيب بدأ يتنازل: تسعين.. ثمانين..
حتى وصل إلى أن ذئباً واحداً هاجم بيته..
وعندما أدرك القرويون أن صاحبهم كذاب
قالوا له: غير معقول.. فقال: لماذا كان
ينبح الكلب إذن؟
انكشفت
أكاذيب وادعاءات قادة الحرب.. وهم في كل
يوم مطالبون بتقديم كذبة جديدة
لشعوبهم.. أما الأحوال في بلادنا..
والرأي العام عندنا.. فلا يهم هذه الدول
أصلاً..
والسؤال:
لماذا
كانت هذه الحرب إذن؟
لقد
أكد الرئيس بوش في أكثر من مناسبة بعد 11
أيلول (سبتمبر) 2001 أن الحرب التي تخوضها
الإدارة الأمريكية عبارة عن نزاع شامل
بين قوى الديمقراطية وأعداء الحرية،
بين الحضارة والهمجية، بين الغرب
والإسلام. ويبدو أنهم ابتلعوا نظرية
هنتنغتون المريبة حول (صراع الحضارات)
وجعلوا منها الأساس العقائدي لسياسة
أمريكا الخارجية.
وعليه
تكون الحرب في أفغانستان والعراق،
ومطاردة الإرهابيين حول العالم بأسره،
ما هي إلا المناوشات الأولية لحرب
طويلة بين الإمبراطورية الأكبر
والديانة الأكثر نمواً في العالم، فقد
أشار بوش نفسه أن الحرب قد تستمر
لأجيال عدة، شانها شأن الحروب الدينية
التي هزت العالم في القرون الماضية،
فقد قال بوش حرفياً: بأن النصر قد يأتي
بعد يوم أو شهر أو سنة أو عشر سنوات.
وجاء الصدى لأقوال بوش وبلاغته
الرسولية على لسان توني بلير رئيس
الحكومة البريطانية إذ عاهد على انه
سوف يكمل المهمة، مهمة القضاء على
الإرهاب الإسلامي مهما طال الزمن.
ويبدو أننا بين هذا وذاك على موعد مع
حرب لا نهاية لها.
ترى
ما هي -والحالة هذه- الأهداف الرئيسية
لسياسة بوش الخارجية والأمنية؟
لقد
أصبح واضحاً أن الولايات المتحدة تريد
استخدام قوتها العسكرية لتحقيق هيمنة
شاملة على العالم والاحتفاظ بهذه
الهيمنة في المستقبل المنظور. وهي قد
أعلنت صراحة أنها تنوي منع ظهور أي
منافس يمكن أن يتحداها. إنها تريد
نظاماً عالمياً أحادي القطب تهيمن
عليه وحدها لا عالماً متعدد الأقطاب
كالذي تفضله دول مثل ألمانيا وروسيا
والصين وفرنسا تصيح فيه التسويات
والتنازلات المتبادلة في مصالح الدول
المختلفة أمراً ضرورياً.
من
هذا المنظور، تبدو الحرب على الإرهاب
الأمريكية مجرد غطاء لسعيها إلى تحقيق
هيمنة شاملة، وهذا الانطباع مبني على
كون الدول التي استهدفها العداء
الأمريكي، إنما فعل ذلك لا لأنها ترعى
الإرهاب بل لأنها رفضت الركوع والخضوع.
فالدول التي عددها بوش في قائمة محور
الشر، إيران والعراق وكوريا الشمالية،
ليس لها أي علاقة بهجمات 11 سبتمبر أو
القاعدة. ولذا فإن خلاصة رسالة واشنطن
هي أن الدول التي ترفض الاعتراف
بالهيمنة الأمريكية معرضة للضغط أو
التدمير أو تغيير النظام(1).
