المجلس
الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة
في سورية
دمشق
، باريس 22 شباط / فبراير 2004
تقرير
صحفي
يحدث
في سورية الآن ـ 2(*)
برعاية البنتاغون وأجهزته
الأمنية
جلسة نقاش لمدة ثلاث ساعات
بين الرئيس
بشار الأسد ورجال أعمال
أميركيين من أصل سوري
رجال الأعمال :" لا أمل
يرجى من هذا الرجل ،
والنقاش معه أشبه بالنفخ في
قربة مقطوعة "
كشفت مصادر سورية وأميركية
متطابقة النقاب عن جلسة نقاش عقدت
مؤخرا بين الرئيس السوري بشار الأسد و25
رجل أعمال سوريا عبر دارة تلفزيونية
مغلقة
Telconference . وطبقا لما ذكره رجل أعمال
سوري متخصص في الهندسة المعمارية يعيش
في إحدى بلدان أوربة الغربية وتربطه
علاقات وثيقة مع بعض رجال الأعمال
الذين شاركوا في " جلسة النقاش "
مع الرئيس السوري ، فإن الجلسة
المذكورة عقدت أوائل هذا الشهر بترتيب
لوجستي ـ تقني قامت به المخابرات
العسكرية الأميركية التابعة
للبنتاغون التي ربطت رجال الأعمال
هؤلاء ، والموجودين في سبع ولايات
أميركية ، بالرئيس السوري بعد التنسيق
مع مكتبه الخاص للشؤون العسكرية .
وأضاف المصدر " إن الصفة المشتركة
التي جمعت هؤلاء ـ إضافة لكونهم رجال
أعمال ـ هي أنهم جميعا من المقربين من
مجموعة الصقور في الإدارة الأميركية ،
وبشكل خاص ريتشارد بيرل كبير مجلس
الدراسات الدفاعية Defense
Policy Board المسؤول عن
صياغة مقترحات
ومشاريع استرايجية برسم التنفيذ من
قبل الإدارة الأميركية " .
وطبقا
لمصدر أميركي مقرب من المجلس المذكور ،
فإن الجلسة استغرقت ثلاث ساعات تم
تقسيمها مناصفة بين
طرفي النقاش ، حيث تحدث الرئيس
السوري خلال الساعة والنصف الأولى ،
فيما كرس النصف الآخر لمناقشة مفتوحة
بينه وبين رجال الأعمال الأميركيين من
أصل سوري " . وفي اتصال لـ Reportnews مع
مصدر رفض الإشارة لاسمه ، وهو مقرب
من رجل الأعمال السوري جمال دانيال ،
المنحدر من مدينة طرطوس السورية
الساحلية ، ذكر أن " الرئيس السوري
كرس حديثه بالكامل لإلقاء محاضرة
مدرسية في الوطنية على غرار تلك التي
يلقيها في مؤتمرات القمة
والتي أصبحت محط تندر الكثيرين "
. ونقل المصدر جانبا من مداولات
المؤتمر التلفزيوني المغلق حين أشار
إلى " أن أحد رجال الأعمال سأل
الرئيس السوري عن إنجازاته التطويرية
على مدى فترة رئاسته ، فأجاب بأنه أدخل
الهاتف الخليوي إلى سورية . وقد انفجر
المشاركون بالضحك حين علق أحد رجال
الأعمال على ذلك بالقول : إن الهاتف
الخليوي أصبح موجودا حتى في أدغال
أفريقيا ويستخدمه حتى طرزان " !
وأضاف المصدر أن جانبا أساسيا من
النقاش " طال عصابات التجارة
المافيوية التي يديرها قريبه رامي
مخلوف وفراس طلاس ورجل المخابرات بهجت
سليمان وتمارس التشبيح والقرصنة على
الفعاليات الاقتصادية السورية وتلقى
رعاية الرئيس شخصيا
" . وقد خاطب أحد رجال الأعمال الرئيس
السوري بالقول " إذا كنتم يا سيادة
الرئيس تعتقدون أن إرسال السيدة بثينة
شعبان (وزيرة المغتربين ) لاقناع
رجال الأعمال والكادرات السورية المهاجرة
بالعودة إلى وطنهم وخدمته ، فإنهم لن
يفعلوا ذلك طالما أن هناك عصابات تجارة
مافيوية يديرها أقرباؤك ، وبشكل خاص
رامي مخلوف، وآخرون كفراس طلاس
وجمال خدام ، بالاشتراك مع
جنرالات الجيش والمخابرات مثل
بهجت سليمان وغازي كنعان ورستم غزالي
وذو الهمة شاليش ، وطالما لم يتم إلغاء
محاكم الأمن الاقتصادي وكافة القوانين
والأوامر العرفية التي تجرد القوانين
المدنية النظامية من أي قيمة " . وحسب
المصدر نفسه ، فإن أحد رجال الأعمال
سأل الرئيس السوري " ما الذي يضمن لي
إذا عدت للمساهمة في إعمار بلدي ،
وأنا لدي شركة رأس مالها أكبر من
موازنة سورية بكاملها ، أن لا يتم
اعتقالي مثل رياض سيف ومأمون الحمصي
وتلفيق تهم التآمر
، وربما التجسس ، ضدي ، إذا لم أتخل
عن وكالة تجارية أو امتياز اقتصادي
لصالح عصابة رامي مخلوف أو لم أقبل
