آخر تحديث يوم الإثنين 23 - 06 - 2003م

.....

     مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

اللحاق بركب عملية السلام خيار أم إختيار؟!

حياة العز

من الملاحظ أن الرئيس بوش اضطر إلى اللحاق بركب الرؤساء الأمريكيين ، الذين سبقوه وتدخلوا بأنفسهم في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ، ابتداء من نكسن ومروراً بكلنتون وأخيراً هاهو بوش يواجه الخيار نفسه ، خصوصاً لو دققنا في سياسته من البداية ، نجدها جاءت طبق الأصل لسياسة والده ، وكأن الذي لم يستطع تكملة دور الأب جاء ليوفيه الابن إبتداء من حربه ضد العراق ومحاولة أخذه بالثأر.

لكننا نجده يقف في منتصف الطريق ليعرض لنا خارطة لطريق مجهولة يحدد من خلالها إعادة نظره في سياسته اتجاه عملية السلام.

فتارة تجده يعلن الحرب ، وتارة أخرى يعلن السلام .. هذا ليس خياراً إنما اختيار منه ليواكب مجموع الرؤساء الأمريكان الذين سبقوه في ركب السلام .. لذا نجده يعنون سياسته المرهونة بخارطة الطريق أو بقمة العقبة أو شرم الشيخ .. وعليه فإننا نجد أن فكرة عملية السلام هي فكرة -بهذا الشكل- وليدة اللحظة رغم تاريخية الوجود لأنها مرهونة سياسية عرضية مرهونة بأداء الواجب والاختيار تحت عنوان (رؤية بوش للسلام في الشرق الأوسط) الأمر الذي يدعونا للقول أن عملية السلام المطروحة حالياً هي عملية اختيار وليس خياراً تاريخياً يفرض نفسه نابعاً عن حاجة للوجود .. إنما هي حاجة شخصية معنونة ترضي مروجيها فقط ولا ترضي الفكرة أبدا كحقيقة على أرض الواقع لأنها معنونة بعناوين لا تندرج في  دائرة النظرية إلى التطبيق وهذا حسب اعتقادي من أهم الأسباب التي جعلت من السلام أضحوكة ومعجزة وفشلاً ذريعاً لأنه مرهون بشعارات وهمية وليست بوقائع عملية.

23/06/2003