وإذا
كانت خطة الحرب على الإرهاب تعني أكثر
ما تعني أقطار الشرق الأوسط.. فمنها خرج
أكثر الإرهابيين الذين شاركوا في
الهجوم على أمريكا في 11 سبتمبر 2001، فقد
وضعوا لهذا الشرق خطة أخرى.. تحدث عنها
الرئيس الأمريكي يوم 6 نوفمبر 2003 فقال:
أن أساليب الحكومات العربية في قمع
المعارضين والتيار الإسلامي خصوصاً
نتج عنها عنف جرى تصديره لاحقاً إلى
الغرب وأمريكا كما ظهر في تفجيرات 11
سبتمبر 2003، وأن المطلوب بالتالي من هذه
الحكومات نوع من الديمقراطية الشكلية
مع سياسات أخرى لتجفيف ينابيع التدين
من أساسها (مدارس دينية، مناهج تربوية،
جمعيات خيرية.. إلخ)، على أن يصاحب ذلك
وسائل مساعدة مثل تعظيم حرية المرأة في
المجتمعات العربية، والانفتاح على
جمعيات المجتمع المدني.. ووضّح بوش
حديثه بمثال توضيحي عن نوع الإسلام
الذي يريد.. فضرب مثلاً بإسلام حزب
العدالة والتنمية في تركيا.. وإسلام
برويز مشرف في باكستان.. ويبدو أن هذه
الخطة قيد التنفيذ.
ويمكننا
القول أن احتلال أمريكا وبريطانيا
للعراق أكثر أهمية من احتلالهم
لأفغانستان.. فأفغانستان كانت مجرد
غطاء لاحتلال العراق، عاصمة
العباسيين، ومركز الحضارة الإسلامية،
والدولة التي تتوسط محاور الشر،
والغنية بالنفط.. وهم يبحثون اليوم
فيها عن شريك أو عميل شكله إسلامي
وحقيقته علماني غربي.
القضية
الثانية حول المقاومة في العراق
الفرقاء
في العراق مختلفون حول المقاومة
المسلحة ضد القوات الغازية في العراق.
فمنهم
من يرى ضرورة مقاومة الاحتلال مهما تكن
النتائج.. وان نزول الأمريكان من
طياراتهم وصواريخهم وقاذفاتهم إلى
الأرض.. فرصة لمن يريد إعطاءهم درساً
جيداً في التفكير أكثر من مرة قبل
احتلال بلاد الغير.. تلقوا هذا الدرس في
الصومال وما زالوا يتلقونه في
أفغانستان.. وهم يدفعون ثمناً باهظاً
له في العراق.
ويؤكد
الكثيرون أن الخسائر والإذلال الذي
تتعرض له القوات الأمريكية هي السبب
المباشر لتردد وتناقض إدارتهم.. وقد
تصبح السبب لتفكيرهم أكثر من مرة إذا
أرادوا غزو بلاد أخرى.
وفريق
يرى أن المقاومة السياسية والشعبية
أجدى وانفع.. وأن اللجوء للقوة المسلحة
ينبغي أن يتم في فترة لاحقة، عندما
تصبح المقاومة السياسية غير ذات جدوى.
وإن
الدعوة التي ينادي بها السيستاني
لإجراء انتخابات نيابية في العراق..
وتهديده بالمظاهرات التي تسدّ عين
الشمس، ذات تأثير واضح على أعصاب
الأمريكيين، قد يفوق الكفاح المسلح.
أما
من يقاتل الأمريكان:
قالوا
صدام حسين وحزب البعث.. ومتى قاتل هؤلاء..
وإذا كانوا يقاتلون فلماذا سلّموا
البلد؟
وقالوا..
بل القاعدة وعناصرها التي جاءت من خارج
الحدود.. وحرب العصابات هذه تحتاج إلى
من يعرف طبيعة الأرض، ومنحنيات الطرق،
وسبل الهرب، والناس الذين تتعامل معهم..
وإذا
افترضنا وجود بعض عناصر القاعدة.. فهو
أمرٌ نادر على الأغلب.
وأكثر
الأقوال أن المقاتلين.. هم من أبناء
العراق، المدافعين عن وطنهم.. الذين
يعتقدون أن جهاد المحتمل فريضة كتبها
الله على المؤمنين..
أصحاب
الأيدي المتوضئة هؤلاء.. يحتاجون إلى
الضابط الشجاع الذي يدربهم.. وإلى
السلاح المناسب وهو كثير.. وإلى العون
المادي.. وسيجدونه غالباً عند أهل
المروءات..
