مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
لماذا
أتى الأمريكيون للعراق؟
سالم المهداوي
الإرهاب أسلوب قذر وخاسر
ننبذه جميعاً..وفي نفس الوقت نرفض أن
يستخدم مطية وذريعة للتدخل و الهيمنة
على الشعوب،فليس من حق أي دولة أن
تتعلل بمكافحة الإرهاب لتحقيق أهداف
السيطرة،فهو قضية دولية يجب أن
يتحملها المجتمع الدولي بكامله وألا
يترك الأمر لأمريكا أو الحلف الأطلسي
لتحديد مفهوم الإرهاب على حساب أمن
الشعوب و السلم العالمي.إن محاربة
الإرهاب يجب أن تنطلق أولاً من النظام
العالمي الجديد من خلال طمس الهوية
الوطنية بقوة السلاح بطريقة عنصرية
انتقائية.. فهل الإرهاب صناعة عربية
إسلامية...؟!إن ما يجرى الآن في المنطقة
العربية وما يتعرض له العراق من احتلال
مباشر من قبل الأمريكيين والإنجليز لا
علاقة له بالنظام العراقي أو بشخص صدام
حسين ولا بحرية الشعب العراقي...الأمريكان
يريدون السيطرة على الخليج لتأمين
اقتصادهم وحماية إسرائيل ليستوطنوا في
المنطقة ويستحوذوا على منابع النفط..وقد
استطاعت أمريكا الحصول على كل
التسهيلات التى تحقق لها أهدافها من
خلال تسهيل عبور قواتها وتأمين
إقامتهم،صحيح أن الأنظمة العربية لم
تشارك في الحرب ضد العراق بجيوشها لأن
أمريكا ليست في حاجة إلى هذه الجيوش
ولكنها قدمت ما هو أهم من تلك
التسهيلات التى تعني أن كل الدول
العربية تحت تصرف المارينز و البوارج
الحربية الأمريكية في محاولة ساذجة
لاستغفال الأجيال العربية وإعطاء
أمريكا انطباعاً بأن الشعب العربي لا
يفقه ومغفل وليس لديه القدرة على الرفض
والدوس على هذا التطاول وهذه الغطرسة...
إن المرحلة التى يعيشها العرب
من المحيط إلى الخليج هي مرحلة سيئة
ومخاض صعب وكبوة رهيبة لم نشهدها عبر
العصور والأزمنة السابقة التى تعرضوا
خلالها إلى ضعف وتمزق وربما حتى غزو
خارجي وفي كل مرة كانوا يتغلبون
عليه،لكن خطورة الوضع الراهن أنه يحدث
في القرن الحادي و العشرين بكل وسائله
التدميرية الجبارة و المذهلة..دون أن
نحرك ساكناً رغم أن كل الأمم التي من
حولنا توحدت،فأوروبا بما
تملكه من إمكانيات توحدت
وأصبحت كتلة اقتصادية وسياسية مهابة و
الصين التي تضم ربع سكان العالم أصبحت
قوة نووية..ولكننا نحن العرب تأخرنا
حتى اليوم وعجزنا أن نكون أمة واحدة
رغم ما يتهددنا من
أخطار وفضلنا على أن على يتشرد منا ممالك و
إمارات و جمهوريات وملوكاً غير متوجين
وملوكاً متوجين ومستغلين و مستغلين
أغنياء وفقراء،كلها تنهش في جسد
الإنسان العربي وتزيد في ضعه ووهنه.وإن
العرب مدعوون بالنظر إلى وجودهم
والإسراع في البحث عن مستقبل يضمن
وجودهم وأمنهم واستقرارهم..
14/07/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|