مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
لماذا
صمت الأمريكيون عن تساؤلاتهم
كريم احمد
نافع ـ الموصل / العراق
خلال وأثناء وبعد الحرب على
العراق دارت أحاديث كثيرة في الولايات
المتحدة الأمريكية بشكل خاص وبقية دول
الغرب بشكل عام عن دور اليهود في "جرجرة"
الإدارات الأمريكية المتعاقبة ,وخاصة
منها الإدارة الحالية , باتجاه نزاعات
وحروب ومواجهات في أنحاء مختلفة من
العالم اتضح بعد تنفيذها انه ليس
للأمريكيين مصلحة مباشرة فيها، وقد
كانت تلك الأحاديث تدور خلف أبواب
موصدة وبسرية تامة ,وشارك فيها أعضاء
في الكونجرس الأمريكي وصحفيين
أمريكيين محايدين , وهي انتقادات
وتساؤلات تعدت نطاق السرية في بعض
الأحيان لتخرج للعلن وتركزت بشكل
أساسي على
توجيه انتقادات ولوم لليهود
الأمريكيين وتحميلهم جرم موجة "العداء
لأميركا" ودفع الناس خارج أمريكا
لاحتقارـ النموذج الأميركي ـ الذي
يريد غزو العالم بمبررات وحجج تفتقر
إلى الأخلاق , وتعوزها روح العدل
المنصفة , وتصوير ذلك اللوبي اليهودي
للولايات المتحدة الأمريكية وكأنها مارد
ضخم "من دون عقل أو روح" مما افقد
أمريكا الكثير من أصدقائها في العالم ,
وجعل الشعوب تنظر إليها باستمرار على
أنها دولة معادية للجميع بمبرر أو
بدونه , وأنها في سبيل تمرير توجهاتها
على استعداد لقتل وتشريد
الملايين من البشر .
وكان من بين ابرز الذين
أشاروا بصراحة للدور اليهودي في الحرب
الأخيرة على العراق عضو الكونجرس
الأمريكي عن الحزب الديمقراطي / جيمس
موران/ ورفيقه الجمهوري / كولبي /
والصحافي / بات بيوكانان / رئيس تحرير
مجلة "أميركان كونسيرفاتيف".
كما شارك في طرح تلك
التساؤلات الملايين من أبناء الشعب
الأمريكي من ذوي الأصول الإفريقية
الذين انصب تساؤلهم عن السبب الذي أدى
إلى الدفع بأبنائهم في الجيش الأمريكي
للمشاركة في حرب ليس لهم ولا لبلادهم
مصلحة فيها , وإنما هي حرب افتعلها
اللوبي اليهودي المتغلغل في الإدارة
الأمريكية ونتائجها بكاملها ستصب في
صالح الكيان الصهيوني في نهاية المطاف
, " حرب من اجل إسرائيل " كما كان
يقال علنا على لسان من كانوا يتساءلون ,
ووصلت الاتهامات ذروتها يومها من خلال
التركيز بشكل خاص على بعض كبار رموز
الإدارة الأمريكية
في وزارة الدفاع والمخابرات بشكل
خاص , ممن كانوا يناصرون الحرب ويصرون
على تنفيذها مهما كان الثمن الذي سيدفع
من دماء أبناء الشعب الأمريكي
والأموال التي ستصرف من الخزانة
الأمريكية المموّلة من دافعي الضرائب
الأمريكيين , وهي الرموز التي كان من
بينها من هو عضو في الكنيست الصهيوني
ويحمل الجنسية الصهيونية إضافة إلى
جنسيته الأمريكية .
وعلى الرغم من أن تلك الأصوات
الرافضة والمتسائلة كان يمكن لها أن
تفعل شيئا على ضوء تصاعدها المعلن في
تلك الفترة , إلا أن الذي حدث أنها
سرعان ما هدأت ثم اندثرت نهائيا بعد
انتهاء الحرب , لتترك المجال للوبي
اليهودي ليواصل تنفيذ سياساته التي
تستهدف تحقيق نتائج وأهداف لاتصب في
مصلحة أمريكا وشعبها , بل في مصلحة
الكيان الصهيوني وبني صهيون المحتلين
لفلسطين والذين تتعدى تطلعاتهم
واستهدافاتهم الخفية المنطقة التي
احتلوا جزءا منها منذ اكثر من نصف قرن ,لتطال
هدف احتلال وحكم العالم كله كما تنص
على ذلك صراحة ـ بروتوكولات حكماء
صهيون ـ والتي ينفذ الصهاينة بنودها
بانتظام وبشكل جدي .
لقد كنا نأمل حقيقة أن تواصل
تلك الأصوات تعاليها كما كانت قبل
الحرب وأثناءها لان الحديث ومحاولة
كشف المستور والخفي مما نفذ وما سينفذ
هو وحده الذي سيكشف حقيقة وخفايا
الاستهدفات الصهيونية ليس ضد العرب
والمسلمين فقط , بل ضد العالم بكامله ,
وعلى الرغم من الصمت الذي حدث بعد ذلك
فإننا لازلنا نأمل في يفيق الشعب
الأمريكي لما يحاك ضده من قبل اللوبي
اليهودي الذي يستخدم أبنائه وماله
وقوة دولته لتحقيق مصالح لا علاقة
للشعب الأمريكي بها .
31/07/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|