القضية
الثالثة – هي موقف الحزب الإسلامي
لقد
استغرب الكثيرون موقف الحزب الإسلامي
الذي هو واجهة جماعة الإخوان المسلمين
في العراق.. فمن ناحية يطالعون تصريحات
القيادة الإخوانية على لسان المرشد
العام السابق محمد المأمون الهضيبي
واللاحق محمد مهدي عاكف.. بان الإخوان
يدعون الأمة للجهاد لإخراج المحتل في
فلسطين والعراق.. ومن ناحية أخرى يرون
الدكتور محسن عبد الحميد مسؤول الحزب
الإسلامي والأستاذ صلاح الدين محمد
بهاء الدين مسؤول الاتحاد الإسلامي
الكردستاني.. وهي كذلك واجهة للإخوان
المسلمين في منطقة كردستان.. يشاركون
في مجلس الحكم المعين من قبل سلطة
الاحتلال، مما جعل الكثيرين يتهمون
الإخوان بازدواجية المواقف.
ولقد
أصدر الحزب الإسلامي العراقي 18/8/2003م
بياناً وضح فيه هذه المسالة.
بيان
الحزب الإسلامي العراقي
لقد
أعلن أن الحزب الإسلامي العراقي عن
وجوده بعد سقوط بغداد بأيدي قوات
الاحتلال، وفتح مئات الفروع والمقرات
والنوادي في مختلف محافظات العراق بعد
أن كان النشاط العلني محظوراً عليه
طيلة الحقبة البعثية المظلمة.
ولقد
أعلن الحزب الإسلامي بكل وضوح عن
مشروعه الحضاري الذي يدعو إلى إعادة
صياغة المجتمع العراقي والدولة
العراقية وفق تعاليم الإسلام الذي
ينتمي إليه بأغلبيته الساحقة.
لقد
أوقع النظام البائد بتصرفاته الهوجاء
وسلوكه الطائش وسياساته الرعناء بلدنا
في مأزق تاريخي وحالة من التدهور
والسقوط طالت كل مفصل من مفاصل المجتمع
والدولة العراقية وتسببت في فوضى
عارمة وانفلات أمني لم يشهده العراق في
تاريخه حتى في سقوطه الأول على أيدي
التتار في عام 656للهجرة.
ومن
اجل إيقاف حالة التدهور والانحدار
المريع الذي وصلت إليه الأحوال في
بلدنا العزيز ومن أجل إنقاذ ما يمكن
إنقاذه والنهوض به إلى الحال الذي يليق
بإسلامه وحضارته وتاريخه ومن أجل
إثبات الوجود القوى والعزيز لديننا
وقيمنا ؛ قرر حزبنا الحزب الإسلامي
العراقي الاشتراك منذ اليوم الأول في
المشاورات السياسية مع مختلف الأحزاب
والتيارات العراقية وعدم الغياب عن
المناقشات الجارية لرسم مستقبل بلدنا
وصياغة دستوره والحفاظ على هويته
الإسلامية والعربية واستقلاله ووحدة
شعبه وأراضيه.
وبناء
على فتوى علمائنا المستندة إلى نصوص
الشرع وإلى مصالح شرعية عليا لا يمكن
إغفالها ولا الاستهانة بها قررنا
الدخول إلى مجلس الحكم الانتقالي. كما
أن قرار مجلس شورى الحزب بأغلبيته
الساحقة كان مشجعا لنا في ترجيح الدخول
في هذا المجلس آملين أن يكرمنا الله
تعالى بالأجرين إن أصبنا وان لا يحرمنا
من الأجر إن أخطأنا.
و
من ثم بدأنا المشاركة في اجتماعات
المجلس و كان لنا رأينا الصريح في كل
قضيه منطلقين في ذلك من رؤية شرعية كنا
نستحضرها في كل كلمة نقولها أو موقف
نقفه.
و
مع ذلك نرى أن من حق إخواننا المسلمين
في العراق و في العالم أن يجدوا إجابات
شافية على استفسارات أو شبهات تتلجلج
في بعض الصدور أو تنقلها الألسنة حرصا
منهم على إخوانهم و غيرة على دينهم
فكان لا بد من كشف اللثام عن الإجابات
الشافية لهذه الأسئلة والشبهات.
والسؤال
الأهم الذي يثار في بعض المجالس هو كيف
يجوز الاشتراك في مجلس تشكل عن طريق
التعيين المباشر من قوات الاحتلال؟
والجواب:
أن المجلس لم يتشكل عن طريق التعيين
المباشر لقوات الاحتلال و هذا جهل
بحقيقة الذي حدث، فإن المجلس تشكل عن
طريق التشاور المستمر بين مختلف القوى
والأحزاب العراقية والشخصيات العاملة
في الساحة وذلك استنادا إلى قرار مجلس
الأمن المرقم 1483 و الذي ينص على ضرورة
تشكيل مجلس حكم انتقالي من العراقيين
يدير شؤون العراق لمدة سنة واحدة أو
أكثر يهيئ فيها لمجلس نيابي منتخب
وحكومة منتخبة.