بمشاركته أو غيره كما يحصل الآن ؟
وبافتراض أن ذلك صعب الحدوث كوني أحمل
الجنسية الأميركية ، من يضمن لي أن لا
يدبر لي حادث مفتعل ويتم قتلي أو قتل
أحد أبنائي كما فعلتم مع ابن رياض سيف
الذي أخفيتموه غرقا ؟ هل في بلادك
مدع عام واحد أو قاض واحد يتجرأ على
التحقيق مع أحد أفراد هذه العصابة ، كي
لا نقول مقاضاته ، إذا حدث وادعيت ضده
بتهمة ممارسة الابتزاز أو البلطجة ضدي ؟ حين
أثبت المعارض السوري نزار نيوف من
على شاشة قناة الجزيرة أن عائدات النفط
الوطني لم تدخل الموازنة على مدى سنوات
طويلة وتم إدخالها
في حسابات خاصة بأسرتكم
وتحداكم شخصيا أن تثبتوا العكس ،
ادعيتم ضده أمام القضاء بتهمة نشر
معلومات كاذبة في الخارج من شأنها
إيذاء الاقتصاد الوطني . وكذا جرى مع
استاذ الاقتصاد البروفيسور دليلة حين
تحدث عن الفساد وتهريب الأموال وطالب
بالشفافية . سيدي
الرئيس دولتك غابة يسيطر عليها عدد من
الضواري ، وأنا أو أحد غيري لسنا
مستعدين لتسليم لحمنا لها ، فضلا عن أن
قانون الغابة لا يتماشى وقانون التطور
إلا إذا كنتم تريدون تطبيق نظرية
داروين في تطوير اقتصادكم " !؟
وأكد
المصدر نفسه على أن الرئيس السوري "
وعد رجال الأعمال بإلغاء محكمة الأمن
الاقتصادي قريبا وكافة القوانين
العرفية ذات الصلة وإحالتها صلاحية
البت بقضاياها إلى القضاء العادي " .
ولخص المصدر الانطباع الذي خرج به
هؤلاء عن اللقاء بقولهم " لا أمل
يرجى من هذا الرجل (الرئيس الأسد ) ، وأن
النقاش معه أشبه بالنفخ في قربة مقطوعة
" . ووصف أحدهم " محاضرته المدرسية
" بأنها " مستحاثات أيديولوجية من
بقايا الفكر الديناصوري البعثي " .
وفي
دمشق أكد مصدر أمني لـ Reportnews أن أجهزة التشويش الفضائية التابعة
لوزارة الدفاع الأميركية عملت على "
تعمية كافة أجهزة الاتصالات التابعة
للفرع الفني
211 في المخابرات العسكرية ،
و "فرع الكومبيوتر"
، الذي مقره قيادة المخابرات
العامة بمنطقة كفر سوسة ، طيلة فترة
المؤتمر التلفزيوني المغلق للحيلولة
دون معرفة المخابرات العسكرية وبقية
مراكز القوى في الجيش وأجهزة
المخابرات والدولة أي شيء عن مجريات
المؤتمر " . وأضاف المصدر " إن
عملاء شعبة المخابرات العسكرية
والمخابرات العامة ينشطون في الاتصال
مع العديد من رجال الأعمال السوريين
وأوساطهم في أوربة والولايات
المتحدة لمحاولة معرفة ماذا جرى خلال
الساعات الثلاث " .
وعلق
المصدر الأميركي المقرب من مجلس
الدراسات الدفاعية ، المشار إليه
أعلاه ، بالقول " إن
الإدارة الأميركية أرادت من خلال
عقد هذا المؤتمر توجيه رسالة مزدوجة ،
شقها الأول للرئيس السوري ومفاده :
هؤلاء هم البديل الجاهز لنظامك طالما
استمر نهجكم على ما هو عليه . أما شقها
الثاني فلوكالة المخابرات الأميركية
ووزارة الخارجية
ومفاده : هذا هو الشخص الذي تراهنون
عليه وتدافعون عنه" .
يشار إلى أن المجلس الوطني
للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
كان كشف الشهر الماضي ، نقلا عن مصدر
ديبلوماسي أميركي في باريس ، أن صقور
البنتاغون أقنعوا الرئيس بوش بتضمين
طلب إلغاء حالة الطوارئ في سورية إلى
جملة المطالب الأخرى . الأمر الذي لم
يعلن عنه رسميا كيلا ينظر إليه في
سورية على أنه تدخل في الشؤون الداخلية
. لكن يبدو أن إيفاء الرئيس السوري
بوعده تنفيذ
ذلك ، اقتصر على الشق الاقتصادي منه ،
والمتمثل بإلغاء " حالة الطوارئ
الاقتصادية " المعبر عنها بـ "
محكمة الأمن الاقتصادي " والقوانين
غير الدستورية التي تحكم عملها .
ــــــ
(*)ـ
يحدث في سورية الآن : تقرير صحفي غير
دوري يصدره " المجلس" بالتعاون مع
مجموعة Reportnews
، مجموعة صحفيين لبنانيين وعرب آخرين ،
ويهدف إلى تزويد القارئ السوري
واللبناني خصوصا ، والعربي عموما،
بالمعلومات والتقارير الخاصة ، ذات
الطبيعة الاسترايجية ، التي تصلهما
ولا تتطرق إليها وسائل الإعلام في
البلدين لاعتبارات مختلفة .
|