مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
لقاء
استكهولم لمجموعة العمل الوطني
-
الواقع
والطموح -
ماجد حبو
مركز دمشق
للدراسات النظرية والحقوق المدنية –
السويد
شاءت إرادة الديكتاتور أن
التقى , وفى
السنة التاسعة من اعتقالي , بشيخ
المناضلين السوريين - وقتها
- قبل أن
ينازعه اللقب - ابن
العم -
المناضل رياض الترك . اقصد هنا بشيخ
المناضلين : الشيوعي والنقابي العتيق
عمر قشاش " أبو عبدو "
وقتها كانت سورية تعيش أجواء
مؤتمر مدريد في طوره الأول عام 1992 كان
أبو عبدو يؤكد في كل مرة أحاوره فيها
بأنه ثمة إنجازات وبنى اقتصادية
واجتماعية ولدت مع ذلك النظام
الاستبدادي القمعي , ولكنها ملك لأبناء
الشعب السوري , فهم من بنى هذه المؤسسات
, والتي سعى النظام السياسي لإفسادها
وتجيرها لمصلحته الضيقة لذلك - يرى
أبو عبدو - بأنه
يجب الحفاظ على هذه المؤسسات والتي
تعود بملكيتها للشعب السوري , وليس
تدميرها على مبدأ "رمى الطفل مع
العربة " . وقتها كنت اكتم غيظا لسعة
الأفق والروح التسامحية التي يمتلكها
ذلك المناضل العتيق , وذلك لاعتقادي
الجازم - وقتها - بان مؤسسة الدولة ككل متكامل هي
من إنجاز " باني سورية الحديثة " .
وفى عام 2003وبعيداعن الوطن في
ظل الغربة القسرية "طوعا أو كرها "
التقى بشيخ آخر من المناضلين السوريين
في لقاء نظم في السويد - استكهولم
- لمجموعة من القوى والفصائل
السياسية السورية ولشخصيات
وطنية مستقلة تحت عنوان "مجموعة
العمل الوطني " بدعوة من مركز دمشق
للدراسات النظرية والحقوق المدنية
وذلك في مطلع حزيران الجاري .
انه الشيخ الجليل الياس مرحو
"أبو عادل" عضو اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
"سابقا " - , يومها قال في مداخلته
في الملتقى الوطني "أن المحرق
الأساسي لكل القوى الوطنية هو ما يحدث
في العراق وفلسطين " .
هكذا اكتمل ضلعا المثلث
ببعديه الوطني والقومي ويكون راس
المثلث هي الديمقراطية التي تربط
المشروع الوطني ببعده القومي .
وهذا ما عكسه لقاء استكهولم
بين قوى علمانية , قومية , ماركسية ,
وليبرالية , قاعدتها الأساسية التمسك
بالثوابت الوطنية , وعدم الاستقواء
بالخارج , المصالحة الوطنية على أرضية
الاعتراف بالآخر الوطني واعتماد
الديمقراطية مرجعية أساسية لازمة
للعمل الوطني , إحياء المجتمع المدني
عبر إعادة السياسة إلى المجتمع وكسر
احتكار السلطة للعمل السياسي عبر
قانون الطوارئ وسيادة الحل الأمني
واستمرار المعتقلات السياسية وإعادة
الاعتبار للدستورية وفصل السلطات
وإطلاق حرية
القوى الحية الفاعلة في المجتمع
السوري بكل تلا وينه الاجتماعية .
وربما ليست مصادفة أن يتم
التوافق على الخطوط العامة , والخطوط
الحمراء الواجب عدم تجاوزها في لقاء
استكهولم امتدادا لنفس الروحية
والمسؤولية التي ميزن مؤتمر لندن "ميثاق
الشرف للعمل الوطني " والذي يعد نقطة
انطلاق أولية وبرنامج الحد الأدنى
الذي يمكن أن يشكل برنامج المعارضة
الوطنية السورية في الداخل والخارج .
خصوصا وان مؤتمر لندن شكل الواقع
المادي للمشروع الوطني الذي طرحه "التجمع
الوطني الديمقراطي " في الداخل
والذي حالت ظروف الداخل نفسها دون
ولادته في أحضان الوطن , فجاء في المنفى
لضرورات قسرية.
وبالعودة إلى لقاء استكهولم
والذي جاء توافقيا بين عدة فصائل
وأحزاب سياسية سورية وشخصيات
وطنية مستقلة , ضم في لقاءه القوى
الماركسية الشيوعية بتلاوينها من
الحزب الشيوعي السوري - المكتب
السياسي , أحزاب العمل الشيوعي ,
تيار قومي عربي من حزب البعث العربي
الاشتراكي وقوى كردية , بالإضافة إلى
الحركة الاثورية الديمقراطية وناشطين
في مجال حقوق الإنسان .
وقد حضر اللقاء مجموعة من
القوى السياسية من الجوار السوري :
العراق , لبنان , فلسطين , بصفة مراقبين
لقد عاب لقاء
استكهولم الرهبة والخشية , ربما لحداثة
التجربة . وتميز بالمسؤولية العالية في
تحديد الثوابت الأساسية , وان لم يتم
تحديد ماهيتها مثل مفهوم "المصالحة
الوطنية " , "إحياء المجتمع المدني
" و أكد على
مقاومة المشروع الأمريكي - البريطاني -
الصهيوني في
المنطقة .
وبالمحصلة كان
لقاء استكهولم والذي تم الإعداد له
بدعوة من مركز دمشق للدراسات النظرية
والحقوق المدنية عبر تقديم ورقة عمل
أكد فيها إلى ما خلص إليه المجتمعون مع
ضرورة مواصلة اللقاءات عبر تشكيل لجنة
متابعة لتفعيل العمل الوطني في الخارج
استلهاما لروح الداخل وهديا على هديه ,والأيام
حبلى بالطموحات .
01/07/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|