و
نذكر في هذا الصدد أن قوات الاحتلال لم
تكن راغبة في هذا الطرح، بل كان
مشروعها يتلخص في تكوين مجلس استشاري
بالتعيين من قوات الاحتلال ليس له أي
صلاحية في اتخاذ القرارات وتنفيذ
السياسات والنظر في مصالح الأمة، إلا
أن جميع الأحزاب العراقية رفضت هذا
التوجه وهذا المشروع المعبر عن روح
استعمارية جديدة وأصرت على طرح
مشروعها المستقل القائم على أساس
تشكيل مجلس حكم انتقالي توافقي بين
مختلف التيارات والأحزاب العراقية،
وبالضغط المستمر من هذه الأحزاب
وبالرفض لمشروع الاحتلال وبالتعاون مع
ممثل الأمم المتحدة استطاعت هذه
الأحزاب أن تقنع إدارة الاحتلال في
التنازل عن مشروعها الأول والموافقة
على مشروع الأحزاب العراقية ومن ثم
التوصل إلى تشكيل هذا المجلس الذي
يتمتع بصلاحيات واسعة من اتخاذ القرار
و تنفيذه، وهذا هو أفضل ما يمكن التوصل
إليه في ظل الظروف الحالية الشاذة التي
يمر بها بلدنا العزيز.
تشكيلة
المجلس
وهناك اعتراض له محله من التقدير والفهم،
وخلاصته أن تشكيلة المجلس الحالي لا
تمثل جميع فئات ومكونات الشعب العراقي.
و
الجواب: أننا لا ندعي ذلك، ولكن يمكن
القول أن التشكيلة الحالية جيده
ومقبولة من أغلب فئات المجتمع
العراقي، فالأحزاب الكردية الثلاثة
الكبيرة: الاتحاد الوطني الكردستاني،
والحزب الديمقراطي الكردستاني،
والاتحاد الإسلامي الكردستاني، هي
الأحزاب الكبرى الرئيسة التي تمثل
الأغلبية الساحقة للشعب الكردي.
والحزب
الإسلامي العراقي يمثل شرائح واسعة
وعظيمة من العرب السنة، وحزب الدعوة
الإسلامي، وحركة الدعوة الإسلامية،
والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية كلها
تمثل شرائح واسعة من العرب الشيعة.
وهكذا
بقية الشخصيات والأحزاب الأخرى تمثل
شرائح موجودة في المجتمع العراقي
ونؤكد القول أننا لا ندعى أن هذه
التشكيلة تمثل مكونات المجتمع العراقي
بدقة، ولكنها يمكن أن تعبر عن حقيقة
المكونات الأساسية له.
واجبات
المجلس
يمكن
تحديد واجبات المجلس بالآتي:
1-
إعادة الأمن إلى البلاد بتشكيل الشرطة
العراقية من العناصر الوطنية النزيهة.
2-
الإسراع بتشكيل الوزارة التي تلبى
طموحات الشعب العراقي في إقرار
الأمن وإعادة البنية التحتية ومحاسبة
المجرمين والجناة وإعادة الحياة
الطبيعية للشعب العراقي.
3-
تشكيل لجنة مكونة من 200-250 عضوا من كبار
الفقهاء والقانونيين والقضاة
العراقيين لكتابة الدستور العراقي
وعرضه على المجلس بغية إقراره ومن ثم
الاستفتاء الشعبي عليه.
4-
وضع قانون الانتخاب، بعد إجراء
الإحصاء العام للسكان .
5-
إجراء الانتخابات العامة لاختيار رئيس
البلاد وتشكيل الحكومة الجديدة.
6-
العمل الجاد والمتواصل واتخاذ كافة
السبل القانونية والدولية لإخراج
القوات المحتلة من العراق.
