مداخلة
مقدمة في منتدى جمال الأتاسي
للحوار
الديمقراطي بخصوص
محاضرة
د.أحمد فايز الفواز حول إصلاح الحزب
السياسي
يعتقد
كثيرون أن هناك عقيدتين فقط يأتي منهما
الشر : أحداهما أمريكية تدعى "نهاية
التاريخ" والثانية صهيونية تدعى "شعب
الله المختار" . وأريد طمأنة هؤلاء
أننا ننعم بعقيدة ثالثة أكثر عراقة
لأنها سبقت قيام الولايات المتحدة
والحركة الصهيونية بمئات السنين وهي
خلود الحاكم العربي حتى نهاية الحياة
وليس فقط نهاية التاريخ !
.. وكي لا نبسط الموضوع كما هي العادة
للأسف فأنا أقول إن خلود الحاكم
ووحدانيته هي مجرد واجهة أمامية
لقاعدة ثقافية أوسع تعبر عنها (ثقافة
القاعدة) مثلاً تدعي التمامية
والحقيقة المطلقة والطوطم المقدس ..
ونشهد بقاياها للأسف في الملة
والطائفة والجماعة الدينية والحزب
السياسي .. وينبغي لهذه الأسباب مواجهة
هذه العقيدة في ملعبها الحقيقي !!
هذه
العقيدة تحوي مزايا العقيدتين
السابقتين ، لأن التاريخ ينتهي عندها
بامتياز ، وينتهي الله في جبتها أيضاً
لأنها وحدها القيمة والوصية عليه
والناجية من النار .. وحاشا لله ولا حول
ولا قوة إلا بالله !!
هذه
العقيدة ، قادت نظاماً عالمياً يوماً ،
ولكنها لم تحمِ المستعصم في قصره
ببغداد ، ولا المستحكم والمستوكل
والمستكفي من الذبح بواسطة ذويه وبنيه
. فكيف إذا اجتمعت مع العقيدتين
السابقتين لتحرم صدام حسين من حفرة
الذل الأخيرة التي تصفع أنوفنا .. وهي
ليست آخر حفرة ما دامت هذه العقيدة
تخيم في عالمنا العربي !!
عليه
ومع اعتزازي بكل ما فعله العقلاء
والحكماء والشرفاء منذ عصر النهضة حتى
هذه اللحظة وسط مجتمعاتنا وسلطاتنا
وأحزابنا لفضح هذه المهزلة ، فأنا
أعتقد ن طيها بشكل نهائي (وفي نفس الوقت
إصلاح حزبنا السياسي) يتطلب تغيير
الأولويات التي تستنفذ طاقاتنا في
مماحكة هذا الحاكم الفاسد أو ذاك .
ووضعها في خدمة النهضة والديمقراطية
والتنوير الذي يحقق المصداقية على
الأرض ويخص الجميع دون تمييز . ويحضر
شرعية جديدة تحترم الوجود وعظمة الله
والإنسان والأجيال والأوطان . وهذه
الدعوة تشمل الحزب .. وأصدقاء الحزب ..
والأفراد والمثقفين والمستقبل . وتشمل
من باب أولى مداخلات هذا المنتدى الذي
أستحلفكم أن نجعله نافعاً ، وأن نحميه
من كثرة الشقاق أو النفاق .
وشكراً
المحامي
علي محمود العمر
عضو
جمعية حقوق الإنسان في سورية
|