الأدلة
الشرعية لدخولنا في المجلس:
1-
إن المصلحة الشرعية العليا تستوجب
وجودنا في المجلس لأنه يقوم بأمور
خطيرة ترسم مستقبل العراق، وأهمها
الدستور الذي لابد أن يحقق الهوية
الإسلامية للشعب العراقي، والشريعة
جاءت لتحصيل المصالح وتكثيرها وتعطيل
المفاسد وتقليلها، وقد استطعنا في
البيان السياسي أن نثبت هذه الحقيقة.
2-
دخولنا في المجلس يقوي الصوت الإسلامي
فيه فنحن مع أربعة أحزاب لها صبغة
إسلامية زيادة على بعض الأعضاء من ذوى
الغيرة الإسلامية، فنحن جميعا متفقون
على المطالبة بأن تكون الشريعة
الإسلامية السمحة هي المصدر الأساسي
للدستور، مع مراعاة حقوق الأقليات
الدينية الأخرى التي كفلتها الشريعة
الإسلامية على أتم وجه.
3-
لقد حقق وجودنا في المجلس مقاصد
شرعية كبيرة فقد دافعنا عن المظلومين
وشاركنا في إمضاء القرارات المنصفة،
وطالبنا بإنصاف الجيش والشرطة وإرجاع
عناصرهما المخلصة من الضباط والمراتب،
وعارضنا معاملة البعثيين جميعا وهم
ملايين مع عوائلهم معاملة واحدة،
ودعونا إلى التفريق بين من ارتكبوا
الجرائم وبين الآخرين الذين لم
يرتكبوا شيئا وقد فرض البعث على
المجتمع، ولا يمكن أن يحرم المجتمع من
طاقة مئات الألوف منهم في مرافق
الدولة، وذلك يكون في رأينا بمصالحة
وطنية شاملة.
ومن
المصالح الشرعية التي تحققت أن الحزب
الإسلامي العراقي، غدا موضع ثقة
الناس، ومن هنا فان جماعات كثيرة من
الأساتذة وضباط الجيش والشرطة وطوائف
من الناس والمؤمنين قد قدموا مذكرات
إلى السلطة المحتلة عن طريقنا، وكلهم
يقولون أن ممثل الحزب في مجلس الحكم هو
نافذة لنا على المجلس والسلطة ونحن نثق
بها، وقد قمنا بكل ذلك ودافعنا عن
هؤلاء المظلومين وأهل الشكاوى، ورأينا
في ذلك واجبا شرعيا علينا،لم يكن لنا
القدرة على القيام به دون وجودنا في
المجلس.
اعتراضات
ودفعها
قد
يقال إن وجودكم في المجلس هو موالاة
للمحتلين وهذا لا يجوز شرعا؟
ونقول:
إن الموالاة تعنى موالاتهم في العقيدة
والتجسس لهم، وتطبيق سياساتهم وعدم
معارضتهم وعدم تسميتهم بالمحتلين
وعدهم محررين، بينما نحن دخلنا مجلسا
عراقيا بالمواصفات التي ذكرناها من
أحل مناصرة قضايا الشعب العراقي
وإرجاع سيادته وبناء مؤسساته
والاشتراك في وضع قانونه الانتخابي
ودستوره، وفي مثل ظروف الشعب العراقي
لا يجوز في رأينا الشرعي أن نتركه ولا
نهتم بمصالحه ولا نرفع صوتنا لما يكاد
له، ولن نتنازل عن تلك المصالح أبدا
للمحتل.
و
في الوقت الذي يرى فيه علماؤنا في
العراق أن بقاءنا في المجلس قد يقود
إلى انتهاك محرمات الشرع فإننا على أتم
الاستعداد للانسحاب من هذا المجلس دون
أسف عليه فقد دخلنا بناء على فتوى
العلماء ونخرج بناء على ذلك وينبغي
لإخواننا أن يحسنوا الظن بمن انتدبوا
من إخوانهم لهذه الأمانة العظيمة (إن
أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب).
--------------------
(1) هل أعلنت إدارة بوش الحرب على
الإسلام- باتريك سيل (الحياة 21/11/2003).
يؤكد استنتاجنا هذا ما قاله بوش
بأنه خطط لغزو العراق حتى قبل وقوع
أحداث سبتمبر 2001م.
نقلت صحيفة سكوش مان الاسكتلندية
عن بوش قوله على هامش مشاركته في قمة
الدول الأمريكية المنعقدة بالمكسيك
(13/1/2004): إن إدارته تسلمت عن إدارة
الرئيس كلينتون خططاً لاحتلال العراق.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|